المعتدل حسن روحاني يفوز في انتخابات الرئاسة الايرانية
١٥ يونيو ٢٠١٣فاز المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الايرانية منهيا ثمانية أعوام من حكم المحافظين في ايران، وفق ما اعلن وزير الداخلية الايراني السبت 15 يونيو حزيران 2013. واوضح الوزير مصطفى محمد نجار في النتائج النهائية التي اعلنها ان روحاني الذي حظي بدعم المعسكرين المعتدل والاصلاحي حصل على 6,18 مليون صوت, اي 68,50 في المائة في الدورة الاولى للانتخابات متقدما على خمسة مرشحين محافظين.وبذلك, تقدم روحاني بفارق كبير على رئيس بلدية طهران المحافظ محمد باقر قاليباف (07,6 ملايين صوت) وكبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي (17,3 ملايين) المدعوم من الجناح المتشدد في النظام.
ولفت نجار إلى ان نسبة المشاركة بلغت 72,7 في المائة. واستفاد روحاني (64 عاما) من انسحاب المرشح الاصلاحي الوحيد محمد رضا عارف كما تلقى دعم الرئيسين السابقين المعتدل اكبر هاشمي رفسنجاني والاصلاحي محمد خاتمي.
ومع انه يمثل المرشد الاعلى علي خامنئي في المجلس الاعلى للامن القومي فان روحاني يدعو الى مرونة أكبر في التعامل مع الغرب, هذا الحوار الذي كان اداره بين 2003 و2005 في عهد خاتمي. واشار خلال حملته إلى مباحثات مباشرة محتملة مع الولايات المتحدة العدو التاريخي لايران.
ومن غير المرجح أن تحدث نتيجة الانتخابات تغييرا جذريا في علاقات إيران مع العالم الخارجي أو في سياسة إيران بخصوص برنامجها النووي المثير للخلاف أو دعمها للرئيس السوري بشار الأسد إذ أن جميعها قضايا أمنية يبت فيها الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ويعكس التقدم الكبير لروحاني تأييدا واسعا للتيار الإصلاحي استغل فيه الكثير من الناخبين الفرصة لرفض النخبة الحاكمة المتشددة بسبب المشاكل الاقتصادية والعزلة الدولية وقمع الحريات الشخصية رغم القيود المفروضة على اختيار المرشحين وتنظيم الحملات الانتخابية.
روحاني استفاد من تشتت أصوات المرشحين المحافظين
وحصل المرشحون المتشددون الآخرون على عدد أقل من الأصوات ومن بينهم رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين الحالي سعيد جليلي. وقدرت السلطات نسبة المشاركة بـ 72 بالمائة وهي نسبة عالية نسبيا ما جعلها تصب في صالح روحاني. وحظي روحاني بدفعة كبيرة في الأسبوع الماضي عندما انسحب المرشح الإصلاحي محمد رضا عارف لصالحه. وأيد حملته الانتخابية الرؤساء السابقون محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني.
وعلى الجانب الآخر فشل المرشحون المتشددون في تنظيم صفوفهم والالتفاف حول مرشح واحد ليعانوا من انقسام شديد في قاعدة تأييدهم نتيجة لذلك. وتم تمديد التصويت عدة ساعات في مراكز الاقتراع بأنحاء البلاد أمس الجمعة عندما خرج ملايين الإيرانيين للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية منذ الانتخابات المثيرة للجدل عام 2009 التي أثارت فيها مزاعم بالتزوير احتجاجات حاشدة.
وتم تشديد الإجراءات الأمنية أثناء الانتخابات وخفتت الحملات الانتخابية مقارنة بالتجمعات الحاشدة التي سبقت انتخابات الرئاسة الأخيرة في عام 2009 عندما اعتقد الناخبون المؤيدون للإصلاح أنهم حققوا الفوز وإمكانية إحلال الديمقراطية في إيران. وتحطمت هذه الآمال عندما أعلن حصول أحمدي نجاد على 63 في المائة من الأصوات وفوزه بفترة رئاسية ثانية وما ترتب على ذلك من احتجاجات استمرت عدة أشهر وأسفرت عن سقوط قتلى واعتقال المئات.
م. أ. م./ م. س (رويترز، أ ف ب)