مبادرات بألمانيا للتضامن مع ضحايا الإرهاب في تونس
٢٠ مارس ٢٠١٦شارك نشطاء تونسيون وشخصيات سياسية ألمانية وممثلين عن هيئات من المجتمع المدني اليوم الأحد (20 مارس آذار 2016) بمدينتي كولونيا ودوسلدورف في تظاهرات تضامنية مع ضحايا الإرهاب في تونس. وفي مدينة كولونيا، نظمت "جمعية الصداقة بين كولونيا وتونس" الأحد "وقفة تضامنية" مع ضحايا الإرهاب في مدينة بن قردان، حضرها رئيس بلدية كولونيا الدكتور هاينر كوخ، إضافة إلى القنصل العام التونسي أحمد شفرة. وفي تصريح لـDW، قال رؤوف الخماسي الذي يرأس جمعية الصداقة، وهو أيضا قيادي بارز في حزب "نداء تونس"(الحزب الحاكم)، أن "الوقفة التضامنية تهدف إلى حث هيئات المجتمع المدني في ألمانيا على مساعدة تونس في مواجهة الإرهاب".
وفي دوسلدورف أعرب متحدثون في اجتماع تضامني عن اعتزامهم تقديم مساعدات لعائلات الضحايا والمناطق الفقيرة في تونس، وضمنها منطقة بن قردان التي تعيش على التهريب بين الحدود الليبية والتونسية. وشارك في التجمع الذي عقد في وسط مدينة دوسلدورف النائب الاشتراكي الديمقراطي ببرلمان ولاية شمال الراين ـ وستفاليا ديتمار بيل وهو يرأس أيضا جمعية الصداقة بين ميدنتي فوبرتال الألمانية وطبرقة التونسية، وممثل عن نقابة الشرطة الألمانية في دوسلدورف ديرك زاور بورن، كما حضر ممثل عن المجلس البلدي لمدينة دوسلدورف يانيس فتاليس. وقال الناشط مانع فريح أن التظاهرة تهدف للتعبير عن"تضامننا مع شهدائنا الأبرار وشعبنا الأبي ومع أهالينا في بن قردان" التي تعرضت قبل أسبوعين إلى هجوم غير مسبوق من تنظيم"الدولة الإسلامية الإرهابي.
مبادرات ثقافية باتجاه الرأي العام الألماني
ومن جهتها أعلنت جمعيات تضم نشطاء من أصول تونسية تنشط في المجتمع المدني بألمانيا عن بدء مشاورات من أجل بلورة "أشكال وسبل ناجعة" لتقديم مساعدات لضحايا الإرهاب في تونس، وذلك "بما يخوله لها القانون الألماني وأنظمتها الأساسية كجمعيات ألمانية".
وجاء في بيان أصدرته الجمعيات والشخصيات الموقعة، وحصلت DWعلى نسخة منه أنها ستطلق أيضا مبادرات ثقافية وإعلامية لتعريف الرأي العام الألماني بالتحديات التي تواجهها الديمقراطية الناشئة في تونس في حربها على الإرهاب. في إشارة مثلا إلى تنظيم فعاليات ثقافية وفنية لتشجيع السياح الألمان على التوجه إلى تونس، التي تكبدت خسائر كبيرة جراء العمليات الإرهابية التي شهدتها في السنوات الثلاثة الماضية.
ووقعت البيان جمعية مساعدة تونس (توني كير)، والمؤسسة المغاربية الألمانية للثقافة والإعلام، وجمعيات "الإتحاد العام للتونسيين بألمانيا"، و"الزيتونة" بدوسلدورف، و"الملكين"ببون، و"الصداقة بين فوبرتال وطبرقة"، والجمعية الألمانية التونسية للأسرة والثقافة بمدينة ايسن.
وكانت الحكومة التونسية قد ناشدت المجتمع المدني وكافة المواطنين التونسيين إلى المساعدة في مكافحة الإرهاب من خلال التبرع لصندوق مكافحة الإرهاب، والذي تم إنشاؤه بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم"الدولة الإسلامية" بهدف إقامة "إمارة داعشية" في مدينة بنقردان، وكان الرئيس الباجي قايد السبسي أول المتبرعين بأجرة شهر من راتبه.
وجاءت المبادرة بهدف مساندة قوات الأمن والجيش من خلال حملة تعاطف لحث الأمنيين على مواجهة الإرهاب ومساعدة عائلات الشهداء حيث سيشمل صندوق مكافحة الإرهاب تعويضات مادية لأسر شهداء الهجمات الإرهابية من المؤسستين الأمنية والعسكرية إضافة للشهداء المدنيين.
وفي سنة 2015، قتل 59 سائحا أجنبيا و13 عنصر أمن في ثلاث هجمات دامية استهدفت متحف باردو وسط العاصمة تونس وفندقا في سوسة (وسط) وحافلة لعناصر الأمن الرئاسي في العاصمة، تبناها تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف.
م.س/ ع.ج. م (DW)