Bundestag gedenkt der
١١ أبريل ٢٠٠٨أحيا البرلمان الألماني أول أمس الخميس ذكرى انهيار الديمقراطية في ألمانيا قبل 75 عاما، بعد أن تم التصديق على ما يسمى بـ"قانون التخويل"، الذي منح النظام النازي المتسلط بقيادة أدولف هتلر صلاحيات مطلقة لحظر الأحزاب خلال جمهورية فايمار الألمانية. وكان الحزب النازي بزعامة أدولف هتلر في الثالث والعشرين من مارس/ آذار 1933 بحاجة إلى ثلثي مجموع أصوات النواب للاستحواذ على جميع الصلاحيات التنفيذية. فما يسمى بقانون التخويل كان من الممكن تفاديه لو صوتت أحزاب أخرى إلى جانب الاشتراكيين الديمقراطيين، الذين رفضوه آنذاك وعددهم 94 نائبا لأن النواب الستة والعشرين المتبقين تعرضوا للاعتقال أو فروا أو اختفوا. أما الحزب الشيوعي فقد تم حظره قبلها.
السطو على الحرية
وتحت تلك الظروف قال أوتو فيلس (1973-1939) رئيس الكتلة النيابية للحزب الاشتراكي الديمقراطي كلمته الشهيرة حين أعلن "انه يمكن السطو على حريتنا وحياتنا، لكن لا يمكن النيل من شرفنا ". وتابع فيلس قائلا حينها: "بعد أشكال الاضطهاد التي واجهها الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الآونة الأخيرة، فلا يمكن لأحد أن ينتظر أو يطلب منا بصفة دنيئة بأن يوافق الحزب على قانون التخويل المطروح". ولم تمر سوى أشهر قليلة حتى دفع الحزب الاشتراكي ثمن رفضه، فقد تم حظره في الثاني والعشرين من أيلول/ سبتمبر من نفس العام، وهرب فيلس من ألمانيا ليموت في مهجره الباريسي.
الابتعاد عن قيم الديمقراطية
وحين وافقت غالبية البرلمان الألماني على قانون التخويل أقام النازيون في ضاحية مدينة ميونيخ معسكر الاعتقال داخاو. وبعد 75 عاماً يعيد رئيس البرلمان الألماني الحالي نوربيرت لاميرت إلى الذاكرة تلك الأحداث قائلاً: "ابتعادا عن المبادئ الغربية المتمثلة بالتسامح والحرية الفردية وتقاسم السلطة إضافة إلى الديمقراطية ودولة القانون، كان مفهوم الأمة في الوعي النازي هو الزج بالشعب في دولة شمولية. والتخلي الصارخ عن عدم المساس بكرامة الإنسان أدى في النهاية إلى الهلوكوست كجريمة بشرية لا مثيل لها". وعلل لاميرت إمكانية حصول ذلك بالنقص المروع في التدبر والشجاعة المدنية لدى النخبة الممثلة للاقتصاد والإعلام والكنائس والجامعات في تلك الفترة.
التعلم من عبر الماضي
أما رئيس الكتلة النيابية الأسبق للحزب الاشتراكي الديمقراطي، هانس يوخين فوغل، فقد أشار إلى المعاداة المسيحية لليهودية والى معاداة السامية بشكل راديكالي، التي كانت سائدة لفترة طويلة قبل جمهورية فايمار الألمانية. وعلى ضوء التوجهات اليمينية المتطرفة والمعادية للأجانب في حاضرنا تساءل فوغل عن العبر التي يمكن أخذها اليوم قائلاً: "بالطبع نحن نتعلم من ذكرى تفشي البطالة في تلك الفترة كيف أنه من المهم أن يمنح النظام العام للفرد أمنا اقتصاديا واجتماعيا كافيا. ونتعلم من ذلك أن الاحتجاج ضد أوضاع معيشية استوعبت كتهميش جائر ومستمر تغذي أرضية المواقف الراديكالية". كما حث فوغيل على مزيد من اليقظة معلنا بأن من يغض النظر يضعف الديمقراطية، وأضاف قائلاً: "يجب أن لا يتكرر هذا الأمر، وليكن هذا هو الشعار الحاسم ليومنا هذا. أقول هذا كشخص عايش كطفل وبعدها كشاب معنى الترعرع وسط نظام أخضع الكل والجميع لأوامره ولم يعرف مسؤولية أمام الله ولا البشر".