صحف ألمانية: بوتين يستغل ضعف الغرب
٢ أكتوبر ٢٠١٥ذكرت مجلة "دير شبيجل" الألمانية في عددها الأخير"إن زعمبوتين بأن الأسد قادر وحده، بقوته المتداعية المتفككة في ميليشيات في عدة أماكن، على وقف قوات تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة بداعش، خاطئ. فجيش بشار قادر بالكاد على وقف المتمردين، بالرغم من مؤازرة عشرات الآلاف من المقاتلين له، وهو يتجنب خوض معارك مع داعش حتى الآن. روسيا تدعي أنها تريد وقف تمدد تنظيم داعش المتزايد، إلا أن هذا يتناقض مع نية بوتين المعلنة وهي إنقاذ الأسد، الأمر الذي سيطيل من أمد الحرب ولن ينهيها. كما سيزيد من تقسيم سوريا وسيحول دون تعاون جميع الجماعات الأخرى في سوريا، من الجيش السوري والثوار والأكراد في الشمال، ضد داعش. بدون روسيا لا يوجد حل، وهو ما يعرفه الجميع من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحتى وزير الخارجية الألماني فرانك فاتر شتاينماير، إلا أن هذا لا يعني أن يوافق المرء بوتين. وكما يبدو فإن بوتين هو من يصنف من هم الإرهابيين حسب التعريف الروسي، فالضربات الجوية الروسية الأولى كانت على ما يبدو على أهداف في محافظتي حماة وحمص والتي يسيطر عليها الثوار وليس داعش".
صحيفة "دي فيلت" ربطت بين الوضع السوري الجديد وأزمة القرم، وعلقت قائلة: "لا يمكن فهم تدخل بوتين في سوريا، إلا من خلال السياسة وإلاستراتيجيه التي يتبعها بوتين عالميا. وطريقته تكمن، كما كان الحال في أوكرانيا، في استغلال ضعف الغرب باستخدام الطرق العسكرية، من أجل خلق حالة من المواجهة، ليقدم بوتين نفسه بعدها كصانع للسلام، وكأنه الرجل الذي بحوزته طرق الخروج من المشاكل القائمة (...) إن بوتين بتدخله العسكري في الشرق الأوسط يعزز في ذهن الألمان الوهم بأنه قادر بقواه العسكرية على حسم الأمر هناك، وحل المشاكل التي من الممكن أن تواجهها ألمانيا. الشيء المهم لنا (الألمان) ألا نكون في مقدمة المعركة. إلا أن ما يفعله بوتين سيشعل المزيد من نيران المعركة هناك، وسيسهم في استمرار تدفق الأعداد الكبيرة من اللاجئين الهاربين من سوريا.
حرب بالوكالة
صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" قالت إن المعارك التي تدور في سوريا هي حرب بالوكالة، وذكرت بأن "المواجهة بين القوى العظمى، التي تم تجنبها بصعوبة في المسألة الأوكرانية، وذلك بامتناع الغرب عن تسليح كييف لمواجهة الروس بالرغم من الاستفزازات الروسية، تلك المواجهة تحدث الآن في سوريا". وأشارت الصحيفة إلى أنه "مع تدخل بوتين العسكري في سوريا. فإن الصراع بين الثوار وقوات النظام أصبح حرب بالوكالة بين روسيا والولايات المتحدة. وذلك بعد أن أصبحت القوى العظمى أطرافا مشاركة".
صحيفة "فرانكفورتر ألغيمانه تسايتونغ" أعربت عن قلقها من عواقب التدخل الروسي في سوريا وقالت "إسرائيل وتركيا هم أول من سيشعر بالوجود الروسي في سوريا. إسرائيل لن تكون قادرة كما هو الحال حتى الآن على التحرك بحرية واستهداف مواقع لحزب الله في سوريا ولبنان. وفي البحر الأبيض المتوسط تستطيع روسيا عرقلة حركة البحرية الإسرائيلية، والحد من عمليات استخراج الغاز الطبيعي التي تجريها إسرائيل. تركيا أيضا عليها نسيان مخططها بإقامة حظر جوي شمال سوريا. التدخل الروسي سيشعل أتون الحرب هناك، و سيكون من عواقبه تدفق اللاجئين على أوروبا.
وختمت صحيفة "برلينير تسايتونغ" القول بأن " التدخل الروسي يعزز تقسيم سوريا، ويجبر المقاتلين السنة على الخوض بمنطق حرب دينية سنية شيعية، وبهذا يصب بوتين الزيت على النار بدلا من إطفائها. وسيخلق الآلاف من اللاجئين، ويضعف من قوة الغرب. وللتفاوض مع السادة في موسكو وطهران الذين يدعمون الأسد، يحتاج الغرب لإستراتيجية موحدة في سوريا، خاصة لحماية المدنيين هناك. فالاتحاد الأوروبي محتاج أيضا أن يتكلم بوضوح مع أوباما، الذي يبدو أنه يفقد اهتمامه مع مرور الوقت بموضوعي سوريا والعراق. ويبدو أن حركة اللجوء التي نشهدها الآن قد تكون مجرد مقدمة لتغيير جذري أكبر قد نشهده مستقبلا".