ويكيليكس: معتقلون في غوانتانامو دون مبرر وقنبلة نووية في أوروبا
٢٦ أبريل ٢٠١١كشفت تسريبات لموقع "ويكيليكس" عن وجود عدد من الفلسطينيين يقبعون في معتقل غوانتانامو الأميركي بكوبا. وانفردت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الثلاثاء(26 ابريل /نيسان) بنشر تفاصيل وثائق أوضحت أن المعتقلين ينتمون إلى كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وأنه يشتبه في وجود صلات بينهم وبين منظمات إسلامية متشددة. وذكرت الوثائق أن بعضهم يعاني من اكتئاب وأوصت سلطات السجن بمراقبتهم عن كثب خشية أن يقدموا على الانتحار. وتشير الوثائق إلى أن المعتقلين غادروا من غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن ومنها إلى السعودية، وبعضهم توجه من السعودية إلى اليمن ثم إلى باكستان أو أفغانستان بحثاً عن عمل، وفي مرحلة ما حدث اتصال بينهم وبين نشطاء في القاعدة وهم من قاموا بتجنيدهم وأقنعوهم بالتوجه إلى أفغانستان حيث تلقوا التدريب العسكري.
وقال بعض السجناء لمن يحققون معهم إنهم يخشون أن يتم تسليمهم إلى إسرائيل وأجهزتها الأمنية. وبعد حصولهم على تعهدات بأن لا يتم ذلك وافقوا على تزويد المحققين ببعض التفاصيل في بعض القضايا وحتى تعاونوا معهم. ولم تشر الصحيفة إلى أسماء المعتقلين لما قالت إنه لسلامتهم وحفاظاً على الأمن الأمريكي والإسرائيلي.
قنبلة نووية في أوروبا ومهاجمة مطار هيثرو
وكشفت وثيقة أخرى نشرتها صحيفة ديلي تلغراف أن العقل المدبر لاعتداءات 11 أيلول/ سبتمبر خالد شيخ محمد قال لمستجوبيه إن تنظيم القاعدة خبأ قنبلة نووية في أوروبا، ستفجر وتسبب "كارثة نووية" إذا ما تم أسر زعيم التنظيم أسامة بن لادن أو قتله. كما أن التنظيم كان يخطط لتجنيد موظفين في مطار هيثرو في لندن لتنفيذ اعتداء ولسكب مادة سامة في قنوات التهوئة في مبان عامة في الولايات المتحدة.
العشرات سجنوا من دون مبرر
ومن جانب آخر كشفت الوثائق أن واحداً على الأقل من بين كل خمسة نزلاء في معتقل غوانتانامو سجن بصورة عشوائية ودون دليل كاف على أنه مقاتل عدو. واستشهدت الصحيفة الاسبانية بوثائق نشرت على ويكيليكس تضم ملفات عسكرية أمريكية سرية تتعلق بـ 759 من الـ 779 نزيلاً الذين كانوا محتجزين في المعتقل، وما زال 170 منهم في المعتقل. ومن بين هؤلاء 83 نزيلاً وصفوا بأنهم لا يشكلون أي تهديد أمني على الولايات المتحدة و77 وصفوا بأنهم "من غير المرجح" أن يشكلوا خطراً على أمن الولايات المتحدة وفق ما أظهرت الملفات. كما اعتقل ما لا يقل عن 20 نزيلاً من دون مبرر واضح.
كما ذكرت تقارير نشرت في صحيفتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست اعتماداً على الوثائق المسربة من موقع ويكيليكس أن دولاً، ومنها روسيا والسعودية أرسلت ضباط استخبارات لاستجواب معتقلين في غوانتانامو طوال السنوات السابقة. وضمت الدول الأخرى الصين وطاجيكستان واليمن والأردن والكويت والجزائر وتونس وذلك وفقاً لتقرير على موقع صحيفة نيويورك تايمز مساء أمس الاثنين.
"الاستخبارات الباكستانية منظمة إرهابية"
وكشفت الوثائق أيضاً أن محققين أميركيين، استجوبوا معتقلين في غوانتانامو، كانوا يعتبرون أجهزة الاستخبارات الباكستانية من المنظمات الإرهابية. وأجهزة الاستخبارات الباكستانية مدرجة بين سبعين منظمة تعتبر "إرهابية أو داعمة لكيانات إرهابية" في قائمة سرية وضعتها الولايات المتحدة عام 2007، بحسب الوثائق التي سلطت الضوء على الريبة القائمة بين الدولتين الحليفتين في مكافحة الإرهاب.
ويأتي نشر هذه الوثيقة بعد أيام على اتهام رئيس الأركان الأميركي الأميرال مايك مولن هذه الأجهزة بإقامة علاقات مع شبكة حقاني التابعة لطالبان الأفغان الذين يتخذون المناطق القبلية الباكستانية قاعدة خلفية لهم. ورداً على ذلك أعلن قائد أركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني في بيان رافضاً "الدعاية المقيتة التي تقول إن باكستان لا تبذل ما يكفي من الجهود في هذه المعركة".
وكما جرت العادة في السابق فقد زود ويكيليكس عدة وسائل إعلام بهذه الوثائق مثل نيويورك تايمز وديلي تلغراف وإذاعة ان بي ار الأميركية وال باييس ولوموند ودير شبيغل الألمانية ولا ريبوبليكا.
(ع.غ/ د ب أ، أ ف ب)
مراجعة: منصف السليمي