إغلاق مراكز الاقتراع في أفغانستان وسط شكاوى بحدوث تجاوزات
٢٠ أغسطس ٢٠٠٩هنّأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم الخميس (20 آب/ أغسطس) الناخبين الأفغانيين لإدلائهم بأصواتهم في الانتخابات الرّئاسية ومجالس الأقاليم، رغم التهديدات التي وجهت لهم حركة طالبان. وقال الأمين العام في بيان "من خلال ممارسة حقهم الدستوري أعرب الأفغان مجدّدا عن رغبتهم في استقرار وتنمية بلادهم".
تضارب الأنباء حول نسبة مشاركة الأفغان في التصويت
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الحكومة الأفغانية، التي فرضت اليوم الخميس (20 آب / أغسطس) حظرا على التقارير الإعلامية حول حدوث أعمال عنف في البلاد، مقتل أكثر من 50 شخصا خلال الانتخابات اليوم. يأتي ذلك عقب انتهاء عمليّة التصويت في الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، حيث أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في السّاعة الخامسة بالتوقيف المحلّي بعد أن مُدّدت فترة الإدلاء بالأصوات بساعة إضافية في ثاني انتخابات رئاسية تشهدها البلاد في تاريخها المعاصر.
وأعلنت اللّجنة الانتخابية المستقلّة أن نحو 90 بالمائة من مراكز الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين. في حين لم تتمكن اللّجنة من فتح 315 مركزا في إقليمي قندهار وبغلان في جنوب البلاد وشمالها لأسباب أمنية. إلى ذلك، تضاربت الأنباء حول نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية، فمن جهة أعرب وزير الداخلية الأفغاني، حنيف أتمار، عن ارتياح الحكومة بنسبة المشاركة، بحيث قال إن "تقارير الشرطة تشير إلى أن نسبة المشاركة كانت جيّدة في أكثر من 70 بالمائة من أقاليم البلاد. وفي 30 بالمائة من الأقاليم شارك شعبنا بشجاعة في الانتخابات رغم التهديدات". ومن جهة أخرى توقّع نور أحمد نور، المتحدث باسم اللجنة الانتخابية المستقلّة أن تصل نسبة الاقتراع إلى خمسين بالمائة. إلّا أن دبلوماسيا غربيا علّق على هذا الكلام بالقول: "إنّها مزحة فبعض المعلومات تفيد بأن المشاركة كانت ضعيفة جدا وبحدود العشرة بالمائة في بعض المناطق الجنوبية وكانت متوسطة وجيدة في الشمال وضعيفة في المناطق الجنوبية الشرقية".
البعض يشكّك في نزاهة عملية التصويت
على صعيد آخر، وصل اللّجنة الانتخابية عدد من الشكاوى شكّكت في نزاهة الانتخابات الرّئاسية. وقال رئيس اللجنة الانتخابية المستقلة عزيز الله لودين في تصريح صحافي إنّه تم تلقّي شكاوى "من ثلاثة أو أربعة أنواع في بعض الولايات". وأشار البعض إلى أن الحبر المُستخدم لدمغ إبهام الذين ينتخبون، لمنعهم من الاقتراع مرة ثانية، يسهل تنظيفه وإزالته. ففي سياق متّصل قال رمضان بشاردوست، وهو مرشّح للانتخابات الرئاسية من ضمن 41 مرشح رسمي، إنّه تمكّن بسهولة من تنظيف إصبعه بمنظف فيتكس. إلاّ أن رئيس اللّجنة الانتخابية ردّ على هذا الاتهام أمام الصحافيين قائلا: "لقد وضعت إصبعي لمدّة خمس دقائق في مادّة الفيتكس وكما ترون فان الحبر لا يزال عليه"، مشدّدا في الوقت نفسه على سيتم التحقيق في الشكاوى المقدّمة.
ولاحظ عدد من المراقبين أن الأختام الخاصة التي تستخدم للإشارة بها على بطاقات الأشخاص، الذين شاركوا في الاقتراع، لم تكن موجودة في العديد من المناطق. يشار إلى أن المنظمة الحقوقية "هيومن رايتس ووتش" أبدت يوم الثلاثاء (18 آب /أغسطس) تحفّظا على دور اللجنة الانتخابية، التي عيّن الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي رئيسها من دون أن يتدخّل البرلمان. وقالت إن "هذه اللجنة كانت متشدّدة جدا بحق بعض المرشّحين".
البيت الأبيض يحي شجاعة الأفغان
وفي تطوّر لاحق، وجّه البيت الأبيض الخميس تحيّة إلى الأفغان، الذين تحدّوا الخوف من هجمات طالبان وشاركوا في الانتخابات الرئاسية والمحلية في البلاد. وقال روبرت غيبس، المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما، "لقد تحدّى الكثيرون التهديدات بالعنف والهجمات لكي يختاروا حكومة جديدة للشعب الأفغاني". وأضاف أن "الولايات المتحدة تحتفظ برأيها حول عملية الاقتراع التي لن تظهر نتائجها النهائية قبل منصف أيلول/سبتمبر". من جهته، اعتبر الأمين العام لحلف الناتو أندرياس فوغ راسموسن اليوم الخميس، في رسالة مرئية على الموقع الالكتروني للحلف، أن الانتخابات في أفغانستان شكّلت "نجاحا على الصّعيد الأمني".
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: هيثم عبد العظيم