واشنطن تعيد النظر في رفضها تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا
٢ مايو ٢٠١٣أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل الخميس (الثاني من أيار/ مايو 2013) أن الولايات المتحدة تعيد التفكير في إمكان تسليح مقاتلي المعارضة في سوريا، بعد رفضها هذه الفكرة سابقا. وعندما سئل الوزير الأمريكي عن السبب رد قائلا "أنت تنظر إلى الأمور وتعيد النظر في كل الخيارات. هذا لا يعني أنك تفعل أو ستفعل." الا انه أشار إلى أن أي قرار لم يتخذ في هذا الصدد بعد، رافضا القول ما إذا كان يؤيد تسليح المعارضة. وقال " أنا أؤيد دراسة الخيارات ورؤية ما هو الخيار الأفضل بالتنسيق مع شركائنا الدوليين".
وكان هاغل يتحدث في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع (البنتاغون) مع نظيره البريطاني فيليب هاموند، الذي قال إن أي تحرك ضد سوريا يجب أن يستند إلى "دليل من نوعية جيدة جدا" تقبله المحكمة. وتابع "ولكن سنفعل ما نستطيع عمله في الحدود القانونية، ونحن نعتبر ذلك مهما للغاية".
من جهة أخرى، ناقش الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مع القوى الدولية الكبرى الخميس الجهود المتعثرة لإنهاء النزاع في سوريا، وسط تزايد المؤشرات على احتمال استقالة مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي. وأكد دبلوماسيون والمتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي الاجتماع، إلا انه رفض الكشف عما إذا كان الإبراهيمي أبلغ الأمم المتحدة والجامعة العربية بأنه يعتزم الاستقالة.
وصرح أحد كبار مساعدي الإبراهيمي (79 عاما) لوكالة فرانس برس أنه من غير المرجح أن يتم الإعلان عن أي استقالة حتى منتصف أيار/ مايو، إلا أن دبلوماسيين قالوا إن الإبراهيمي مصمم على الاستقالة.
موسكو تتمسك باتفاق جنيف
وفي بودابست، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إن مواقف روسيا والولايات المتحدة لا تحسم الوضع في سوريا رغم أهميتها. وذكرت قناة "روسيا اليوم" أن لافروف شدد في مؤتمر صحفي بالعاصمة المجرية في ختام مباحثاته مع نظيره المجري يانوش مارتوني على "ضرورة احترام" جميع الأطراف السورية بنود بيان جنيف الذي تم تبنيه في اجتماع مجموعة العمل حول سوريا يوم 30 حزيران/ يونيو العام الماضي. ودعا المسؤول الروسي أطراف الصراع في سوريا إلى "التخلي عن أي شروط مسبقة وعدم المماطلة لبدء الحوار بطريقة متعمدة". وذكر أن بلاده تصر على تقديم رد "إيجابي" على طلب سوريا بإجراء تحقيق أممي في التقارير عن استخدام سلاح كيميائي قرب حلب في آذار/ مارس. وأعلن لافروف أنه ستجري مناقشة الملف السوري أثناء زيارة نظيره الأمريكي جون كيري المرتقبة إلى موسكو.
عشرات القتلى في بانياس
وعلى الصعيد الميداني، قال نشطاء ومقاتلون إن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد استعادت السيطرة على حي بوسط مدينة حمص اليوم الخميس وفصلت بين جيبين منعزلين للمعارضة المسلحة في ثالث كبرى المدن السورية.
فيما اندلعت معارك عنيفة الخميس للمرة الأولى بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في قربة البيضا قرب مدينة بانياس الساحلية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة) الذي تحدث عن مقتل العشرات فيها نقلا عن سكان هربوا من القرية. وقال المرصد في بريد الكتروني مساء الخميس: "تضاربت الأنباء عن عدد الشهداء الذين قضوا على أيدي القوات النظامية ومسلحين تابعين لها في قرية البيضا في ريف مدينة بانياس، حيث أورد شهود من القرية استشهاد ما لا يقل عن 50 مواطنا بينهم نساء وأطفال ورجال". وأوضح أن "البعض من هؤلاء أعدموا ميدانيا بعضهم بإطلاق نار وآخرين بالأسلحة البيضاء وحرقا"، مشيرا إلى أن "مصير العشرات من أهالي القرية مجهول"، وإن كل وسائل الاتصال مقطوعة في القرية.
واعتبر المجلس الوطني السوري في بيان مسائي تعليقا على هذه المعلومات أن "نظام القتل والحقد" ينتقم من أهالي منطقة بانياس لدعمهم "الثورة السورية في بداياتها الأولى".
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن "وحدة من جيشنا الباسل ضبطت مستودعين للأسلحة والذخيرة (...) في عملية نفذتها اليوم ضد أوكار للإرهابيين في قرية البيضا التابعة لمدينة بانياس في محافظة طرطوس". ونقلت عن مصدر مسؤول قوله إن القوات النظامية "قضت على عدد من الإرهابيين في قريتي المرقب والبيضا وحي رأس النبع في مدينة بانياس"، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يعتبرهم نظام الرئيس بشار الأسد "إرهابيين".
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)