انتفادات لشولتس بسبب دعوته إنهاء حرب أوكرانيا عبر التفاوض

انتقدت المعارضة المحافظة في ألمانيا بشدة المستشار الألماني أولاف شولتس بسبب تصريحات في مقابلة إعلامية الأحد (التاسع من سبتمبر/ أيلول 2024) حول الدفع بقوة أكبر من أجل إنهاء غزو روسيا لأوكرانياعن طريق التفاوض.

قال رودريش كيزفيتر، خبير شؤون السياسة الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي (يمين الوسط)، إن شولتس "وقع في فخ الدعاية الروسية ويستمر في التمسك بالأوهام الألمانية القديمة الأنانية بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وذكر كيزفيتر أن تحول شولتس كان بمثابة "مهزلة" تمثل "تراجعا كاملا عن تصريحه السابق بأن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 يشكل نقطة تحول في السياسة الأمنية الألمانية".

وكان الاشتراكي شولتس قد صرح خلال المقابلة الصيفية مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زد دي إف"، الأحد، قائلا: "أعتقد أن هذه هي اللحظة التي يتعين فيها مناقشة كيفية الخروج من حالة الحرب هذه وصولا إلى السلام بسرعة أكبر مما يوحي به الانطباع الحالي". وردّاً على سؤال عما إذا كان ينبغي عقد مؤتمر سلام آخر، أجاب شولتس:" في كل الأحوال، سيكون هناك مؤتمر سلام آخر. وأنا والرئيس (الأوكراني) متفقان على أنه يجب أن يكون مؤتمرا تشارك فيه روسيا أيضا". يأتي ذلك بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى ألمانيا.

وفي تصريحات لصحيفة "بيلد"، قال المحافظ كيزفيتر إن شولتس يحاول تسويق نفسه باعتباره "مستشار سلام" بتكلفة باهظة بالنسبة لألمانيا وحلفائها، مضيفا أن المستشار "يجعل الوضع في أوكرانيا أسوأ وبالتالي يضعف الأمن الأوروبي والألماني".

وزعم كيزفيتر أن المقترحات المتعلقة بروسيا تندرج في استراتيجية قطاعات من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار الوسط) الذي ينتمي إليه شولتس

"لدفع أوكرانيا بمهارة شديدة إلى سلام وهمي تحدده روسيا، عن طريق تقليص الدعم تدريجيا والدعوة إلى مفاوضات وهمية".

وتأتي تصريحات شولتس قبل أقل من أسبوعين من خوض زميله في الحزب الذي يرأس حكومة ولاية براندنبورغ، ديتمار فويدكه، لانتخابات صعبة في الولاية أمام صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف والذي يتعاطف في بعض من مواقفه مع روسيا.

وتأتي الانتخابات في 22 أيلول/سبتمبر في أعقاب انتخابات إقليمية جرت في ولايتين قبل ثلاثة أسابيع، والتي حقق فيها حزب "البديل من أجل ألمانيا" مكاسب تاريخية، حيث حلّ في المركز الأول في ولاية تورينغن وضيق الفارق مع الحزب المسيحي الديمقراطي في ولاية سكسونيا. وهذه هي المرة الأولى التي يحتل فيها حزب يميني متطرف الصدارة في انتخابات منذ تولي النازيين السلطة في ثلاثينيات القرن العشرين.

و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)