DW تتحقق.. هل يتم التحكم في "تايتان" بأذرع بلايستيشن؟
٢٢ يونيو ٢٠٢٣أثناء مغامرة لاستكشاف حطام سفينة "تيتانيك" في أعماق المحيط الأطلسي، فُقد الاتصال الأحد الماضي بالغواصة السياحية "تايتان" فيما كانت تقل على متنها خمسة أشخاص.
وتسابق فرق إنقاذ كندية وأمريكية الزمن بحثا عن الغواصة الصغيرة التي تملكها وتديرها شركة "أوشن غيت" التي تنظم جولات في أعماق البحر لعشاق رؤية حطام "تيتانيك".
ومع استمرار عمليات البحث لإنقاذ طاقم الغواصة والمسافرين، تتهافت وسائل الإعلام في كافة أنحاء المعمورة على نشر مستجدات أعمال الإنقاذ فضلا عن انتشار كم كبير من التقارير عن الغواصة منها أنه يتم التحكم بها عن طريق وحدة تحكم تشبه تلك المستخدمة في ألعاب الفيديو أو "بلايستيشن".
وقد أثار هذا الأمر صدمة بين الكثيرين خاصة على منصات التواصل الاجتماعي. لكن ما حقيقة ذلك؟ أجرى فريق DW الاستقصائي بحثا مكثفا للوقوف على الأمر.
ادعاء: هل كانت أذرع تحكم بلايستيشن تدير الغواصة المفقودة؟
قال العديد من رواد التواصل الاجتماعي والعديد من وسائل الإعلام إنه كان يتم التحكم في الغواصة المفقودة عن طريق وحدة تحكم شبيه بالمستخدمة في ألعاب الفيديو أو "بلايستيشن".
DW تتقصى: الادعاء صحيح
ويُربط هذا القول بمقطع مصور من برنامج أمريكي إخباري شهير وهو "سي بي إس صنداي مورنينغ" نٌشر على موقع "يوتيوب" في 12 ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، فيما بُثت الحلقة على الشبكة الأمريكية في 27 نوفمبر / تشرين الثاني العام الماضي. ويظهر في الحلقة المراسل ديفيد بوغ وهو يستكشف الغواصة "تايتان" التي تديرها شركة "أوشن غيت".
تنظم الشركة جولات على متن الغواصة في أعماق البحر لعشاق رؤية حطام "تيتانيك" التي غرقت في عام 1912 وأسفرت عن مقتل 1500 شخص في واحدة من أكثر الكوارث البحرية التجارية، فيما تصل تكلفة الرحلة داخل "تايتان" على عمق أربع كيلومترات حوالي 250 ألف دولار (230 ألف يورو) للشخص الواحد.
ذراع تحكم "بلايستيشن "... هل كان رئيس الشركة يمزح؟
وخلال لقائه مع برنامج "سي بي إس صنداي مورنينغ"، ظهر ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة "أوشن غيت"، وهو يوضح لمراسل البرنامج داخل الغواصة طريقة التحكم فيها. وعلى وجه تعلو ابتسامة، قال راش: "نحن ندير كل شيء في الغواصة عن طريق وحدة تحكم ألعاب الفيديو هذه؟" وشدد على عبارة "كل شيء"، لكن هل كان راش يمزح بقوله هذا؟
لم يكن راش يمزح بالتأكيد إذ كان تصريحه حقيقا وفقا لما ذكره المراسل ديفيد بوغ الذي أجرى اللقاء مع مدير شركة "اوشن غيت" في رسالة إلكترونية لـ DW.
وفي رسالته، أضاف بوغ "خلال اللقاء، أبلغني ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي لشركة أوشن غيت" ومصمم الغواصة، أن المكونات الهامة مثل وعاء الضغط الذي يوجد بداخله المسافرين على متن الغواصة تم تصميمه بالتعاون مع وكالة ناسا وهي على قدر كبير من التقنية والأمان بشكل لا يصدق، لكن المكونات الأخرى كانت مُعدة مسبقا".
وحاولت DW التواصل مع شركة "أوشن غيت" للحصول على أجوبة بشأن إجراءات التحكم والسلامة داخل الغواصة، بيد أنه لم يتسن الحصول على تعليق.
صور تٌظهر التحكم عن طريق أذرع "بلايستيشن"
في يوليو / تموز العام الماضي، ظهر راش في برنامج لمحطة "سي بي سي" الكندية وهو يوضح كيف يتم التحكم في الغواصة حيث بدا واضحا أنه ذراع تحكم خاصة بالعلامة التجارية "لوغيتك" وليس ذراع تحكم من طراز "إكس بوكس".
الجدير بالذكر أن لوغيتك هي شركة سويسرية متخصصة في صناعة مكونات الحاسب الطرفية أو ما يُعرف تجاريا بـ "إكسسوارات الحاسوب الشخصي".
كذلك أظهر البحث عن صور "أوشن غيت" في وكالات الأنباء وجود صور تُظهر طاقم الغواصة وهو جالس داخلها تحت الماء وهو يمسك بذراع تحكم.
وعلى وقع ذلك، قد يتبادر إلى الذهن أن الغواصة قد تكون غير أمنة، بيد أن الأمر على خلاف ذلك إذ يعد استخدام أذرع تحكم شبيه بأذرع تحكم "البلايستيشن" أمرا شائعا حيث ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن البحرية الأمريكية تستخدم منذ سنوات أجهزة التحكم شبيه بذراع تحكم ألعاب الفيديو في غواصاتها بسبب سهولة تشغيلها ما يجعلها عملية في السفر داخل أعماق المياه.
كاثرين ويسولوفسكي / م. ع