ألمانيا تمنع جميع رحلات الركاب الجوية الآتية من اليمن
١ نوفمبر ٢٠١٠قررت السلطات الألمانية اليوم الاثنين(أول نوفمبر/تشرين الثاني) منع جميع رحلات الركاب الجوية الآتية من اليمن من الهبوط في مطاراتها، في توسيع لقرار حظر رحلات الشحن، كما أعلن متحدث باسم وزارة النقل الألمانية. وقال المتحدث اليوم في مؤتمر صحافي في برلين أن ألمانيا عززت إجراءاتها الأمنية بعدما تبين أن احد الطرود الملغمة مر عبر مدينة كولونيا غرب ألمانيا. وأضاف أن "كافة شركات الطيران اليمنية التي تسير رحلاتها إلى ألمانيا تسلمت قرار حظر الطيران".
وأكد المتحدث باسم وزارة النقل الألمانية أن "سلطات الطيران الألمانية لديها أوامر برفض هبوط جميع الطائرات المباشرة أو غير المباشرة القادمة من اليمن. ويعني هذا انه في الوقت الحالي لن يسمح بأية رحلات من اليمن إلى ألمانيا أو فوق أراضيها".
وألمانيا هي أول بلد يعلن الحظر على كافة الرحلات الجوية القادمة من اليمن. وصرح المتحدث بإسم وزارة النقل الألمانية ان برلين تفكر حاليا في إمكانية حظر الشحنات من دول أخرى في إطار مراجعة أمنية شاملة.
منع دخول البضائع أو الطرود
ويأتي إجراء منع الرحلات الجوية القادمة من اليمن بعد ساعات من تأكيد ألمانيا أنها وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة قد أوقفوا كل الشحنات من اليمن بعد العثور على قنبلتين في طردين كانا في طريقهما إلى معابد يهودية في الولايات المتحدة. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أمس الأحد لشبكة (ام.دي.ار) الألمانية "أمرت الحكومة الألمانية بوقف الشحن إلى ألمانيا من اليمن حتى إشعار آخر" مضيفا أن"هذا عمل مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا."
وكان المكتب الجنائي الاتحادي الألماني قال في وقت سابق انه قدم "معلومات مهمة" إلى السلطات البريطانية بشأن القنبلة التي عثر عليها في بريطانيا في وقت مبكر من يوم الجمعة والتي تم شحنها عبر مطار كولونيا- بون بينما عثر على القنبلة الثانية في دبي.
واعترف وزير الداخلية الألماني أن قطاع الشحن الجوي لم يحظ سوى بعمليات قليلة من الفحص والمراقبة، مشيرا في هذا السياق إلى وجود معلومات ضئيلة حول إمكانية تنفيذ هجمات في قطاع الشحن الجوي. وأوضح الوزير أيضا أن التركيز كان منصبا دوليا على تشديد إجراءات الأمن لطائرات الركاب، وأن الأمر يجب أن ينتقل الآن أيضا لقطاع الشحن مع استيعاب الدروس من المحاولتين الفاشلتين لتفجير طائرتي الشحن. وعندما سئلت مصادر في صناعة الشحن الجوي عما إذا كان الطرد المريب قد مر دون أن يكتشف على الأراضي الألمانية، قالت هذه المصادر لرويترز إن الطرود التي مرت بالفعل خلال فحص أمني لا تخضع بالضرورة لفحوص أخرى في محطات توقفها.
أساليب تفتيش "غير اعتيادية" في اليمن
ومن جهتها أعلنت السلطات اليمنية تطبيق "أساليب تفتيش غير اعتيادية" على الشحنات المتجهة من مطاراتها إلى الخارج. وأقرت اللجنة الوطنية اليمنية لأمن الطيران المدني "اتخاذ المزيد من الضوابط والإجراءات في المطارات اليمنية خاصة في ضوء تطور أساليب التنظيمات الإرهابية". إلا أن اللجنة أشارت إلى أن "الطردين المشبوهين المكتشفين في دبي وبريطانيا مؤخرا قد اكتشفا وفقا لمعلومات استخباراتية عالية المستوى وكان من الصعوبة الكشف عنها بالوسائل المعتادة". إلى ذلك، أكدت اللجنة التي يرأسها وزير النقل خالد إبراهيم على "أهمية استمرار تدفق تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الأجهزة المختصة في جميع الدول المعنية لضمان مكافحة الإرهاب بشكل فاعل وسريع".
وتواصل السلطات اليمنية تعقب المتورطين في إرسال الطردين المفخخين، إلا أنها أفرجت مساء الأحد عن طالبة اعتقلتها يوم السبت بشبهة التورط في هذه القضية، كما أفاد مصدر رسمي ووالد الفتاة. كما ضبطت السلطات اليمنية 26 طردا مشبوها واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي، على ما أفاد مصدر قريب من التحقيق.
ومن جهتها أعلنت السلطات الأميركية أمس الأحد أن الطردين المفخخين صنعهما على الأرجح خبير المتفجرات الذي صنع القنبلة التي استخدمت في محاولة تفجير طائرة رحلة امستردام- ديترويت يوم عيد الميلاد الماضي. وقال مسؤول أميركي في مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن شابا سعوديا معروفا بأنه صانع قنابل لدى تنظيم القاعدة هو "مشتبه به رئيسي" في التحقيق حول الطردين المفخخين. وأوضح هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته أن "الأنشطة السابقة لإبراهيم حسن عسيري تجعل منه مشتبها به رئيسيا". والشاب السعودي المقيم في اليمن مدرج على قائمة المطلوبين في السعودية وهو الذي صنع القنبلة التي نقلها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب وفشل في تفجيرها على متن رحلة متوجهة الى ديترويت في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
شرطة أثينا تعثر على طرود مفخخة
وفي سياق آخر أعلنت الشرطة اليونانية اليوم الإثنين في أثينا عثورها على طرود مفخخة لدى عناصر فوضوية (يسارية) يونانية متطرفة، وأحد تلك الطرود كان موجها للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية. وعثر على الطرد وعلى آخر كان موجها إلى السفارة البلجيكية في أثنيا مع شخصين مشتبه بهما خلال عملية قامت بها الشرطة في حي بانغراتي في أثينا، وذلك إثر انفجار طرد أول صباحا في مكتب شرطة البريد السريع، وكان موجها إلى سفارة المكسيك في أثينا.
وقامت الشرطة بإبطال مفعول طرد ثان في مكتب شركة بريد ثانية وكان موجها للسفارة الهولندية، وعلق المتحدث بإسم الشرطة اليونانية ثاناسيس كواكالاكيس لفرانس بريس بأنها"مسألة تدعو للسخرية ففي حالة ساركوزي من البديهي أن هذا الطرد لم يكن سيصل أبدا إلى وجهته".
(ي ب / د ب ا / ا ف ب / رويترز)
مراجعة: منصف السليمي