السلطان يتنحى عن عرشه ولا "بديل" له!
٢٣ يونيو ٢٠١٦خرج "السلطان" السويدي خالي الوفاض من أي نجاح يذكر في بطولة الأمم الأوروبية المقامة حاليا في فرنسا. وأعلن زلاتان إبراهيموفيتش، اعتزاله دوليا بعد مسيرة دولية دامت 15 عاما. وأنهى إبراهيموفيتش، الذي عرف بربطة شعره المميزة، مسيرته الكروية الدولية بعد تجربة غنية إذ خاض 116 مباراة مع المنتخب السويدي، منها 13 مباراة في بطولة كأس الأمم الأوروبية و5 في بطولة كأس العالم. وبلغت حصيلة أهدافه الدولية 62 هدفا.
ولاشك أن "السلطان" السويدي لم يكن يرغب أن يكون وداعه بهذا الشكل، فهو خرج مع منتخبه من الدور الأول بدون أي فوز، أو حتى هدف تاريخي يعزز فيه سجل أهدافه الدولية الخيالية التي عرف بها. إذ لا يمكن لعشاق كرة القدم أن ينسوا هدف إبراهميوفيتش الخرافي في مرمى المنتخب الإنجليزي خلال المباراة الودية للفريقين عام 2012.
يومها سدد إبراهيموفيتش واحدا من أحلى الأهداف في تاريخ كرة القدم، وذلك عبر ركلة علوية على بعد 25 مترا. وانتهى اللقاء آنذاك بنتيجة (4/2) لصالح السويد. وبفضل هذه الهدف نال "إبرا" كما يحلو لرفاقه أن يلقبوه، جائزة بوشكاش لصاحب أفضل هدف في استفتاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 أبدع إبراهيموفيتش في تسديد أول هدف لمنتخبه أمام المنتخب الألماني. آنذاك كانت ألمانيا متقدمة على السويد بأربعة أهداف، لينتهي اللقاء بعد ذلك بنتيجة (4/4) .
خسارة للمنتخب السويدي
صحيح أن إبراهيموفيتش لم يحصل مع منتخبه على ألقاب البطولات الكبرى، إلا أن اعتزاله هو خسارة كبيرة للمنتخب السويدي، وهو ما أكده إيريك هامرين مدرب المنتخب السويد عندما قال "لو كان علي التفكير في زلاتان جديد فأتمنى العثور على لاعب جيد للغاية لكن في بلد صغير مثل السويد لا أعتقد أننا سنعثر على لاعب مثله. هو استثنائي ومميز".
خلال مسيرته الكروية فرض "إبرا" نفسه بقوة في عالم الكرة العالمية، بل وحتى إنه يعتبر أحد أفضل اللاعبين الذين شهدهم عالم الساحرة المستديرة في الـ 15 عاما الماضية. فمنذ أن رحل عن ناديه مالمو السويدي، ارتدى إبراهيموفيتش قمصان أندية أوروبية كبرى مثل أياكس أمستردام الهولندي وأندية يوفنتوس وانتر ميلان وميلان الايطالية وبرشلونة الإسباني، وكان أحد أهم أعمدة فريق باريس سان جيرمان الفرنسي. وحصل إبراهيموفيتش على 28 لقبا مع الأندية الأوروبية التي لعب معها.
هذا ما يميز "إبرا" شخصيا
ليست الأهداف الجميلة هي وحدها ما يميز زلاتان، بل يعرف بلسانه السليط ومزاجه العصبي والانفعالي ويشتهر بتوجيه الشتائم للجميع سواء أكان فوق أرض الملعب أم خارجه. إذ لم يسلم من إهاناته اللاعبون والمدربون المنافسون بل وحتى زملائه ومدربيه.
ومن يقرأ سيرة طفولة إبراهيموفيتش القاسية، بإمكانه أن يعرف سبب مزاجه الخاص وخلقه الضيق، فقد ولد زلاتان لأب بوسني يعمل بوابا، وأم كرواتية تعمل عاملة نظافة. وبعد طلاق الوالدين بقي زلاتان إبراهيموفيتش مع أبيه، في حي "روسينغراد" المليء بالمشاكل في مالمو السويدية. وفي فترة المراهقة عرف زلاتان بأنه فتى مشاكس وميال للعنف، حتى عندما دخل عالم الكرة، لم تختف طباعه المشاكسة وسط حدة المنافسة. ورغم ذلك استطاع أن يثبت إبراهيموفيتش نفسه في الملاعب كلاعب عبقري.