آلاف المصريين يهتفون بسقوط رئيس المجلس العسكري والجيش يحذر المحتجين
١٢ يوليو ٢٠١١تصاعدت حدة هتافات المحتجين في ميدان التحرير بقلب القاهرة وفي مدن السويس والإسكندرية والمنصورة وجنوب البلاد ضد المجلس العسكري الذي يتولى إدارة شؤون البلاد، إثر البيان الذي أصدره المجلس اليوم الثلاثاء (12 يوليو/ تموز 2011) وتلاه مساعد وزير الدفاع عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة اللواء محسن الفنجري. وردد المتظاهرون شعارات غاضبة ضد المجلس العسكري مطالبين إياه بالتخلي عن السلطة. وتعهدوا بالاستمرار في تنظيم المسيرة الاحتجاجية التي كانت مقررة اليوم إلى مقر مجلس الوزراء الذي تم إخلاؤه من الموظفين.
وقال أحمد ماهر منسق حركة "شباب 6 أبريل" إحدى الحركات المشاركة في الاعتصام، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "إن البيان غير محدد وينطوي على تهديد للنشطاء ويتضمن فكرة تبدو وكأنها محاولة للوقيعة بين المعتصمين في الميدان وباقي أطياف الشعب في منازلهم". وأضاف ماهر أن حركته وكل الحركات المتواجدة في ميدان التحرير ستعقد اجتماعا لبحث تصعيد الاحتجاجات حتى يستجيب المجلس العسكري لمطالب المعتصمين في الميدان.
"لن نسلم الحكم إلا لسلطة منتخبة"
وكان بيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة، تلاه اللواء محسن الفنجري، أكد أن المجلس "لن يسمح لأحد بالقفز على السلطة" وأنه لن يسلم الحكم "إلا لسلطة منتخبة". كما أكد المجلس التزامه بثوابته فيما يتعلق بإدارة شئون البلاد "أثناء الفترة الانتقالية من خلال إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى، ثم إعداد دستور جديد للبلاد وانتخاب رئيس للجمهورية وتسليم البلاد للسلطة المدنية الشرعية المنتخبة من الشعب".
وشدد الفنجري على الاستمرار في سياسة الحوار مع كافة القوى والأطياف السياسية وشباب الثورة لتلبية "المطالب المشروعة" للشعب. كما دعا المجلس العسكري المواطنين "الشرفاء للوقوف ضد كل المظاهر التي تعيق عودة الحياة الطبيعية والتصدي للشائعات". وندد بـ "انحراف البعض بالتظاهرات عن النهج السلمي ما يؤدي إلى الإضرار بمصالح المواطنين وينبئ بأضرار جسيمة بمصالح البلاد".
شرف يقبل استقالة نائبه يحيى الجمل
وعاب المجلس على البعض تغليب "المصالح الخاصة على المصالح العليا للبلد وترديد الشائعات والأخبار المغلوطة". وأكد أن القوات المسلحة "ستقوم باتخاذ الإجراءات لمجابهة التهديدات التي تؤثر على المواطنين والأمن القومي. وذلك في إطار من الشرعية". تزامن ذلك مع ورود أخبار منقولة عن رئيس الوزراء المصري عصام شرف قوله إن "المجلس العسكري أعطاه صلاحيات كاملة لاختيار وزراء جدد في حكومته الحالية". وفي هذا الإطار وافق شرف على قبول استقالة نائبه يحيي الجمل. وجاء ذلك في الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصرى على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وكان الجمل قد تقدم باستقالته فى وقت سابق وقبلها مجلس الوزراء قبل أن يرفضها المجلس العسكري.
الاستعداد لمسيرات حاشدة في عدة مدن
وقد دعا الناشطون المؤيدون للديمقراطية إلى مسيرة حاشدة في القاهرة وفي مدن أخرى للضغط من اجل تحقيق مطالبهم وذلك بعد يوم من سلسلة قرارات أصدرها رئيس الوزراء المصري لاحتواء الاحتجاجات التي تسود البلاد. وفي لهجة تصعيدية من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة نقلت قنوات فضائية إخبارية عن المجلس قوله إن "كل الخيارات مفتوحة في التعامل مع المعتصمين في ميدان التحرير".
ودعا الناشطون على صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى تنظيم مسيرة تنطلق من ميدان التحرير مركز الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك في شباط/ فبراير إثر ثورة شعبية غير مسبوقة، باتجاه مقر مجلس الوزراء. ويعتصم آلاف المصريين في القاهرة ومدينتي الإسكندرية والسويس الساحليتين منذ الجمعة بعد تظاهرات حاشدة للضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتنفيذ الإصلاحات التي وعد بها منذ توليه زمام الحكم. وتفيد بعض الأنباء الواردة بأنه تم قطع الكهرباء في ميدان التحرير.
(هـ.إ./د.ب.أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو