الانخراط في التعليم والسياسة طريق للاندماج في المجتمع الألماني
١٨ أبريل ٢٠٠٧في مقابلة مع دويتشه فيله أوضح مستشار المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، جوناثان لورنس، أهم العقبات التي تواجه ألمانيا في عملية دمج المسلمين. المركز المذكور كان قد قدم قائمة طويلة تحتوي على توصيات من أجل تحسين الوضع الراهن
دويتشه فيله: ما هي الحواجز الأساسية التي تعيق عملية الاندماج الناجح للمهاجرين المسلمين في المجتمع الألماني؟
جوناثان لورنس: أولاً الاندماج في النظام التعليمي، وثانياً، التمثيل السياسي من خلال الأحزاب السياسية – وهو أمر على نفس القدر من الأهمية.
ما هو الدور الذي يلعبه الدين في النقاش الحالي حول الاندماج؟
إنه يلعب دورا مهما وواضحا، حيث أن الدين يعتبر العلامة الفارقة الواضحة والتي تحدد المهاجرين من البلدان ذات الأغلبية المسلمة من غيرهم. هؤلاء المهاجرين وهم بطريقة أو بأخرى مختلفين عن أغلبية المجتمع الألماني ويواجهون صعوبة في الاندماج فيه لأن الإسلام يمكن اعتباره متعارضاً مع الدستور الألماني أو متعارضاً مع طريقة الحياة الألمانية. أعتقد أنه قد حدث تغيير مهم في هذا التصور من خلال الائتلاف الحكومي الجديد ومبادرات وزير الداخلية، فولفغانغ شويبله. ونحن نرحب بهذه المبادرة ، فأن تأتي هذه المبادرة متأخرة أفصل من أن لا تأتي أبداً.
إن عقد مؤتمر ألماني للإسلام يعتبر إشارة ملموسة حقيقية، فعلى الأقل الحكومة الألمانية أخذت البعد الديني بشكل جدي، وبدأت تؤكد على أهمية مساواة مسلمين بغيرهم والتعامل معهم بالطريقة نفسها التي يعامل بها الكاثوليك والبروتستانت واليهود في ألمانيا.
لماذا يربط العديد من الألمان المسلمين بالتعصب الإسلامي؟
التعصب الإسلامي من التحديات التي تواجهنا في هذا العصر، فعديد من المجتمعات التي تضم أقلية كبيرة من المسلمين أصبحت مرتبكة وقلقة، وتتساءل هذه المجتمعات كيف يشعر رعاياهم المسلمين بالأحداث الإرهابية التي اقترفت باسمهم.
إنه سؤال معقول وينتظر أن تقدم إجابة عليه قبل القفز لاستنتاجات. والطريقة التي تحصل فيها على إجابة على هذا سؤال تكمن في التحدث مع الرعايا المسلمين والتعرف إليهم ومعرفة شعورهم حول موضوع الديانات والقضايا السياسية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهونها.
أعتقد أنه في أحوال كثيرة ستفاجأ أن هناك في تلك الجماعات من المصلين أو من بين أهم القادة الدينيين أشخاصاً هم أول من يندد بإساءة استعمال الدين لأهداف العنف أو لأهداف سياسية.
ما هي الخطوات التي على الحكومة الألمانية إتباعها من أجل تسهيل عملية الاندماج؟
لدينا عديد كبير من التوصيات التي تشجع الحكومة الألمانية على تنفيذ المبادرات التي بدأت، والجدير بالذكر أن "قمة الاندماج" التي عقدت في شهر تموز/يوليو الماضي و"مؤتمر الإسلام" في شهر أيلول/سبتمبر الماضي كانا من الاجتماعات المهمة في هذا الإطار.
الآن علينا التركيز على السؤال الأصعب وهو: ما هي الأمور التي نوقشت في هذه الاجتماعات؟ ومن الذي شارك فيها؟ وإلى ماذا توصلوا في النهاية؟ نحن لسنا مقتنعين بأن النقاش حول القيم وموضوع دور المرأة في المجتمع مثلاً هي من المواضيع المناسبة التي يجب مناقشتها في العلاقات بين الدولة الألمانية والمسلمين، فيجب أن يكون النقاش متسما بالجانب القانوني (التقني) إلى حد ما.
وهناك توصية أخرى مهمة، وهي موجه إلى الحكومة، وتتعلق بتحديد طريقة التمويل التأهيل المبكر في اللغة للمهاجرين الذي يبلغون سن الخامسة والسادسة من العمر. فهؤلاء الأطفال يدخلون النظام التعليمي وهم يعانون من ضعف في اللغة، وهذا يسبب لهم صعوبة للوصول إلى المراحل التي تأهلهم للحصول على دبلوم جامعي. وهذا الأمر يحدد بالطبع فرص النجاح في سوق العمل.
ما الذي يستطيع أن يقوم به الجانب المسلم من أجل تحسين عملية الاندماج؟
الجانب المسلم متنوع مثل الجانب الألماني، فهناك بعض المنظمات المهمة التي تلعب دوراً مهماً في عملية الاندماج، ليس فقط في الجانب الديني في المعادلة بل أيضاً في الجانب السياسي.
على المسلمين أن يشاركوا في الأحزاب السياسية الألمانية، وأن ينخرطوا بنشاط فيها، بحيث يدافعون عن حقوقهم وواجباتهم كمواطنين. والأجانب الذين لم يحصلوا على حق المواطنة إلى الآن عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار احتمالية حصولهم على هذا الحق فالعيش في بلد مضيف يتضمن أخذ دور فعال فيه.
وكذلك هناك توصية موجهة إلى المنظمات الدينية بأن تركز على شخصيتها الألمانية وعلى وظيفتها الأساسية، والتي هي تسهيل الاندماج للمهاجرين من الأصل التركي وتصفيته من كل الأيديولوجيات والخلفيات الاقتصادية المختلفة.