ألمانيا- اهتمام كبير بتأهيل ودعم اللاعبين الناشئين
١٢ يناير ٢٠١٢ما أن ينتهي ماتياس زامر من لقاء يذهب لآخر فجدول مواعيده مكثف جدا. لكنه يأخذ الوقت الكافي للإجابة على أسئلة الصحفيين وزملائه الرياضيين. ويناقش معهم الأمور المتعلقة بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) والمنتخب الوطني لكرة القدم، وأكثر ما يود الحديث عنه هو اللاعبين الناشئين. لأن النجاح الحالي للاعبين أكفاء ومميزين مثل مسعود أوزيل وسامي خضيرة وماريو غوتسه ونجوم آخرين يعود إلى الاهتمام باللاعبين الناشئين وهو ما يدخل في صلب اهتماماته. فمنذ تعيينه مدير الرياضة في الاتحاد الألماني لكرة القدم سنة 2006 ، عمد زامر إلى إعادة هيكلة الفرق الناشئة و تطويرها لتصبح أكثر احترافية وقدرة على التنافس.
بعد ثلاثة سنوات فقط من توليه منصبه استطاع زامر أن يحقق إنجازات مهمة، منها فوز ثلاثة فرق لناشئين بالبطولة الأوربية لسنة 2009. وهو إنجاز لم يسبق لأي دولة أن حققته. لكن هذا الإنجاز التاريخي لم يدم إلا بضعة أشهر. فسرعان ما تراجعت إنجازات فرق الناشئين سنة 2010، حيث أن ثلاثة منها عجزت عن التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية.
القمة هي الهدف
وعلاوة على ذلك عجز فريق الشباب دون 21 سنة عن التأهل إلى الألعاب الأولمبية في لندن لهذا العام. ويقول زامر إنه "من الصعب الوصول إلى القمة، لكن الأصعب من ذلك هو البقاء فيها، هذا يحتاج إلى المثابرة" ويعترف زامر ببعض الأخطاء والهفوات التي تلت حقبة من النجاح ويتابع "بعد سنة 2009 يجب علينا الاعتراف بأننا لم نكن صارمين بما فيه الكفاية في بعض قراراتنا، بما فيه أنا" ولهذا كان من الواجب تدارك هذه الهفوات، إذ تم تصحيح هذه الأخطاء ومعالجة الجراح للخروج من هذه الأزمة. الآن وبعد الإجراءات التصحيحية يمكن لـ زامر أن يفتخر بإنجاز منتخب الناشئين تحت 17 سنة الذي استطاع الحصول على المرتبة الثالثة في بطولة العالم لكرة القدم للناشئين في المكسيك العام الماضي.
تستفيد الأندية بالدرجة الأولى من تهيئة اللاعبين الناشئين ومن الطاقات الشابة. فلاعبون نجوم في فرقهم مثل ماريو غوتسه الذي يلعب لنادي بروسيا دورتموند أو حارس المرمى مارك أندري الذي يلعب لفريق بروسيا مونشنغلادباخ هما نتاج مباشر لدعم اللاعبين الناشئين، ويعدان من الركائز الأساسية لفرقهم رغم أنهم لم يتجاوزوا سن العشرين بعد. ويعتبر زامر ذلك تأكيدا لضرورة الاهتمام بالناشئين ودعمهم وتشجيعهم.
ويرى اتحاد كرة القدم أن بناء مراكز التدريب والإشراف على المواهب الصاعدة من قبل مدربين أكفاء يبقى هو مفتاح النجاح للوصول إلى هذا الهدف. ولهذا وضع الاتحاد خمسة شروط أساسية للاعبين الناشئين من أجل تحسين مستواهم وهي: البنية الجسدية، اللياقة البدنية، تقنية اللعب والتكتيك بالإضافة إلى شخصية متوازنة.
التنافس على المواهب الصاعدة
واستناداً إلى هذه المعايير يجب على المدربين العمل على تقوية وتأهيل اللاعبين الموهوبين. كما يجب التعامل مع كل لاعب حسب قدراته وكفاءته. ويقول زامر "لا يمكن أن نأمل بالوصول إلى القمة على المستوى العالمي إذا كانت أساليب عملنا على مستوى محلي". هذه التطورات والتطلعات تسير في الطريق الصحيح. فسواء فرق البونديسليغا أوكذلك مدرب المنتخب الوطني يواخيم لوف بحاجة دائمة لطاقات شابة واعدة مثل غوتسه وأوزيل وماركو رويس.
رغم الإنجازات والنجاحات المهمة للمنتخب الوطني الألماني، يبقى المنتخب الإسباني ورعاية المواهب الشابة داخل الفرق الإسبانية مثالا يحتدا به. ولكن هذا لا يمنع من القول إن ألمانيا أصبحت في الوقت الحالي من أهم الدول التي يضرب بها المثل في مجال العناية بتكوين وتأهيل اللاعبين الناشئين ودعمهم. وخاصة اللاعبون الذين يحملون جنسيتين أصبحوا من أهم ركائز المنتخب الألماني. فنجم ريال مدريد مسعود أوزيل ذو الأصول التركية اختار اللعب في صفوف المنتخب الألماني في حين فضل زميله في ريال مدريد نوري شاهين الذي يحمل الجنسية الألمانية أيضا، اللعب في صفوف المنتخب التركي. وبالنسبة لـ زامر يعتبر هذا الأمر شيئا عاديا في مجال كرة القدم، فهي "لعبة تنافسية، ونحن نحاول إقناع كل لاعب لديه مجال للاختيار، أن يختار اللعب في صفوف المنتخب الألماني".
شتيفان نيستلر/ أمين بنضريف
مراجعة: عارف جابو