اللغة الإنجليزية عامل هام لتنمية قطاع السياحة في برلين
١٢ أبريل ٢٠٠٦مع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم 2006 تحاول العاصمة الألمانية برلين أن تظهر بحلة جديدة توحي بقدرتها على استضافة حدث مهم كهذا واستقبال عدد كبير من السياح الأجانب. وستشهد برلين 6 مباريات على ملعبها من ضمنها المباراة النهائية، بالإضافة إلى حفل الختام. وتعتبر برلين ثالث عاصمة في أوروبا بعد لندن وباريس من حيث جاذبية للسياح، إذ زارها خلال العام الماضي نحو 13 مليون سائح أجنبي معظمهم من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. لكن عندما يدور النقاش حول إمكانية تحسين الصورة العالمية للمدينة وخصوصا عندما يتعلق الأمر بتلبية احتياجات السياح يصطدم المرء بعقبة عدم تحدث عدد كبير من سكان العاصمة برلين للغة الإنجليزية. فالسائح ينتظر طويلاً حتى يتمكن من التحدث إلى أحد العاملين في محطة القطار، على سبيل المثال، وفي النهاية عندما يسأل أحد الموظفين عما إذا كان يتحدث اللغة الإنجليزية يفاجئه الموظف بالقول:"لا". وبالإضافة إلى أن بعض البرلينين لا يتحدثون الإنجليزية، تجدهم انطوائيين ولا يحبون المجاملات، ربما الجو البارد في ألمانيا فرض عليهم هذا النوع من السلوك. فالجو الممطر مثلا لا يشجعهم على الحديث مع السياح الأجانب أو حتى محاولة التقرب منهم، ومساعدتهم في التعرف على مدينتهم.
كيف نعرف أن هذا قطارنا؟؟
في هذا السياق تقول ديانا راولي وزوجها تيموثي من انجلترا:"برلين مدينة رائعة، لكن إذا أردنا تغيير شيء واحد فيها، فنحن نريد أن يتم استخدام اللغة الإنجليزية بجانب اللغة الألمانية في محطات القطارات". ويضيف تيموثي راولي:"إننا نرهق آذاننا ونحن نستمع إلى تلك الإعلانات والعبارات الألمانية الطويلة، في محاولة لفهم بعض المعلومات التي تتعلق بالقطار الذي ننتظره. ونشعر أحياناً بالقلق من أننا لم نفهم بعض العبارات والتي من الممكن أن تكون قد احتوت على معلومات مهمة، كحدوث تأخير للقطار أو تأجيل لموعد قدومه، أو حتى تغيير للمحطة." ومما يحبط السياح عدم وجود خرائط باللغة الإنجليزية. كذلك الماكينات التي تعمل باللمس للحصول على تذكرة القطار لا تتضمن اللغة الإنجليزية.
هناك عجز حقيقي
ويؤكد هانس بيتير نيرغير، مسؤول قطاع السياحة في برلين، على أن هناك عجز واضح وحقيقي في هذا المجال. وكان نيرغير اعترف سابقاً أنه لو كان الأمر بيده، لقام بفرض تعلم اللغة الإنجليزية على كل الأفراد العاملين في قطاع السياحة في برلين. ويقول نيرغير:"إن الأمر لا يتعلق فقط بإمكانية التحدث بالإنجليزية أو الفرنسية أو الإيطالية. بل ان أسلوب التحدث إلى السائح الأجنبي بحاجة إلى تغيير نحو الأفضل، ليأخذ انطباعاً حسناً عن المدينة التي يقوم بزيارتها وعن أهلها". كما يشير نيرغير إلى أنه يتعذر على بعض المراكز التجارية التعامل مع الزوار عن طريق بطاقة الائتمان. ومن المعروف أن السياح الأمريكيين يفضلون الدفع بواسطة تلك البطاقة. لذلك يجب إعادة النظر بهذا الخصوص.
التقرب من السائح هو الحل
وبالطبع ليست كل الأمور سيئة. فهناك بعض المراكز التجارية في برلين مثل مركزKaDeWe، الذي يتحدث العاملون به خمس لغات بطلاقة. وهناك بعض المطاعم، التي تقدم قوائم الطعام باللغة الإنجليزية. ومعظم الزوار يخرجون بانطباع ايجابي من هذه الأماكن، خصوصا أن أسعارها منخفضة ومناسبة للجميع. ويقول فرانسيس هارتنيت صاحب شركة تنظم رحلات سياحية باللغة الإنجليزية:"هناك نقص عام في المعلومات باللغة الإنجليزية في المتاحف، ومع ذلك فإن الوضع يبقى أفضل مما كان في السنوات القليلة الماضية. والدليل على ذلك تراجع عدد الشكاوى من قبل السياح وإقبال الناس على زيارة برلين، التي تحاول من حين للآخر تحسين صورتها في نظر العالم". وتعلق المتحدثة باسم شركة نقل برلين بيترا ريتز على الموضوع قائلة:"ما نحتاجه حقا هو فقط أن نحاول أن نكون أكثر لطفاً في معاملتنا مع الناس وأن نحاول الانفتاح والتقرب من الأجانب".