Israel Palästina Soldaten
١٧ ديسمبر ٢٠١٠الكتاب كشف شهادات لجنود إسرائيليين سابقين تحت الخدمة وتجربتهم في الأراضي الفلسطينية، وألقى الضوء على ما تسميه الحكومة الإسرائيلية "عملا وقائيا" والذي يتضمن في الواقع عمليات عسكرية هجومية. "كسر الصمت" هو عنوان الكتاب وهو نفس الاسم الذي تحمله المنظمة الإسرائيلية التي نشرته، ويحتوي على 431 صفحة تظهر الأساليب التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي في عملياته وتأثير ذلك على حياة الفلسطينيين، انطلاقا من شهادات لحوالي مائة جندي إسرائيلي سابق لم تعلن هويتهم. الصحفي الألماني كليمنس فرينكوته تحدث إلى أحد مؤسسي المنظمة الإسرائيلية وأعد التقرير التالي.
توعية الرأي العام الإسرائيلي
الكتاب يتوجه إلى الرأي العام الإسرائيلي لإطلاعه على واقع الوجود العسكري في الأراضي الفلسطينية، ويظهر، عكس الموقف الرسمي للحكومة الإسرائيلية، أن عمليات الجيش في تلك الأراضي لها طابع هجومي وليس دفاعي كما يوضح ذلك إيهودا شاوول، أحد مؤسسي منظمة "كسر الصمت"، الذي يبلغ من العمر 27 عاما. ويضيف شاوول: "وظيفة الجيش هناك هي الحفاظ على الوضع العسكري القائم من خلال مراقبة الفلسطينيين. إن وضع الجيش هناك هو نفسه كما كان عليه الحال قبل عشر سنوات".
ويكشف الكتاب عن قيام الجنود أحيانا بأعمال تعسفية ضد المدنيين بدون سبب مباشر بذريعة الوقاية من حصول هجمات، ويوضح شاوول بهذا الصدد أن الهدف من ذلك هو "تحسيس الفلسطينيين بأن الجيش الإسرائيلي موجود في كل مكان، وبالتالي الخوف من مهاجمته". وأوضح شاوول أن الكثير من البيوت تُهاجم بشكل عبثي وتعسفي في الليل وفي النهار، كما يجوب الجيش الشوارع خلال الليل ويقوم بتفجير القنابل الضوئية أو الغاز المسيل للدموع وسط ضوضاء كبيرة. ويستطرد شاوول أن ذلك يسمى في لغة الجيش الإسرائيلي "توليد الإحساس بالمطاردة".
الجيش الإسرائيلي يشكك في نوايا "كسر الصمت"
وردا على هذا الكتاب اتهم الجيش الإسرائيلي منظمة "كسر الصمت" بأنها تسلك "سلوكا خادعا يثير الشكوك في نواياها". واخذ الجيش على المنظمة، المناهضة للاستيطان في الأراضي الفلسطينية، عدم تسليمها هذه الشهادات إلى الهيئات المكلفة بالسهر على تطبيق القانون، الأمر الذي كان من شأنه، فيما لو حصل، أن يؤدي إلى فتح تحقيق معمق في هذه الشهادات، حسب بيان الجيش.
ومنذ تأسيسها قبل حوالي ستة أعوام دونت منظمة"كسر الصمت" 7300 شهادة للجنود الإسرائيليين حسب أقوال إيهودا شاوول، الذي خدم في صفوف الجيش لمدة ثلاثة أعوام بين 2001 و 2004.
ويذكر أن منظمة "كسر الصمت" غير الحكومية سبق وأن نشرت في الماضي صورا وأشرطة فيديو لعسكريين إسرائيليين في أوضاع غير منضبطة في تعاملهم مع الفلسطينيين. وفي كل مرة يقول الجيش الإسرائيلي إنه يحترم القانون وأن الحالات عدم الانضباط تتم إحالتها على القضاء.
كليمنس فرينكوته / أ.ف.ب / حسن زنيند
مراجعة: عبده جميل المخلافي