الأسد: "نتقدم إلى الأمام والحديث عن منطقة عازلة أمر غير واقعي"
٢٩ أغسطس ٢٠١٢وصف الرئيس السوري بشار الأسد ما يجري في سوريا بأنه "معركة إقليمية وعالمية". وقال الأسد في مقابلة مع قناة "الدنيا" شبه الرسمية تبثها كاملة مساء اليوم الأربعاء (29 أغسطس/ آب): "إننا نخوض معركة إقليمية وعالمية، فلا بد من وقت لحسمها". وفي المقتطفات التي تم بثها، رأى الأسد أنه والموالين له يحرزون تقدماً على خصومهم السياسيين والعسكريين، وقال :"إننا نتقدم إلى الأمام والوضع عملياً هو أفضل لكن لم يتم الحسم بعد".
وقال الأسد رداً على شائعات بخصوص مكان تواجده منذ التفجير الذي وقع في يوليو/ تموز في دمشق إنه يتحدث من قصر الرئاسة في العاصمة السورية. كما وصف الرئيس السوري بشار الأسد في المقابلة الانشقاقات التي حصلت في نظامه بأنها "عملية تنظيف ذاتية" للدولة والوطن. وقال الأسد بحسب مقتطفات من المقابلة بثتها القناة إن "الشخص الوطني والجيد لا يهرب، لا يفر خارج الوطن، عملياً هذه العملية هي عملية إيجابية، هي عملية تنظيف ذاتية للدولة أولاً والوطن بشكل عام".
وانتقد الأسد التعامل الرسمي التركي لأزمة بلاده، وقال :"هل نعود إلى الوراء بسبب جهل بعض المسؤولين الأتراك؟ إننا ننظر للعلاقة مع الشعب التركي الذي وقف إلى جانبنا خلال الأزمة ولم ينجرف بالرغم من الضخ الإعلامي والضخ المادي". واعتبر الرئيس السوري الحديث عن منطقة عازلة يفرضها الغرب في الأراضي السورية "أمر غير واقعي".
تركيا تريد من الأمم المتحدة إيواء النازحين داخل سوريا
من جانب آخر حث زير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الأمم المتحدة الأربعاء على الاهتمام بالنازحين السوريين داخل بلادهم بدلا من السماح لهم بالتدفق على تركيا التي تستضيف بالفعل أكثر من 80 ألف لاجئ. وتخشى أنقرة من تدفق جماعي شبيه بتدفق أكثر من نصف مليون كردي عراقي على تركيا بعد حرب الخليج عام 1991، ومن ثم طرحت فكرة إقامة "منطقة آمنة" تكون تحت حماية أجنبية داخل سوريا من أجل المدنيين الذين يفرون من أعمال العنف المتزايدة.
وقال داود أوغلو في مؤتمر صحفي في أنقرة "نتوقع من الأمم المتحدة الانخراط في قضية حماية النازحين داخل سوريا وإيوائهم إذا أمكن في مخيمات هناك". وذكر أن بلاده ناقشت الفكرة مع أنطونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين وفاليري اموس منسقة الشؤون الإنسانية بالمنظمة الدولية، مضيفاً أن الاثنين يعتزمان زيارة تركيا مرة ثانية.
وكان داود أوغلو يتحدث قبل وقت قصير من سفره إلى نيويورك لحضور اجتماع لمجلس الأمن بخصوص سوريا غداً الخميس. يذكر أنه على مدى الأسبوعين المنصرمين يعبر ما يصل إلى خمسة آلاف لاجئ الحدود إلى تركيا يوميا وحذرت الأمم المتحدة أمس من أن ما يصل إلى 200 ألف شخص يمكن أن يستقروا في تركيا إذا تفاقم الصراع.
وبالرغم من أنه ليست هناك مؤشرات على أن القوى العالمية المنقسمة مستعدة لتأييد إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي كما يريد مقاتلو المعارضة ومنظمات الإغاثة فإن من المتوقع أن يناقش وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجلس الأمن الفكرة في اجتماع يوم الخميس سيحضره داود أوغلو.
المرصد: 189 قتيلاً على الأقل
وميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان صباح اليوم الأربعاء بأن اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة تدور في محيط مطار تفتناز العسكري بمحافظة إدلب رافقها أصوات انفجارات تسمع من داخل المطار. وقال المرصد إن أعمدة دخان شوهدت تتصاعد من مطار تفتناز العسكري.
كما ذكر المرصد أن أعمال العنف التي شهدتها الثلاثاء مناطق عدة من سوريا من قصف واشتباكات وتفجيرات حصدت 189 قتيلاً على الأقل. وقال المرصد في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه إن مسلسل العنف الدموي في سوريا حصد الثلاثاء 189 قتيلاً هم 143 مدنياً، بينهم 14 امرأة وطفلاً، و14 مقاتلاً معارضاً و32 جندياً نظامياً، مشيراً إلى أنه يضاف إلى هذه الحصيلة 10 قتلى آخرين عثر على جثثهم بعدما قضوا نتيجة للتعذيب أو توفوا متأثرين بجروح أصيبوا بها سابقاً.
س.ك/ ع.غ (د.ب.أ، رويترز، أ.ف.ب)