الاتحاد الأوروبي يأمل أن يكون تنحي كاسترو بداية تحول ديمقراطي في كوبا
١٩ فبراير ٢٠٠٨أعربت العديد من الدول الغربية مثل الولايات المتحدة واسبانيا وبريطانيا وفرنسا عن أملها في حدوث تحول ديمقراطي في كوبا، في المقابل أشادت الصين بمسيرة كاسترو. وجدد الاتحاد الأوروبي عرضه بإقامة "حوار سياسي بناء" مع كوبا يهدف إلى دعم "ديمقراطية تعددية" في هذه البلاد.
وأعرب الممثل الأعلى للشئون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافير سولانا عن رغبته في أن يسمح تخلي الرئيس الكوبي عن السلطة لكوبا بدخول مرحلة انتقالية "سلمية وسريعة". وقال سولانا في تصريحات صحفية قبيل توجهه إلى إقليم كوسوفو اليوم إن أي قرار يقود نحو التحول الديمقراطي والسلمي في كوبا "من شأنه أن يسعدنا". لكنه أعتبر إنه من السابق لأوانه الحديث عن تقييم الموقف في الجزيرة الكوبية.
وفي أول رد فعل من قبل الجارة اللدودة واشنطن أعرب الرئيس الأمريكي جورج دبيلو بوش عن أمله أن يكون تنحي كاسترو بداية لمرحلة الانتقال إلى الديمقراطية في كوبا. وطالب بوش المجتمع الدولي بالعمل مع الشعب الكوبي للبدء في إقامة مؤسسات في إطار نظام ديمقراطي في الدولة الشيوعية.
وكان كاسترو (81عاما) قد أعلن اليوم الثلاثاء في رسالة وقعها بخط يده ونشرت على الموقع الالكتروني لصحيفة "غرانما" الرسمية، تخليه عن الرئاسة وقيادة القوات المسلحة بعد نصف قرن من حكم الجزيرة الكوبية. يذكر هنا أن فيديل كان قد سلم السلطة إلى أخيه راؤول في آب/أغسطس عام 2006 نتيجة مرضه.
ألمانيا: "يجب أن ينتهي مناخ الخوف في كوبا"
وفي برلين رحب مفوض الحكومة الألمانية لشؤون حقوق الإنسان جونتؤ نوكيه بقرار كاسترو. وقال نوكيه في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن القيادة الجديدة في هافانا يجب أن تعمل من أجل استفادة أكبر عدد ممكن من الناس من التقدم والأمن الاجتماعي والمشاركة بشكل أكبر في الحياة العامة. وأضاف المسئول الألماني: "يجب أن ينتهي أخيرا مناخ الخوف"، مُذكِراً بغياب حرية الصحافة والتعبير في كوبا.
كاسترو من إبن مهاجر إلى زعيم ثورة وقائد دولة
ولد فيدل كاسترو في 13 آب/أغسطس عام 1926 في بلدة بيران شرق كوبا، وهو ابن لمهاجر أسباني. تلقى تعليمه في مدرسة يسوعية كما درس القانون في جامعة هافانا. وبدلا من أن يصبح محاميا يعمل لدى النخبة الغنية في كوبا اتجه إلى الثورة وحقق تحولات سياسية واجتماعية هناك.
نجح كاسترو ورفاقه في عام 1953 في اقتحام ثكنات مونكادا في مدينة سانتياجو دي كوبا في محاولة لإثارة ثورة شعبية ضد الديكتاتور فولجنسيو باتيستا. فحكم عليه بالسجن 15 عاما. لكن قرارا بالعفو عنه صدر بعد 22 شهرا فقط. وفي نهاية عام 1956 عاد كاسترو إلى كوبا من منفاه في المكسيك وشن حرب عصابات أطاحت بباتيستا عام 1959. وعمل كاسترو بعد ذلك على إصلاح كوبا وفقا للمبادئ الاشتراكية، فأغلق الملاهي واستولى على الأصول المحلية والأجنبية وأجرى إصلاحات لنظام التعليم في البلاد. لكن موقع كوبا التي تبعد مسافة 150 كيلومترا فقط عن الولايات المتحدة العدو الأكبر للشيوعية جعلها عرضة للهجوم من العملاق الشمالي.
وتجدر الإشارة إلى أن واشنطن فرضت على كوبا حصارا اقتصاديا لمعاقبتها على مصادرة أملاك الأمريكيين وفي محاولة لخنق النظام الشيوعي الذي مثل شوكة في حلق الولايات المتحدة. وردا على ذلك شكل كاسترو تحالفا مع الاتحاد السوفيتي. وفي عام 1961 وجدت الولايات المتحدة نفسها في موقع حرج للغاية بسبب دعمها السري للمنفيين الكوبيين في ما يعرف بعملية "خليج الخنازير" لغزو كوبا وقلب نظام الحكم فيها، الأمر الذي دفع الاتحاد السوفيتي بإراسل صوريخ سرا ونصبها على الأراضي الكوبية، حيث نشأت أزمة "خليج الجنازير" التي كادت أن تتحول إلى مواجهة خطيرة بين العملاقيين روسيا والولايات المتحدة، لاسيما والتوتر بين القطبين حينها كان على اشده.