ألمانيا تسلم ناميبيا رفاتا بشرية تعود للحقبة الاستعمارية
٢٩ أغسطس ٢٠١٨سلمت الحكومة الألمانية وفدا من ناميبيا اليوم الأربعاء (29 آب/ أغسطس 2018) رفاتا بشرية لـ27 شخصا قتلوا إبان الحقبة الاستعمارية. وعقب قداس ألماني- ناميبي مشترك لإحياء ذكرى ضحايا الحقبة الاستعمارية في كنيسة "فريدريش شتات كيرشه" في برلين، سلمت الحكومة الألمانية الوفد الناميبي الرفات، التي تضمنت 19 جمجمة وعظاما وجلودا.
ومن المخطط استقبال الرفات في مراسم رسمية بالعاصمة الناميبية ويندهوك بعد غد الجمعة بمشاركة وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الألمانية ميشائيلا مونتفيرينغ.
ودعت مونتفيرينغ إلى الصفح، كما قدمت اعتذارا رسميا باسم الحكومة الألمانية للشعب الناميبي عن الحقبة الاستعمارية وكل الأفعال التي صدرت عن الجنود الألمان في ذلك الوقت. وقالت المسؤولة الألمانية عقب القداس: "أنحني في حزن عميق"، وأضافت: "أطلب الصفح".
ومن جانبها، أعربت وزيرة الثقافة الناميبية كاترينا هانز-هيماروا عن شكرها لمونتفيرينغ، مضيفة أن الاعتذار الرسمي من جانب جهة ألمانية رفيعة المستوى ينبغي أن يتم بعد انتهاء المفاوضات، وقالت: "على ناميبيا وألمانيا توضيح الكثير من المسائل المتعلقة بماضيهما المشترك وحاضرهما ومستقبلهما".
وقال مدير وفد مجلس الكنيسة الناميبي، إرنست جامكاموب، خلال عظته في الكنيسة: "هذه الجماجم تروي قصص الماضي الاستعماري الوحشي والبغيض وما تبعه من قمع للشعب الناميبي".
يذكر أن ما تعرف بناميبيا اليوم كانت مستعمرة تابعة للإمبراطورية الألمانية خلال الفترة من عام 1884 حتى عام 1915. وقمع المستعمرون بوحشية مقاومة السكان المحليين من قبيلتي هيريرو وناما خلال الفترة من عام 1904 حتى عام 1908.
وبحسب بيانات مؤرخين، قتلت القوات الألمانية في إبادة جماعية نحو 75 ألف فرد من قبيلتي هيريرو وناما. وتعترف ألمانيا رسميا بهذه الجرائم منذ عام 2015. وتتفاوض منذ سنوات مع ناميبيا حول تعويضات عن الجرائم التي ارتُكبت إبان الحقبة الاستعمارية. وجرت ست جولات مفاوضات حول ذلك منذ عام 2015.
ص.ش/ أ.ح (د ب أ، ي ب د)