المنتخب الألماني المضيف ثالث بطولة العالم الـ 18
٩ يوليو ٢٠٠٦قبل 12 دقيقة من صافرة النهاية خرج البطل من الملعب لتلقي التهاني من زملائه على مقاعد الاحتياط ومن مدربه ومساعديه. إنه لاعب خط وسط فريق بايرن ميونيخ باستيان شفاينشتايغر الذي فرض نفسه في هذه المباراة نجماً بلا منازع. إذ أحرز اللاعب الشاب هدفين وجاء الهدف الثالث عن طريق البرتغالي بيتيت الذي سجل بطريق الخطأ في مرماه بعد أن ارتطمت الكرة بقدمه قادمة من ضربة حرة نفذها النجم الشاب شفاينشتايغر. وبذلك أضاف نجم خط وسط الفريق البافاري إسمه إلى قائمة هدافي بطولة العالم الـ 18 لكرة القدم.
قبل صافرة البداية كانت هناك شكوك حول ما إذا كان الفريق الألماني سيُقدم أفضل ما لديه لإحراز المركز الثالث، لا سيما أن عدداً كبيراً من اللاعبين الأساسيين لم يكونوا ضمن التشكيلة الأساسية للفريق بسبب الإصابة، مثل الكابتن ميشائيل بالاك والمدافع أرني فريدريش وبيير ميرتيزاكر، إضافة إلى تيم بوروفسكي وروبرت هوت اللذين لم يُشاركا في المباراة بسبب الإصابة أيضاً. غير أن الفريق الألماني أكد منذ انطلاق صافرة البداية أنه عازمٌ على تحقيق نتيجة مُشرفة على أرضه وأمام جمهوره الذي أصيب بخيبة أمل كبيرة جراء هزيمته أمام إيطاليا في الدور نصف النهائي. وبعد 5 دقائق فقط على بداية المباراة لم يعُد لدى المشجعين ( 52 ألف مشجع ) أي شك في أن فريقهم سيأخذ اللقاء على محمل الجد. وشاهد الجمهور أداءً قوياً للفريق الألماني الذي بدا مصمماً على تحقيق الفوز وكثّف هجومه على مرمى الحارس البرتغالي ريكاردو، لكن لاعب خط الوسط سيباستيان كيل والمهاجم ميروسلاف كلوزه أضاعا فرصتين جيدتين لتقدم ألمانيا.
أوليفر كان يُعلن اعتزاله اللعب دولياً مع المنتخب الوطني
كذلك البرتغاليون بقيادة مدربهم البرازيلي الأصلي لويس فيليب سكولاري أضاعوا بعض الفُرص الجيدة للتقدم. فبعد مرور 15 دقيقة على بداية المباراة استطاع حارس الاحتياط الألماني أوليفر كان التصدي لكرة المهاجم البرتغالي باوليتا الذي نجح في مراوغة المدافعين الألمانيين يينس نوفوتني وكريستوف ميتسلدر قبل أن يفشل في قهر حارس بايرن ميونيخ العملاق أوليفر كان.
لكن الرد الألماني جاء سريعاً عن طريق سيباستيان كيل الذي سدد كرة عالية تصدى لها الحارس البرتغالي المتألق ريكاردو بصعوبة. وبعد دقائق قليلة تألق ريكاردو مرة أخرى حين تصدى لقذيفة صاروخية أطلقها مهاجم بايرن ميونيخ الجديد لوكاس بودولسكي من ضربة حرة. على الجانب الآخر أكد أوليفر كان الذي أعلن عقب المباراة اعتزاله اللعب دولياً مع المنتخب الوطني الألماني أنه واحدٌ من نخبة حراس المرمى الألمان. ففي الدقيقة الـ 31 نجح كان في التصدي لكرة فنية سددها نجم خط الوسط البرتغالي ديكو. وهكذا نجح حارسا المرمى في الحفاظ على شباكهما نظيفة لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
ثنائية لشفاينشتايغر
وبعد الاستراحة كثّف الفريق الألماني المضيف الضغط على خط الدفاع البرتغالي مهدداً مرماه مرات عديدة قبل أن ينجح باستيان شفاينشتايغر في هز الشباك البرتغالية للمرة الأولى في المباراة من تسديدة قوية من مسافة 25 متراً فشل الحارس البرتغالي ريكاردو في التصدي لها. وكان هذا الهدف الأول لشفاينشتايغر خلال البطولة الحالية.
ولم يكتف النجم البافاري بذلك، فبعد 5 دقائق من هدفه الأول أطلق شفاينشتايغر قذيفة صاروخية من ضربة حرة مباشرة لترتطم الكرة بقدم المدافع البرتغالي بيتيت قبل أن تسكن شباكه بطريق الخطأ. وهكذا تعزز تقدم الفريق الألماني المضيف الذي بدا في طريقه إلى تحقيق الفوز لضمان المركز الثالث في البطولة.
فيغو يخوض آخر مباراة له مع المنتخب الوطني
وبعد دقيقة واحدة على دخول النجم البرتغالي الكبير لويس فيغو أرض الملعب بديلاً عن المهاجم باوليتا، واصل شفاينشتايغر أداءه الرائع على أرض الملعب. ففي الدقيقة الـ 78 سدد شفاينشتايغر كرة قوية من مسافة 25 متراً تقريباً عجز الحارس البرتغالي ريكاردو عن التصدي لها لتُهز شباكه للمرة الثالثة، وكأن النجم الكبير لويس فيغو الذي أعلن سابقاً اعتزاله اللعب دولياً بعد نهائيات كأس العالم 2006، وكأنه دخل أرض الملعب لتقديم التهاني لشفاينشتايغر على أدائه الرائع والجميل.
لكن النجم الكبير فيغو أثبت في اللحظات الأخيرة من اللقاء أنه واحدٌ من أفضل لاعبي كرة القدم في تاريخ كرة القدم العالمية. فقبل دقيقتين على نهاية المباراة مرر فيغو كرة رائعة ومتقنة لزميله غوميس الذي أحرز هدف البرتغال الوحيد في المباراة بكرة رأسية جميلة. وهكذا انتهى اللقاء الذي أُقيم على أرض ملعب "غوتليب دايملر" في مدينة شتوتغارت السوابية بفوز جديراً لمنتخب البلد المضيف الذي كان حقيقة يطمح إلى أكثر من ذلك، إلى إحراز لقب بطولة العالم الـ 18 على أرضه وأمام جمهوره. لكن الإيطاليين وضعوا حداً لآمال الألمان في الدور نصف النهائي بعد أن تغليوا عليهم بثنائية نظيفة. وفي الختام يتعين على الفريق الألماني الذي قدم عروضاً جيدة وقوية لم يكُن أحد يتوقعها قبل انطلاق البطولة العالمية، يتعين عليه الاكتفاء بالمركز الثالث، عله يُحقق نتيجة أفضل من ذلك في بطولة العالم القادمة 2010 في جنوب إفريقيا.
علاء الدين موسى