إدانات واسعة لإهانة جنود أمريكيين جثثاً بأفغانستان
١٢ يناير ٢٠١٢يظهر في شريط فيديو أربعة رجال يرتدون الزي العسكري الأمريكي، وهم يتبولون على ثلاث جثث ملطخة بالدماء لمقاتلين من طالبان، والعسكريون مدركون أن شخصا آخر يصورهم. ويقول أحد العسكريين في الشريط وهو متوجه إلى إحدى الجثث التي يتبول عليها: "يوما هنيئا يا صديقي". وبهذا الشأن، قال الناطق باسم البنتاغون الكابتن البحري جون كيربي: "شعرت بالغثيان" لدى رؤية الشريط. وأضاف "مهما كانت الظروف أو الأشخاص في هذا الفيديو فإنه سلوك مثير للاشمئزاز ووحشي وغير مقبول من أي شخص يرتدي بزة عسكرية".
وأعلن مسؤول عسكري أن هذا النوع من التصرفات يخضع الى قانون القضاء العسكري، مرجحا استنادا إلى نوع الخوذة وسلاح أحد الرجال، أن يكون العناصر من فريق القناصة، إذا ثبتت صحة الفيديو. وينتشر نحو عشرين ألف جندي من المارينز في أفغانستان خصوصا في ولايتي قندهار في الجنوب وهلمند جنوب غرب البلاد. وفي رسالة وجهها إلى وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا، أعرب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، وهو أبرز جمعية لمسلمي أمريكا عن "إدانة ما يبدو أنه تدنيس لتلك الجثث". وقال المجلس: " هذا انتهاك لقوانين جيش بلادنا وقوانين الحرب التي تمنع مثل هذه الأعمال غير الأخلاقية والمثيرة للاشمئزاز".
وأضاف المجلس "إننا نثق في أن تحقيقا سيتناول بكل شفافية هذا الحادث المقلق وأن إجراءات مناسبة ستُتخذ"، مؤكدا أن الجنود المتورطين يجب أن يُعاقَبوا طبقا لقانون القضاء العسكري وقوانين الولايات المتحدة.
من جانبه، أعلن سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز) أنه فتح تحقيقا حول شريط الفيديو، الذي بُث على الإنترنت وصُوِّر كما يبدو خلال عملية في أفغانستان. وقالت قوة المارينز، سلاح النخبة في الجيش الأميركي: "إننا لم نتحقق بعد من مصدر هذا الشريط وصحته، لكن هذه الأفعال لا تتطابق البتة مع قيمنا ولا تعكس صورة المارينز".
"الفيديو لن يؤثر على مساعي طالبان للتفاهم مع العالم"
كذلك أدان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي الخميس بشدة الفيديو، وقال كرزاي إن "حكومة أفغانستان تشعر بالانزعاج الشديد من الفيديو الذي يظهر جنودا أميركيين ينتهكون حرمة جثث ثلاثة أفغان".
أما الناطق باسم حركة طالبان اليوم الخميس (12 يناير/كانون الثاني 2012) فقال إن الحركة "تدين" شريط الفيديو الذي يظهر فيه عناصر من المارينز الأمريكي يتبولون على جثث عناصر من طالبان وتعتبره عملا "همجيا".
غير أن المتحدث باسم طالبان أكد أن التسجيل المصور، في حال ثبوت صحته، لن يؤثر على جهود الوساطة لإجراء محادثات السلام مع العالم. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة: "هذه ليست عملية سياسية لذا لن يضر التسجيل المصور بمحادثاتنا وتبادل السجناء لأن المسألة في مرحلتها الأولية". لكن حركة طالبان الأفغانية أكدت أن سعيها لفتح مكتب اتصال بمنطقة الخليج للتواصل مع العالم لا يعني توقفها عن "الجهاد" وقتال قوات الحكومة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الموجودة في أفغانستان.
يأتي ذلك خلال جهود أمريكية لبناء الثقة الضرورية من أجل إنجاح محادثات سلام مع متمردي طالبان، قد تعطيهم دورا في حكم أفغانستان.
(ع.م/ أ ف ب ، د ب أ ، رويترز)
مراجعة: عارف جابو