الجمهور الألماني يدعم "المانشافت"رغم هزيمته أمام صربيا
١٨ يونيو ٢٠١٠اكتست ساحة المتاحف بمدينة بون في ألمانيا حلة حمراء وصفراء وسوداء بألوان العلم الألماني. شباب وشابات، رجال ونساء من مختلف الأعمار احتشدوا في هذه الساحة الفسيحة رافعين الأعلام الألمانية ومرتدين لقمصان "المانشافات"(المنتخب الألماني)، لتشجيع منتخبهم وذلك في أجواء احتفالية لا تختلف كثيرا على الأجواء داخل الملاعب.
مونيكا التي لونت وجها بالأحمر والأسود وارتدت قبعة صفراء، واحدة ممن جاؤوا لمشاهدة مبارة ألمانيا ضد صربيا أمام شاشة عملاقة نصبت في ساحة المتاحف، فهي تأمل أن يحقق منتخبها اليوم إنجازا شبيها بما حققه ضد أستراليا في مباراته الأولى وتضيف: لقد حضرت إلى هنا مع صديقي، أنا متحمسة جدا ومتأكدة بأن ألمانيا ستحقق فوزها الثاني اليوم"، لكن يبدو أن الأطوار المثيرة التي شهدتها المباراة أحدثت ردود فعل ساخنة لدى جماهير المنتخب الألماني.
طرد كلوزه أفسد فرحة الجمهور
مع كل محاولة للمنتخب الألماني ترتفع صرخات الجمهور الحاضر وأهازيجه ويردد المتفرجون أغنية "سوبر دويتشلاند" والمقصود بها أحلى ألمانيا. حماس الجمهور و تشجيعاته خمدت بعض الشيء بعدما تلقى المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه البطاقة الصفراء الثانية متبوعة بالحمراء ليطرد من الملعب، وهو ما تفاعل معه الحاضرون بالكثير من التصفير والاحتجاج كما هو حال المشجع هاينس الذي جاء مع زوجته وابنته لمشاهدة المبارة، ويقول هاينس: "الحكم أفسد اللقاء، لقد كان متحيز كثيرا، كان عليه أن يتريث في طرد كلوزه خاصة وان الخطأ لم يكن فضيعا".
وبقدر ما فرح الجمهور بضربة الجزاء التي حصل عليها المنتخب الألماني في الشوط الثاني، بقدر ما حزن وقلق بعد أم ضيعها نجم فريق كولونيا لوكاس بودولسكي، الذي صنع فرحة الجماهير الألمانية في أولى مباراة خاضها المانشافت ضد استراليا في مستهل مشواره بجنوب افريقيا. وبخلاف نتيجة الرباعية النظيفة التي حققها المنتخب الألماني ضد استراليا، جاءت هزيمته أمام صربيا مخيبة لآمال الجماهير.
رغم الخسارة مازال الجمهور يثق في منتخبه
انتهت مبارة ألمانيا مع صربيا وبدأت بعض الجماهير اليي حضرت لمتابعة المباراة في التفرق، فيما فضل البعض البقاء لتبادل الحديث مع الأصدقاء حول سير اللقاء ومستوى المباراة.
وعلى عكس ما كان متوقعا لم تظهر حسرة وحزن كبير على محيا الجمهور الألماني الذي بدا عليه الارتياح رغم الهزيمة، والسبب في ذلك هو العزيمة والرغبة في تحقيق التعادل التي أظهرها المنتخب الألماني رغم النقص العددي كما تقول ستيفاني التي مازالت تغني للمنتخب الألماني رغم الخسارة وتضيف:"لقد لعبنا بعشرة لاعبين ورغم ذلك خلقنا فرص كثيرة للتسجيل، بهذا المستوى أنا واثقة من أننا سنفوز على غانا في المباراة المقبلة وسنتأهل إلى الدور الثاني".
أما ماتيوس فيصب جام غضبه على حكم اللقاء الإسباني ويتهمه بأنه كان متحيزا للفريق الصربي ويحمله كذلك سبب هزيمة منتخبه ويضيف:" لو لعبنا بكامل عناصرنا لتمكنا لامحالة من الفوز على صربيا. الحكم لم يكن جيدا لقد أفسد اللقاء بطرده لكلوزه وتوزيعه سلسلة من الإنذارات الصفراء في المباراة".
ردود فعل الجمهور الألماني أظهرت مساندتهم لمنتخبهم ووقوفهم إلى جانبه رغم الهزيمة. وهو شيء يحتاجه لا محالة هذا المنتخب الشاب الذي يعد المنتخب الأصغر سنا الذي يشارك في كأس العالم في تاريخ ألمانيا، كما يقول عدد ممن التقيناهم في ساحة المتحف في بون، ولسان حالهم يقول: رغم الهزيمة فإن مصير التأهل إلى الدور الثاني مازال في أيدي "المانشافات" فالفوز على منتخب غانا في المباراة المقبلة سيكون كافيا لضمان مقعد له في الدور الثاني.
الكاتب: هشام الدريوش
مراجعة: منصف السليمي