وزير الخارجية الألماني يتقدم بخطة تهدف إلى التوصل لاتفاقية سلام دائم في غزّة
٢٠ يناير ٢٠٠٩في إطار المساعي الدولية لتحويل الهدنة في قطاع غزة إلى اتفاقية سلام دائم عرض وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير خطة تتضمّن خمس خطوات بهدف إعادة إحياء عمليّة السّلام في الشرق الأوسط. وحسب العدد الصادر يوم أمس (19 يناير/كانون الثاني) للصحيفة الألمانية "زود دويتشه تسايتونغ" فقد أعدّ وزير الخارجية الألماني شتاينماير الخطّة بالتنسيق مع التشيك، التي تترأس الدّورة الحالية للإتحاد الأوروبي، ومع المنسّق الأعلى للسياسية الخارجية للإتحاد الأوروبي خافيير سولانا.
الخطة الألمانية تهدف إلى إحياء عملية السلام
وتتضمّن الخطّة كأول إجراء مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزّة ويكمن هذا الإجراء في تمويل الأدوية والمواد الغذائية وتوفير أماكن لإيواء السّكان، الذين دُمّرت منازلهم، وتزويدهم بالماء والوقود والكهرباء. في حين تتضمّن المرحلة الثانية من الخطّة الألمانية مكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزّة عبر الحدود المصرية. المرحلة الثالثة من خطة شتاينماير تشمل فتح معبر رفح على الحدود المصرية.
وترى الخطة إشراك الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح في هذه المرحلة من الخطّة. كما تتضمّن خطة شتايماير اقتراحا لفتح المعابر المؤدّية إلى إسرائيل، مع إشارة واضحة إلى إمكانية اضطلاع لاتحاد الأوروبي بدور في ذلك. أما المرحلة الرابعة فتتمثّل في إعادة إعمار قطاع غزّة، ومن المقرّر بحسب الخطّة أن يتولّى الإتحاد الأوروبي بالتنسيق مع حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس المساعدة على تنظيم مؤتمر دولي للمانحين. في حين تتضمّن المرحلة الخامسة إعادة إحياء عمليّة السّلام بين إسرائيل والفلسطينيين بهدف إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
مبادرة فرنسية لإقامة مؤتمر حول الشرق الأوسط
هذا، وأعلنت الرئاسة التشيكية للإتحاد الأوروبي، أنه من المنتظر أن يتم يوم الأربعاء المقبل (21 من يناير/كانون الثاني) عقد اجتماع يشارك فيه وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني للتباحث بهدف إنهاء الأزمة في قطاع غزّة بصفة دائمة. كما من المزمع عقد اجتماع مماثل بمشاركة وزراء خارجية مصر والأردن وتركيا بالإضافة إلى مبعوث عن السّلطة الفلسطينية يوم الأحد المقبل (25 يناير/كانون الثاني).
على صعيد آخر وحسب الصحيفة الفرنسية "لوفيغارو" يُعدّ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لإقامة مؤتمر حول الشرق الأوسط في باريس للتفاوض بهدف إقرار سلام دائم في المنطقة. ومن المنتظر أن تركّز القمة على مطلب إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل. ومن المزمع –حسب نفس المصدر- تنظيم اجتماع على صعيد وزراء خارجية أوروبيين وعرب في مصر في بداية شهر فبراير/شباط المقبل.
تعهّدات دولية بتقديم المساعدات المطلوبة لسكان غزّة
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة أن مساعدة نحو مليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزّة سيتطلّب مبالغ تقدّر بمئات الملايين من الدولارات. كما أعلنت المفوضية الأوروبية إرسال مبعوث إلى قطاع غزّة يومين الأحد والاثنين المقبلين لمعرفة مدى المساعدات الضرورية. كما أشارت الرئاسة التشيكية إلى أنها أرسلت ثلاثة خبراء إلى القطاع لاستطلاع الحاجيات الضرورية للسّكان هناك. تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن الاتحاد الأوروبي قد خصّص العام الماضي 73 مليون يورو للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، تم إرسال 56 بالمائة منها لسكان قطاع غزّة، بحسب المفوضية الأوروبية.
وفي الكويت وخلال القمة العربية الاقتصادية أعلن العاهل السعودي الملك عبد الله التبرّع بمليار دولار لإعادة إعمار قطاع غزّة. وطالب إسرائيل القبول بعرض السلام الذي تقدّمت به جامعة الدول العربية عام 2002، ويتضمن هذا العرض تطبيع العلاقات بين إسرائيل وكافّة الدول العربية، بالمقابل يتعين على إسرائيل الانسحاب من كل المناطق التي احتلتها خلال حرب الستة أيام عام 1967. وحذّر الملك عبد الله خلال القمة الإقتصادية العربية في الكويت بأن المقترح العربي لإسرائيل لن يبقى مطروحا لفترة طويلة.
إسرائيل تواصل سحب قواتها حتى بدء حفل تنصيب أوباما
في غضون ذلك واصلت إسرائيل سحب قواتها من قطاع غزّة، حيث أعلن مصدر عسكري إسرائيلي أنه سيتم سحب الجنود والدبابات الإسرائيلية بصفة تدريجية من المناطق الساحلية في قطاع غزّة، التي تسيطر عليها حركة حماس. من جهتها أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية يوم أمس (19 يناير/كانون الثاني) أن إسرائيل تعتزم سحب قواتها بالكامل من قطاع غزّة حتى موعد التنصيب الرسمي لباراك أوباما رئيسا على الولايات المتحدة.
يُشار في هذا الإطار إلى أن إسرائيل وحماس كانتا أعلنتا يومي السبت والأحد الماضي (17/18 يناير/كانون الثاني) وقفا أحاديا لإطلاق النار بصفة مستقلّة عن بعضهما بعضا. وكانت العمليات العسكرية، التي استمرت ثلاثة أسابيع، قد أسفرت – بحسب مصادر طبية فلسطينية - عن مقتل أكثر من 1300 شخص في قطاع غزّة. وعلى الجانب الإسرائيلي قُتل عشرة إسرائيليين بينهم ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم في هجمات صاروخية حسب وكالة رويتر للأنباء.