الخرطوم تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد جنوب السودان

قالت وزارة الخارجية السودانية اليوم الثلاثاء (30 أغسطس/ آب 2011) إنها قدمت شكوى رسمية لمجلس الأمن متهمة جنوب السودان بالتسبب في عدم استقرار ولاية جنوب كردفان، وذلك في أحدث إشارة على تزايد التوتر بين البلدين. وتصاعدت التوترات في الولاية المنتجة للنفط بعد أن انفصل جنوب السودان في الشهر الماضي ومعه حقول النفط. وقال مجلس الأمن في يوليو/ تموز إنه قلق بشدة من العنف في المنطقة الحدودية المضطربة.

وشكا مسؤولون بالأمم المتحدة من أنه لا تتاح لهم سوى قدرة محدودة أو منعدمة تماما على دخول المنطقة التي تضم عددا كبيرا من السكان الذين انحازوا إلى جنوب السودان خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 عاما. وقال متحدث من وزارة الخارجية السودانية لرويترز إن الشكوى تتهم جنوب السودان بالتسبب في زعزعة الاستقرار وتعطيل السلام وعرض المساعدة لجماعات المتمردين في ولاية جنوب كردفان.

اتهامات متبادلة

واتهم وزير الخارجية السوداني على أحمد كرتي جنوب السودان في الشكوى المقدمة لمجلس الأمن "بتسريب 2500 جندي تحت غطاء الشرطة إلى داخل منطقة أبيي، في انتهاك صارخ لاتفاقية السلام الشامل، وقبل ذلك عدم التزامها بسحب قواتها جنوب خط الحدود المتفق عليه في الأول من كانون الثاني/ يناير 1956، وكذلك عدم التزامها بنزع سلاح قواتها في منطقة جنوب كردفان وتسريحهم وإعادة دمجهم، ثم هجماتها العسكرية الغادرة على عناصر القوات المسلحة السودانية ".

كما أشار كرتي في شكواه إلى أن حكومة جمهورية جنوب السودان "رعت في التاسع من آب/ أغسطس الجاري مؤتمرا في منطقة كاودا بولاية جنوب كردفان ضم ممثلين عن حركات التمرد في دارفور إضافة إلى قيادات الحركة الشعبية قطاع الشمال وذلك بغرض التنسيق للعمل العسكري المشترك"، مشيرا إلى أن المشاركين وقعوا على "وثيقة تنص على العمل على إسقاط حكومة السودان بالعمل العسكري المسلح".

ويتهم نشطاء الخرطوم بشن ضربات جوية وهجمات على جنوب كردفان مستهدفة قبائل النوبة في الولاية في محاولة للقضاء على المعارضة وترسيخ سلطتها بعد استقلال جنوب السودان. ونفت حكومة السودان هذه "الادعاءات"، متهمة جماعات مسلحة محلية، الكثير منها حارب إلى جانب الجنوب خلال الحرب الأهلية التي استمرت عشرات السنين، بالتمرد لمحاولة السيطرة على المنطقة.

يذكر أن جنوب السودان أعلن استقلاله عن الشمال صباح يوم السبت الموافق للتاسع من تموز/ يوليو الماضي، بعد صراع دام عقودا، ليصبح أحدث دولة في العالم. وتم تحديد مسار الاستقلال في اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي وقعته الحركة الشعبية لتحرير السودان والحكومة السودانية. ومهد الاتفاق الطريق لإجراء استفتاء في كانون الثاني/ يناير صوت فيه مواطنو جنوب السودان لصالح الاستقلال والانفصال عن الخرطوم.

(ي ب/ ا ف ب. د ب ا. رويترز)

مراجعة: أحمد حسو