قطاع غزة – "حتى الأموات لا يجدون مكانا للدفن"
٣ أغسطس ٢٠١٤يبحث الأموات في قطاع غزة عن مأوى لهم تحت الارض كما يفعل الأحياء فوقها في ظل الهجوم الإسرائيلي الأعنف على القطاع والذي حصد مئات القتلى. ومنذ بدء الهجوم على قطاع غزة في الثامن من تموز/يوليو قُتل أكثر من 1760 فلسطينيا، لكن المقابر في هذا القطاع الأعلى كثافة سكانية في العالم لم تكن جاهزة لاستيعابهم. ومع توالي سقوط عشرات القتلى يوميا يضطر أهالي هؤلاء الضحايا لنبش القبور القديمة بحثا عن قبر فارغ يدفنون ضحاياهم فيه. ووصل العشرات من عائلة رجب في سيارة نقل تحمل جثة ابنهم الذي قتل في غارة إسرائيلية على سوق الشجاعية الأربعاء إلى مقبرة المعمداني في مدينة غزة.
ومع تحليق الطائرات الاسرائيلية في قطاع غزة وقف هؤلاء المواطنون نحو ساعة يفتشون عن قبر لابنهم. ويقول أحدهم ويدعى محمد: "في غزة لسنا قادرين على أن نعيش بكرامة ولا قادرين على أن نموت بكرامة. لا مكان لنا فوق الأرض ولا تحتها". ويقول عبد كشكو، أحد المتطوعين في العمل في هذه المقبرة، "لا يوجد قبر لهذا الشاب. سينتظرون طويلا قبل أن يجدوا قبرا فارغا له". ويوضح "هذه مقبرة قديمة وغير مستعملة، لكن ظرف الحرب هو الذي فرض الدفن بها، كل شهيد له قريب مدفون هنا من زمان يتم دفنه في نفس قبر قريبه هذا".
يضطرون لنبش القبور لإيجاد مكان لدفن موتاهم
وفي الجانب الآخر للمقبرة، يقوم شبان بنبش عدة قبور تباعا بحثا عن قبر فارغ لدفن ابنهم. ويقول أحدهم ويدعى والي المملوك "حفرنا أكثر من قبر، لكننا وجدنا أطفالا فيها وما زلنا نبحث". ويتابع "أتينا لدفن أخي. لا نستطيع أن ندفنه في المقبرة الشرقية لأنها خطرة". وتعتبر المقبرة الشرقية الوحيدة في مدينة غزة التي تتسع لمقابر جديدة، إلا أنها تقع على الحدود الشرقية لمدينة غزة والتي تشهد تقدما للدبابات الإسرائيلية وقصف مدفعي يحظر على المواطنين الوصول لها.
بدوره، يقول رمزي النواجحة مسؤول دائرة الإعلام في وزارة الأوقاف في غزة، إن وزارته قامت "بفتح المقابر القديمة التي كان يمنع الدفن فيها لامتلائها". وأضاف أن "اهالي الشهيد يقومون بدفنه في أي قبر قديم دفن فيه سابقا أحد أفراد عائلته". ويوضح "لا توجد مواد بناء لإنشاء قبور جديدة ولا توجد أيضا مساحات في المقابر". وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ سيطرة حماس عليه منتصف تموز/يوليو 2007 وتحظر دخول مواد البناء إلى القطاع باستثناء كميات محدودة لمشاريع أجنبية خاصة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا). ورغم أنه لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المقابر في قطاع غزة أو عدد المقابر التي تم استئناف الدفن فيها لصعوبة التواصل بين موظفي الوزارة، إلا أنه يؤكد أنه تم فتح مقبرتين على الأقل في كل محافظة من محافظات قطاع غزة لاستخدام مقابرها القديمة لدفن "الشهداء".
ش.ع/ ف.ي (أ ف ب)