اجلاء مئات المدنيين من حمص عشية جولة التفاوض الثانية في جنيف
٩ فبراير ٢٠١٤قال مسؤول محلي سوري إن 600 شخصا غادروا وسط حمص المحاصر والخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة اليوم الأحد(التاسع من شباط/ فبراير 2014) بعد أكثر من عام من الجوع والحرمان الناجم عن حصار طويل الأمد في الصراع المدمر في سوريا. وأجلت الأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري المواطنين وغالبيتهم العظمى من النساء والأطفال والمسنين في اليوم الثالث من عملية تعرضت خلالها قوافل الإغاثة لإطلاق النار وحوصرت لفترة وجيزة في مدينة حمص القديمة. وقال محافظ حمص طلال البرازي لقناة الميادين التلفزيونية عند نقطة خارج المدينة يتجمع عندها الأشخاص بعد إجلائهم إن العربة الأخيرة وصلت وأصبح العدد الإجمالي 611 شخصا. وأضاف انه تم إرسال المزيد من المساعدات إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. وقال البرازي ومسؤولون بالهلال الأحمر إنهم يعملون على تمديد العملية لما بعد اليوم الأحد وهو آخر يوم في الهدنة الهشة التي أعلنت في المدينة لمدة ثلاثة أيام وتم خرقها أكثر من مرة.
وقال البرازي إن بعض الذين تم إخراجهم من المدينة شبان في سن القتال ولم يكن مسموحا لهم أصلا بالمغادرة، لكنهم وافقوا على تسليم أنفسهم للشرطة والسلطات القضائية وقد يظفرون بحريتهم من خلال عفو.
وتشتبه السلطات في أن كل من هم في سن القتال ينتمون للمسلحين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وفي شريط فيديو صور داخل حمص أمس السبت قال الحلو إن الإمدادات التي تشمل غذاء وأدوية وأدوات للنظافة الشخصية لا تمثل سوى نقطة في بحر مقارنة بالأوضاع التي يتحملها المحاصرون منذ عام ونصف. وقال الحلو إنه عندما تفقد الأوضاع حوله ورأى مستوى احتياج ومعاناة الجميع خاصة الأطفال والنساء وكبار السن وجد أن المساعدات الطبية والغذائية لا تمثل شيئا. وقالت الأمم المتحدة إن علامات سوء التغذية بدت على كثيرين ممن تم إجلائهم.
على صعيد آخر، وصل وفد النظام السوري اليوم الأحد إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثانية من المفاوضات مع ممثلي المعارضة والتي تبدأ الاثنين برعاية الأمم المتحدة. وقال مصدر قريب من وفد النظام إن أعضاء الوفد الحكومي دخلوا عبر الباب الخلفي لفندق "اوتيل دو لا بيه" في المدينة السويسرية من دون الإدلاء بتصريحات. بدورهم، وصل أعضاء في وفد المعارضة السورية في شكل منفصل إلى جنيف وفق ما أكد مصدر في الوفد.
ويترأس وفد النظام وزير الخارجية السوري وليد المعلم على غرار الجولة التفاوضية الأولى التي جرت قبل عشرة أيام ولم تفض إلى أي اتفاق سياسي حول النزاع المستمر في سوريا منذ نحو ثلاثة أعوام. ويلتقي وزير الخارجية السوري وليد المعلم مساء الأحد الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي إلى سوريا.
ح.ع.ح/ م.س(رويترز، أ.ف.ب)