الحزب المسيحي الاجتماعي يخسر الأغلبية المطلقة في انتخابات ولاية بافاريا الألمانية
٢٩ سبتمبر ٢٠٠٨أظهرت التقديرات الخاصة بانتخابات ولاية بافاريا الألمانية أمس الأحد (28 سبتمبر/ايلول) فشل الحزب المسيحي الاجتماعي، الشقيق الأصغر للحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في الاحتفاظ بالأغلبية المطلقة التي كان يتمتع بها على مدى عقود، حيث حصل الحزب على 43.4 بالمائة من الأصوات في أسوأ نتيجة يحققها منذ نصف قرن، مما يرغمه على البحث عن شريك لتشكيل ائتلاف.
وتقل هذه النتيجة بأكثر من 17 بالمائة عن النتيجة التي حققها في الانتخابات التي جرت عام 2003 حيث حصد الحزب المسيحي الاجتماعي 60.7 بالمائة من الأصوات في الولاية التي يشكل الكاثوليك غالبية سكانها والتي تضم مقار بعض كبريات الشركات الألمانية ومنها "سيمنس" و "بي.ام.دبليو". وفاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) الشريك في الائتلاف الحاكم في برلين مع حزب ميركل بنسبة 18.6 بالمائة بفارق يقل 1 بالمائة عن النتائج التي حققها في انتخابات بافاريا عام 2003 .
"يوم أسود للحزب"
ويرى بعض المحللين أن النتيجة قد تزيد التوتر بين الشركاء في الائتلاف وتلحق ضررا بفرص ميركل في الاحتفاظ بالسلطة في الانتخابات الاتحادية المقرر لها شهر أيلول/سبتمبر من عام 2009 . وقالت أمين عام الحزب المسيحي الاجتماعي كريستينيا هادرتاور إن النتيجة "الكارثية" هي "يوم أسود" للحزب، الذي حكم الولاية بلا منازع على مدى أكثر من 40 عاما. وفي إشارة إلى ما أعلنه الحزب قبل الانتخابات عن اعتزامه الاحتفاظ بأغلبيته المطلقة في البرلمان المكون من 180 مقعدا في ميونخ، قالت هادرتاور "فشلنا بوضوح في تحقيق هدفنا". واستبعد رئيس الوزراء جونتر بيكشتاين، الذي انتخب في العام الماضي بعد استقالة الزعيم المخضرم ادموند شتويبر، التنحي عن منصبه وتحمل المسئولية عن النتيجة السيئة التي حققها الحزب. وقال في هذا الإطار: "الشعب أظهر أنه يريد حكومة بقيادة الحزب المسيحي الاجتماعي ولكنه لا يريد أن يحكم الحزب المسيحي الاجتماعي بافاريا بمفرده"، مضيفا أن الحزب سيبدأ على الفور في البحث عن شريك ائتلاف. والشريك الأكثر احتمالا هو الحزب الديمقراطي الحر الذي حصل على 8 بالمائة من الأصوات، مما يمكنه من دخول البرلمان بعد غياب دام 14 عاما. والاحتمال الآخر هو حزب الناخبون الأحرار، حزب محافظ سيدخل البرلمان للمرة الأولي بعد حصوله على 10.2 بالمائة بناء على برنامجه الانتخابي الذي يدعو إلى منح مزيد من السلطات المحلية. وحصل حزب الخضر المهتم بقضايا البيئة على 9.4 بالمائة من الأصوات ولكن حزب "اليسار" المؤيد للقضايا العمالية فشل في تخطي حاجز الخمسة بالمائه الضرورية للتمثيل في البرلمان، حيث حصل على 4.3 بالمائة فقط من الأصوات.
"سوء أداء احزب قد يزيد الضغط على قيادته"
يذكر أن النتائج الجيدة التي حققها الحزب المسيحي الاجتماعي فى بافاريا فى الانتخابات العامة عام 2004 ساعدت على دفع ميركل إلى السلطة، ولكن شعبية الحزب بدأت في التراجع بشكل مطرد في عهد بيكشتاين ورئيس الحزب ارفن هوبر. وتسببت قضايا، منها الخسائر التي تكبدها بنك "بايرن إل.بي" المملوك لولاية بافاريا وإلغاء مشروع خط القطار الفائق السرعة إلى مطار ميونيخ وحظر التدخين المثير للجدل، في استياء الناخبين. وقال محللون إن سوء أداء الحزب المسيحي الاجتماعى قد يزيد الضغط على قيادته التي تعرضت لانتقادات لأنها قامت بحملة انتخابية فاترة وفشلت في استقطاب الناخبين. وسعى الحزب المسيحي الاجتماعى إلى التصدي لذلك بحملة تبرز النجاحات السابقة التي حققها فيما ضغط من أجل إعفاءات ضريبية أكبر لمستخدمي وسائل النقل العام وتحسين ظروف الأمهات العاملات. وارتكب بيكشتاين أيضا خطأ جسيما خلال الحملة الانتخابية عندما قال إنه لا مانع من قيادة السيارة بعد احتساء لترين من الجعة في "مهرجان أكتوبر" المقام حاليا في ميونيخ. وتسببت هذه التصريحات في إثارة احتجاجات واضطر رئيس الوزراء لتوضيحها في وقت لاحق حيث قال إن قيادة السيارات لا تزال ممكنه في حالة احتساء لترين من الجعة لكن على مدى عدة ساعات.