احتدام المنافسة غير المباشرة بين قطر وفولكسفاغن للاستحواذ على بورشه
١١ يوليو ٢٠٠٩ذكرت مصادر مصرفية في حديث إلى وكالة الأنباء الألمانية اليوم السبت (11 يوليو/ تموز) أن حكومة قطر، ممثلة في هيئة الاستثمار القطرية، تقدمت بعرض للمشاركة في شركة بورشه الألمانية لصناعة السيارات، المثقلة بالديون، قيمته سبعة مليارات يورو مقابل شراء نسبة من الأسهم الأساسية للشركة، مع حق شراء بعض الأسهم التي تمتلكها الشركة في مجموعة فولكسفاغن الألمانية لصناعة السيارات. وأضافت تلك المصادر أن قيمة العرض القطري الذي تم التفاوض حوله بشكل نهائي تمثل طوق النجاة لشركة بورش وسيجعلها في وضع يسمح لها بسداد ديونها بالكامل ، تقريبا. ويدور الحديث الآن حول رغبة هيئة الاستثمار القطرية في شراء ما يصل إلى 29 في المائة من أسهم شركة بورشه. وإذا ما تقرر ذلك فإنه سينهي تاريخ الامتلاك العائلي للشركة، إذ سيشارك في ملكيتها مستثمر أجنبي.
من ناحية أخرى ، ذكر تقرير لمجلة "دير شبيجل" الألمانية أن مجموعة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات تعتزم زيادة قيمة عرضها للاستحواذ على شركة بورش الألمانية للسيارات إلى أكثر من أربعة مليارات يورو . في الوقت نفسه ، ذكر تقرير مجلة "فوكوس" أن فولكس فاجن ستستغل الثغرات الضريبية في توفير نحو مليار يورو تضخ في عرض الاستحواذ لشراء بورش وإدماجها مع فولكس فاجن.
جدل داخل العائلة المالكة حول الممول المحتمل
وكان مقربون من مجلس إدارة شركة بورشه صرحوا أمس الجمعة أن المجلس سيعقد جلسة استثنائية في الثالث والعشرين من يوليو / تموز الحالي في مقر الشركة في شتوتغارت لإجراء آخر مشاورات حول النموذج المستقبلي للشركة، وحول مشاركة قطر فيها، وبيع جزء من أسهمها إلى شركة فولكسفاغن. وأضاف المسؤولون أن العائلتين المالكتين للشركة، عائلتي بورشه وبييش، تعهدتا مبدئيا بأن تتخذ القرارات في هذه الجلسة بالإجماع.
ويعارض رئيس شركة بورشه فيندلين فيديكينغ بشدة بيع أي حصة من أسهم الشركة إلى فولكسفاغن، ويؤيد دخول هيئة الاستثمار القطرية إلى دائرة المساهمين في الشركة. بينما يسعى بييش إلى تحقيق تقدم في اندماج كبير بين الشركتين، قد تمثل فيه شركة بورشه، كشركة مستقلة مثل شركة أودي وغيرها، إحدى ماركات مجموعة فولكسفاغن.
ومن هنا فإن من المحتمل بشكل كبير أن ترجح كفة التكهنات التي تقول بأنه سيتوجب علي فيديكينغ الاستقالة من منصبه في حالة اندماج الشركة مع شركة فولكسفاغن.
ويذكر أن شركة بورشه تمتلك إلى الآن 51 في المائة من أسهم شركة فولكسفاغن التي تعد أكبر الشركات الأوروبية لصناعة السيارات، كما تسعى بورشه إلى رفع نسبة أسهمها في فولكسفاغن إلى 75 في المائة بشراء حصة أخرى من أسهمها بنسبة 24 في المائة. وتئن شركة بورشه حاليا من ضغوط ديون تقدر بتسعة مليارات يورو وهي تبحث منذ أشهر عن ممول جديد.
م.ح (د. ب. أ / إس. في. إر)
مراجعة: عبده المخلافي