المتألقون والخافتون في صفوف بايرن خلال رحلة الذهاب
٢٣ ديسمبر ٢٠١٤البافاري أتى على الأخضر واليابس في ذهاب الدوري الألماني لهذا الموسم. 14 انتصاراً وثلاثة تعادلات، بدون أي هزيمة. أحرز لاعبوه 41 هدفاً، ولم يتلق مرماه سوى أربعة أهداف. 45 نقطة تضعه على موقع المرشح الأفضل لإحراز اللقب مبكراً.
وأمام هذه الأرقام يجد لاعبو بايرن ميونيخ أنفسهم في منافسة بينية داخل الفريق لحجز مكان في التشكيلة الأساسية، أكثر من منافسة خارجية مع بقية الأندية. هذه المنافسة الداخلية أفرزت بعض المفاجآت، من خلال بروز بعض الأسماء الجديدة في صفوف البافاري لعل أبرزها هو القادم الجديد خوان بيرنات.
ولكن المباريات الـ17 في ذهاب الدوري أظهرت أيضاً أن هناك خاسرين في كادر المدرب غوارديولا، ومن حق الجميع أن يتساءل مثلاً: أين هو النجم السويسري شيردان شقيري، الذي كانت عدة أندية أوروبية تتصارع لضمه؟ نستعرض فيما يلي أبرز اللاعبين الرابحين وأبرز الخاسرين في صفوف بايرن خلال رحلة الذهاب.
آريين روبن
القوة والسرعة والديناميكية، وإحراز الأهداف الحاسمة، طالما كانت علامات مميزة في أداء الهولندي الطائر روبن. ولكن الجميع كان يتحدث سابقاً عن "الرجل المصنوع من زجاج"، لكثرة الإصابات التي يعاني منها. ولكنه نجح أخيراً في الخروج من دوامة الإصابات مع البافاري، وصار مصدر الفرح الدائم لعشاق الفريق، كيف لا وهو الذي أحرز عشرة أهداف صار بها هدافاً للبايرن في الدوري، وثاني هدافي البطولة عموما، خلف ألكسندر ماير لاعب فرانكفورت. وبالمجمل صار رصيد روين من الأهداف لصالح البايرن 101 هدف.
عام 2014 كان مميزاً أيضاً بالنسبة له على صعيد المنتخب، حيث قاده إلى المركز الثالث في مونديال البرازيل، وكان أحد أبز نجوم البطولة. وهذا ما أهدى له لقب "أفضل رياضي لعام 2014" في هولندا. ليصبح رابع كرة قدم يظفر بالجائزة على مر التاريخ، بعد آبي لينسترا، ويوهان كرويف ورود خوليت.
خوان بيرنات
عندما جاء في الصيف الماضي من فالنسيا، لم يكن أحد من جماهير بايرن قد سمع باسم خوان بيرنات، وسارع الجميع إلى "غوغل" للاستفسار منه عن اللاعب الشاب (21 عاماً). ولكن بيرنات، الذي كلف خزائن البافاريين 10 ملايين يورو فقط، أدهش الجميع بمستواه الذي ارتفع من أسبوع لآخر.
وأمام ثبات المستوى هذا في الخاصرة اليسرى للفريق، صار بيرنات اللاعب الوحيد الذي شارك في جميع مباريات البايرن هذا الموسم. (17 مباراة في الدوري، واثنتان في الكأس، وست مباريات في دوري الأبطال الأوروبي).
"لعب خوان في جميع المباريات الأخيرة. مدربه ونادي بايرن ميونيخ سعداء بمستواه"، قالها غوارديولا. والآن استدعي لصفوف المنتخب الإسباني وشارك في اللقاء الودي الذي لعبت فيه إسبانيا أمام ألمانيا. ويبقى أن لا ينسى خوان، أن تواجده الدائم يعود أيضاً لإصابة ديفيد ألابا.
السرعة والرشاقة والقدرة على التحكم بالكرة والتمريرات الحاسمة، وكان آخرها صنعه لهدف الفوز ضد ماينز في الجولة الأخيرة من الذهاب. "يركض ذهاباً وإياباً 1000 مرة في المباراة"، بحسب غوارديولا. وهذا ما جعل خوان محبوبا لدى جماهير النادي، وربما أكثر من بعض النجوم البارزين.
تشابي ألونسو
غوارديولا كان في حيرة من أمره بعد انتقال توني كروس إلى الريال، وإصابة شفاينشتايغر ومارتينيز. من سيكون رمانة الميزان إذن في صفوف بايرن؟ إسباني آخر قدم مطلع الموسم إلى بايرن؛ إنه نجم ريال مدريد السابق تشابي ألونسو.
ألونسو، ذو الـ33 عاما! أليس خياراً متسرعاً؟ تساءل البعض حينها، ولكنه قدم أداء متوازناً ومنح الثقة لزملائه بضبطه لإيقاع الفريق. في مباراة ميونيخ مع مستضيفه كولن، قدم ألونسو أداء راقياً. 204 مرات لامس الكرة، وفق الإحصائيات.
"لم يكن قراراً سهلاً، أن أغادر ريال مدريد. ولكني شعرت أنها اللحظة المناسبة لخوض تجربة جديدة".
ألونسو يأمل الآن أن يختتم الموسم بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة، بعد أن سبق له الظفر به في عامي 2005 مع ليفربول و2014 مع ريال مدريد.
ماريو غوتزه
في الموسم الماضي اضطر غوتزه للجلوس كثيراً على مقاعد البدلاء، مع تعرضه لعدة إصابات. انتقادات كثيرة واجهت اللاعب، الذي كان نجما ساطعا في صفوف بوروسيا دورتموند.
ولكن عام 2014 كان رائعاً لغوتزه. الظفر بالمونديال مع المنتخب وإحرازه لهدف الفوز في النهائي ضد الأرجنتين رفع معنوياته كثيراً. ذهاب هذا الموسم جاء مميزاً لغوتزه. 7 أهداف أحرزها اللاعب الشاب (22 عاماً). وهذا التألق في سن مبكرة يجعله مرشحاً لمزيد من العطاء القادم، كيف لا، وقد وصفه المدرب الشهير فيليكس ماغات بأنه "موهبة القرن".
وفي فئة الخاسرين:
السويسري شقيري
تختلف ملاحظات المراقبين بشأن اللاعبين الذين كان أداؤهم أقل من المتوقع في صفوف بايرن، ولكن الكل يجمع على أن شيردان شقيري كان غائباً تقريباً هذا الموسم.
لم يشارك شقيري هذا الموسم سوى في 9 مباريات كبديل غالباً، أو كمستبدل. ويبدو أن صبره قد نفد بعد موسمين ونصف مع بايرن. والفرصة قد تكون متاحة الآن كي يقول وداعاً ميونيخ.
البرازيلي دانتي
استفاد دانتي من إصابة مارتنيز وبادشتوبر فأتيحت له الفرصة للمشاركة كأساسي. ولكن تكررت بعض أخطائه، ما جعله يخسر مركزه أحياناً لصالح المغربي مهدي بنعطية. وفي مرحلة الإياب يحتاج البرازيلي (31) عاماً لبذل مجهود أكبر كي ينتزع مكاناً له في التشكيلة الأساسية.