100 يوم على الغزو الروسي.. زيلينسكي واثق بالنصر
٤ يونيو ٢٠٢٢أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة (الثالث من حزيران/يونيو 2022) "النصر سيكون حليفنا"، في فيديو قصير نشره على إنستغرام يظهر فيه أمام مقر الرئاسة في كييف محاطا بعدد من مساعديه.
ميدانيا، أقر زيلينسكي الخميس بأن الوضع في شرق أوكرانيا "صعب فعلا"، موضحا "نحن نخسر بين ستين ومئة جندي يوميا يقتلون في المعارك ونحو 500 جريح".
وقال "حققنا بعض النجاح في معركة سيفيرودونتسك" العاصمة الإدارية لمنطقة لوهانسك التي تشكل مع منطقة دونيتسك حوض دونباس. وتدارك "لكن ما زال الأمر مبكرا جدا. هذه أصعب منطقة في الوقت الحالي" مشيرا إلى صعوبات في مدن أخرى من المنطقة.
ونجحت موسكو منذ بدء هجومها العسكري على أوكرانيا في 24 شباط/فبراير، في زيادة الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا بثلاثة أضعاف، فباتت تحتل حوالى 125 ألف كلم مربع تشمل شبه جزيرة القرم والمناطق المحتلة من منطقة دونباس وجنوب أوكرانيا، على ما أوضح زيلينسكي.
وبعد مئة يوم على بدء الحرب التي أوقعت آلاف القتلى، حذر منسق الأمم المتحدة لشؤون أوكرانيا أمين عوض من أنه "ليس هناك ولن يكون هناك أي طرف منتصر في هذه الحرب ... نحن بحاجة إلى السلام. يجب أن تتوقف الحرب". وأضاف "خلال ثلاثة أشهر ونيف، أجبر نحو 14 مليون أوكراني على مغادرة منازلهم، معظمهم نساء وأطفال"، في ظاهرة "غير مسبوقة في التاريخ".
لكنّ طرفَي النزاع لا يُبديان أيّ استعداد لاستئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ أسابيع.
من جانبه، أعلن الكرملين تحقيق "بعض" أهداف الغزو، وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف لصحافيين إن "هذا العمل سيتواصل حتى تحقيق كل أهداف العملية العسكرية الخاصة".
"حرب استنزاف" في دونباس
وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن "المعارك تتواصل في وسط مدينة" سيفيرودونيتسك مضيفة أن "المحتل الروسي يواصل قصف البنى التحتية المدنية والجيش الأوكراني في مناطق سيفيرودونيتسك وبوريفسكي وأوستينيفكا وليسيتشانسك".
وأعلن حاكم منطقة لوهانسك سيرغي غايداي أمس الجمعة "إننا نقاتل ونسيطر على كل متر من منطقة لوهانسك". وأضاف أن القوات الروسية "تدمر منذ مئة يوم كل ما كان يميز المنطقة" منددا بتدمير أكثر من 400 كيلومتر من الطرق و33 مستشفى و237 عيادة ريفية ونحو سبعين مدرسة وخمسين حضانة.
وبعدما فشلت روسيا في شن هجوم على العاصمة كييف لإسقاط الحكومة، ركزت جهدها على دونباس حيث تدور الآن "حرب استنزاف طويلة" بحسب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ.
اتهم القادة الأوكرانيون في الأيام الأخيرة موسكو بالسعي لتحويل سيفيرودونتسك إلى "ماريوبول جديدة". فهذا الميناء الاستراتيجي على بحر آزوف دمر كليا في القصف قبل أن تحتله القوات الروسية في 20 أيار/مايو إثر استسلام أكثر من ألفي مقاتل أوكراني كانوا متحصنين في مجمع آزوفستال الصناعي فيه.
وتواصل القوات الروسية قصف منطقة دونيتسك ولا سيما سلوفيانسك الواقعة على مسافة حوالى 80 كلم غرب سيفيرودونيتسك. ويعاني سكان المنطقة نقص الغاز والمياه والكهرباء بحسب كييف.
بانتظار الأسلحة الأميركية
وتعرضت المنطقة خلال الساعات الأخيرة لـ17 ضربة روسية سواء بالمدفعية أو الدبابات أو قذائف الهاون أو الطيران، أوقعت ثلاثة قتلى وثمانية جرحى وألحقت أضرارا بعشرين مبنى بحسب الرئاسة الأوكرانية.
وتنتظر أوكرانيا تسلم أنظمة إطلاق صواريخ أقوى وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن على أمل أن يغير ذلك ميزان القوى.
وقُصفت في الأيام الماضية خطوط السكك الحديد في منطقة لفيف (غرب) التي تمر عبرها إمدادات الأسلحة الغربية لأوكرانيا التي تندد بها موسكو.
سادس حزمة عقوبات أوروبية
حظر الاتحاد الأوروبي رسميا الجمعة القسم الأكبر من واردات النفط الروسي على أن يصبح القرار نافذا بحلول ستة أشهر، في سادس مجموعة من العقوبات يفرضها على موسكو سعيا لحرمان الكرملين مصدر تمويل ضخم لحربه على أوكرانيا.
كما وسّع الاتحاد الأوروبي لائحته السوداء لتشمل ستين شخصية إضافية، بحسب العقوبات التي نشرت الجمعة في الصحيفة الرسمية للاتحاد الأوروبي. وبين هذه الشخصيات الجديدة الرياضية الروسية السابقة ألينا كاباييفا التي تشير وسائل إعلام إلى أنها على علاقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولو أنه نفى الأمر، لدورها في نشر "دعاية" الكرملين، وفق ما نشر الجمعة.
ولا تشمل العقوبات بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل الذي كانت بروكسل تعتزم إضافته إلى لائحة العقوبات.
كما أقصيت ثلاثة مصارف روسية من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية، بينها "سبيربنك"، أكبر بنك في روسيا. وهي مجموعة العقوبات الأشد التي تفرض على موسكو بعد مئة يوم من بدء هجومها.
وسيتم حظر واردات النفط الروسي الخام بالناقلات في غضون ستة اشهر والمنتجات النفطية في غضون ثمانية اشهر. في المقابل، سيكون بالإمكان مواصلة الإمدادات عبر خطوط الأنابيب بصورة "موقتة" إنما بدون تحديد مهلة، علما بأن هذه الإمدادات تزود بصورة خاصة ثلاثة بلدان لا تملك منفذا على البحر هي المجر وسلوفاكيا وجمهورية تشيكيا.
وتم الحصول على هذا التنازل بفعل الضغوط التي مارسها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي تعول بلاده على النفط المتدني الكلفة الذي ينقله خط أنابيب "دروجبا" لتأمين 65% من استهلاكها.
وكانت روسيا حذرت من أن المستهلكين الأوروبيين سيكونون أول المتضررين من هذا الحظر.
خ.س./أ.ح (أ ف ب)