الاسكتلنديون يحسمون خيارهم اليوم بشأن الاستقلال
١٨ سبتمبر ٢٠١٤بدأ سكان اسكتلندا اليوم الخميس التصويت في استفتاء سيقرر ما إذا كانت بلادهم ستستقل أو تبقى جزءا من المملكة المتحدة. وبعد يوم مكثف من الحملات توافد الناخبون على مراكز الاقتراع في المدارس والقاعات المحددة لذلك فور أن بدأت رسميا عملية التصويت صباح اليوم ليقرروا مصير اتحاد مستمر منذ 307 سنوات.
ومن المتوقع بحلول صباح غد الجمعة ظهور نتائج هذا الاستفتاء الذي تشهده 32 دائرة انتخابية. ويأمل مؤيدو الاستقلال، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2016 وفقا للخطط الحالية تحقيق مزيد من الازدهار الاقتصادي لبلادهم وتهيئة سبل أقصر لاتخاذ القرارات الحاسمة بها. ووفقا لاستطلاعات الرأي التي تم إجراؤها حتى الآن فإن نسب المؤيدين والمعارضين للاستقلال متقاربة للغاية.
اهتمام دولي
ولأسباب عدة تتراوح ما بين المصلحة الوطنية ومقتضيات الجغرافيا السياسية تأمل معظم الدول من بكين إلى واشنطن ومن موسكو إلى نيودلهي من أجل بقاء المملكة المتحدة متماسكة حتى لا تخلق سابقة معدية لتفكك دولة في وقت مضطرب. ومن بين شركاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قالت ألمانيا صراحة إنها تفضل بقاء بريطانيا موحدة بينما تأمل دول أخرى مثل أسبانيا وبلجيكا وايطاليا ألا يؤدي تصويت الاسكتلنديين إلى تفاقم مشاكل تؤثر على تماسكها الوطني. ولدى روسيا والصين -وهما غالبا على خلاف مع بريطانيا في مجلس الأمن الدولي- أسباب محلية تمنعهما من تمني حدوث اضطرابات في الدولة الاستعمارية القديمة في ظل حرص البلدين على إخماد رغبات الانفصال في الداخل.
أما الجماعات التي تتطلع إلى أن تصبح اسكتلندا دولة ذات سيادة فهي الشعوب المحرومة من دولة مستقلة مثل الكتالونيين في اسبانيا والكشميريين في الهند والأكراد المنتشرين في تركيا والعراق وإيران الذين يتوق كثير منهم الى تقرير المصير. وتسعى حكومة منطقة كتالونيا في برشلونة الدعوة إلى استفتاء غير ملزم على الاستقلال في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني لكن رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي وصف هذا الاستفتاء واستفتاء اسكتلندا بأنه "طوربيد لنسف الروح الأوروبية".
وأوضحت الولايات المتحدة على لسان الرئيس باراك أوباما أنها تريد بقاء بريطانيا "شريكا قويا وموحدا وفعالا" لكنه قال إن الاختيار متروك لاسكتلندا.
ح.ز/ ي.ب (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)