احتدام المعارك مجددا في السودان بعد انتهاء أجل اتفاق الهدنة

ذكر سكان في العاصمة السودانية الخرطوم أن  الاشتباكات احتدمت في عدة مناطق  بالعاصمة اليوم الأحد (السادس من يونيو/حزيران 2023) بعد انتهاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار الذي  توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة  بين الجيش السوداني بقياد عبد الفتاح  البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الذي بدأ في 22 مايو/ أيار وانتهى مساء أمس السبت.

وأظهرت لقطات حية اليوم الأحد تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء العاصمة  السودانية . ووردت أنباء عن اندلاع قتال في عدة مناطق أخرى منها وسط الخرطوم وجنوبها وبحري. 

وقالت قوات الدعم السريع في بيان إن ما وصفته بـ"طيران الانقلابين" هاجم مواقع تمركزها في منطقة بحري، مؤكدة أنها أسقطت طائرة ميغ. غير وكالة فرانس برس نقلت عن مصدر عسكري قوله إنّ "الطائرة من طراز FTC صينية الصنع سقطت بسبب عطل فنّي غرب قاعدة وادي سيدنا الجوية". وقال شهود عيان إنّ "الطائرة كانت قادمة من الجنوب إلى الشمال، ومؤخّرتها تشتعل فيها النيران".

وساهم اتفاق وقف إطلاق النار في تراجع حدة القتال ووصول قدر محدود من المساعدات الإنسانية لكن انتهك الطرفان هذا الاتفاق مرارا مثلما كان الحال مع كل فترات وقف إطلاق النار السابقة  التي وافق عليها الجانبان منذ بدء الصراع.

وخارج العاصمة، اندلع قتال في منطقة دارفور النائية في الغرب التي تعاني بالفعل من ويلات صراع طال أمده وأزمات إنسانية طاحنة. في غضون ذلك، تحدّث حاكم دارفور مني مناوي عبر "تويتر" عن "انتهاكات فظيعة" يرتكبها المسلّحون في الإقليم، ودان "أعمال النهب والقتل" التي تحصل في مناطق عدة. وقال "نعلن دارفور منطقة منكوبة نطالب العالم إرسال مواد إنسانية عبر كل الحدود وبكل الوسائل المتاحة".

فيما قال خميس عبد الله أبكر والي ولاية غرب دارفور إنّ "الوضع في الولاية حالة كاملة من الانفلات"، مضيفاً أنّ "مسلّحين استباحوا كلّ شيء والأوضاع خارج السيطرة تماماً". 

واشنطن والرياض تدعوان للتفاوض لهدنة جديدة

ودعت  الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان للعودة إلى طاولة المفاوضات  من أجل التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار. وبحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" الأحد، ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع "موجودين في مدينة جدة، رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام".

وقال البيان إنّ "الميسرَيْن (السعودية والولايات المتحدة) على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية"، كما يدعوان "الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكلٍ فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

وكان الجيش أعلن الأربعاء  تعليق مشاركته في محادثات جدة واتهم قوات الدعم بعدم الإيفاء بالتزاماتها باحترام الهدنة والانسحاب من المستشفيات والمنازل. وأعقب ذلك تأكيد الوسيطين السعودي والأمريكي تعليق المحادثات رسميا.

وقتل أكثر من 1800 شخص منذ اندلاع المعارك منتصف نيسان/أبريل، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها. إلا أن مسعفين ووكالات إغاثة ومنظمات دولية حذّروا مرارا من أن الأرقام الفعلية للضحايا أعلى بكثير، نظرا لوجود جثث في مناطق يصعب الوصول إليها، أو لعدم قدرة بعض المصابين على بلوغ المراكز الطبية للعلاج.

ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، رويترز)