مراقبون دوليون: انتخابات السودان لا ترقى إلى المعايير الدولية
١٧ أبريل ٢٠١٠قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر اليوم السبت (17 نيسان/ ابريل 2010)، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، إن أول انتخابات تعددية سودانية منذ حوالي ربع قرن "لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية". وجاء في بيان أصدره مركزه (مركز كارتر) أن "قيودا فرضت على العديد من الحقوق السياسية والحريات ما أشاع حالة من انعدام الثقة لدى الأحزاب السياسية"، وذلك في إشارة إلى مقاطعة العديد من الأحزاب للانتخابات.
لكن هذه المعطيات لم تمنع كارتر من القول بأن "القسم الأكبر" من المجتمع الدولي سيعترف بنتائج الانتخابات السودانية حتى وإن كانت غير متماشية مع المعايير الدولية. وأضاف بأن مركزه "سجل العديد من الأخطاء واستنتج بأن العملية لا ترقى إلى مستوى التزامات السودان والمعايير الدولية ذات الصلة". واعتبر المركز أن الانتخابات "كان ينقصها الضمانات والشفافية الضرورية للتحقق من (تنفيذ) الخطوات الرئيسية وإرساء شعور بالأمان والثقة في العملية".
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق قد تعرض لانتقادات من قبل بعض قادة المعارضة السودانية؛ وقد اتهمه علي محمود حسنين، نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، بالرضوخ "لتهديدات الرئيس السوداني عمر حسن البشير". وأضاف حسنين، في حوار مع دويتشه فيله، بأن مركز كارتر "كان من بين عدة مؤسسات دولية رأت أن الانتخابات لن تكون سليمة، إلا أن الرئيس الأمريكي الأسبق غير أسلوبه بعد أن هدد الرئيس السوداني بعدم السماح لمركزه بمراقبة الانتخابات".
"خطوة مهمة في تعزيز السلام والتمهيد للديمقراطية "
بدورها أعلنت رئيسة بعثة المراقبين الأوروبيين فيرونيك دي كيسير بأن الانتخابات السودانية "لا ترقى للمعايير الدولية". إلا أنها شددت على أهميتها ودورها في تعزيز السلام في السودان وفي التمهيد "لأجواء ديمقراطية" في البلاد. وأضافت دي كيسير، في مؤتمر صحافي عقدته اليوم في الخرطوم أن الانتخابات "خطوة حاسمة من أجل تنفيذ اتفاق السلام الشامل" وذلك في إشارة إلى اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب.
وقالت دي كيسير إن هذه الانتخابات "واجهت صعوبات في مطابقة المعايير الدولية" لانتخابات ديمقراطية، مشيرة إلى أنها "لم تكن مطابقة لكل المعايير وإنما لبعض منها"، دون أن تقدم إيضاحات أكثر. وأشادت رئيسة البعثة الأوروبية بوجود مراقبين محليين خلال الانتخابات، معتبرة ذلك دليلا على الرغبة في تحقيق "تحول ديمقراطي" في السودان. وكشفت بأن التجاوزات التي رصدها المراقبون كانت "في الجنوب أكثر منه في الشمال". كما تحدثت عن مشكلات إدارية ولوجستية في اليومين الأولين.
المعارضة تتحدث عن عملية "تزوير واسعة"
وتتحدث المعارضة السودانية عما تصفه بـ" أعمال تزوير واسعة جرت في الانتخابات وعلى مستوياتها كافة". وكشف علي محمود حسنين، نائب رئيس حزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، لدويتشه فيله، بأن عمليات "التزوير بدأت حتى قبل إجراء الانتخابات". وأضاف حسنين بأن "الانتخابات أعدت سلفا ونتائجها محسومة قبل أن تبدأ". وشدد حسنين، المقاطع للانتخابات مع أن حزبه مشارك فيها، على أن التزوير لم يقتصر على عمليات الاقتراع بل شمل الإحصاء السكاني والسجل الانتخابي". وقلل حسنين من أهمية وجود مراقبين دوليين لمنع حصول تجاوزات لأنهم جاؤوا مع "بدء مرحلة التصويت بينما التزوير الأكبر كان قبل ذلك".
وفي حين رأى كارتر بأن "القسم الكبير من المجتمع الدولي" سيعترف بنتائج الانتخابات حذرت الباحثة المصرية المتخصصة في الشأن السوداني أماني الطويل، في حوار مع دويتشه فيله، من مغبة "عدم اعتراف أحزاب المعارضة بنتائج الانتخابات"، لأنه قد يدخل البلاد في "نفق مظلم". ورأت الطويل، وهي أستاذة زائرة في جامعة جورج واشنطن، بأن على الحزب الوطني الحاكم أن يبدد "مخاوف وهواجس أحزاب المعارضة عبر إشراكها إما في مؤتمر مصالحة شاملة أو حكومة على المستوى الوطني". وشددت الطويل على أن إدارة الرئيس أوباما قد تغض الطرف عن بعض "التجاوزات في هذه الانتخابات" لأنها "حريصة كل الحرص على إنجاح استفتاء حق تقرير المصير في جنوب السودان العام المقبل".
( أ ح/ دويتشه فيله/ أ ف ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي