سوء تحكيم المونديال يوهن الثقة بالفيفا
٢ يوليو ٢٠٠٦إن كانت مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تقام هذه الأيام في ألمانيا قد جرت بشكل منظم وجميل، فإن الواقع هو أن هذا المونديال سيبقى عالقا في أذهاننا لتحطيمه كل ما سبق من أرقام قياسية سلبية فيما يتعلق بخشونة اللقاءات و بعدد البطاقات الحمراء والصفراء المرفوعة والقرارات الخاطئة التي اتخذها عدد من حكام الفيفا. هذه القرارات أدت إلى خسارة بعض المنتخبات وبالتالي كانت سببا في خروجها من المونديال. وهكذا فإن أداء المنتخبات المختلفة لا يقع فعلا في مرمى سهام النقاد، بل أن الشغل الشاغل الذي يشغل عشاق كرة القدم هو السؤال عن سبب سوء التحكيم هذا، رغم أن الفيفا قد اختارت أفضل 21 حكما إضافة إلى مساعديهم من العالم بأسره وقامت بتدريبهم أفضل تدريب في لقاء لهم في مخيم التدريب في نوي إيزنبورغ قبيل انطلاق المونديال. خروج منتخب ساحل العاج من التصفيات يعود إلى أخطاء ارتكبها الحكام في المباراة ضد الأرجنتين ومن ثم ضد هولندا. تعادل الفريق الفرنسي مع كوريا الجنوبية وكذلك التعادل السلبي بين تونس والسعودية، الفوز الإيطالي على أستراليا وغير ذلك من أمثلة كثيرة إن دلت على شيء فهي تدل على تدني مستوى أداء الحكام في هذا المونديال. وحقيقة توزيع هذا العدد من البطاقات تشير إلى عدم تحكمهم فعلا بالمباريات.
أرقام قياسية
ربما كانت مباراة هولندا والبرتغال التي أقيمت في مدينة نورنبيرغ إحدى المباريات التي ستدخل تاريخ بطولة كاس العالم. فقد سجلت المباراة رقمين قياسيين أولهما عدد البطاقات الصفراء والحمراء المرفوعة لأول مرة منذ انطلاق البطولة عام 1930 في الأوروغواي، حيث قام الحكم الروسي للمباراة فالنتين إيفانوف بإعطاء 16 بطاقة صفراء في مباراة اتسمت بالخشونة وثانيهما طرد أربعة لاعبين من الملعب بإعطائهم بطاقات حمراء وهم البرتغاليان كريستيانو رونالدو وديكو والهولنديان خالد بولهاروس وجواني برنكهورست. وبهذا تسجل بطولة كأس العالم 2006 في ألمانيا رقما قياسيا جديدا في عدد حالات الطرد. وبلغ عدد البطاقات الحمراء 24 بطاقة في 53 مباراة، بعد أن كان عددها 22 في 64 لقاء كروي في بطولة كأس العالم للعام 1998 التي أقيمت في فرنسا. ولم يسبق لحكم حتى الآن وأن طرد أربعة لاعبين من الملعب في مباراة واحدة. كان الرقم القياسي قبل ذلك طرد ثلاثة لاعبين وقد تكرر أربع مرات في تاريخ نهائيات كأس العالم لكرة القدم، منها مباراة إيطاليا والولايات المتحدة في البطولة الحالية. أما الحالات الثلاث الأولى فكانت مباراة البرازيل وتشيكوسلوفاكيا عام 1938 ومباراة البرازيل والمجر التي أطلق عليها في أعقاب ذلك "معركة برن" في حين كانت المباراة الأولى التي طرد فيها ثلاثة لاعبين في مونديال عام 1998 بين الدانمارك وجنوب أفريقيا.
الفيفا غير راضية عن حكامها
حتى الحكم الألماني الذي كان أداءه يعتبر أداء مثاليا ارتكب هو الآخر سلسلة من الأخطاء في لقاء الفريقين الغاني والأمريكي. وقد رفضت الفيفا على غرار ذلك طلبه بتحكيم مباراة إيطاليا واستراليا في الدور الثمن نهائي في بلده كايزرسلاوترن. ومن المتوقع أن تكون مباراة البرتغال وهولندا آخر مباراة لإيفانوف الذي قال عنه المدرب الهولندي ماركو فان باستين "لقد أفسد المباراة". وقال رئيس الفيفا يوزف بلاتر إن "عمل الحكام في البطولة لا يصل فعلا إلى مستوى أداء اللاعبين" وأضاف إنهم يفرطون في توزيع البطاقات. الحكم الوحيد الذي نجى حتى الآن من الانتقادات هو البلجيكي فرانك دي بليكري الذي حكم مباراة إنجلترا والإكوادار مقدما بذلك أداء يقتدى به فعلا. أما فرانتس بيكينباور رئيس اللجنة الألمانية المنظمة للتصفيات فقد انتقد هو الآخر سوء التحكيم والتوزيع المفرط للبطاقات الصفراء والحمراء لدى كل كبيرة وصغيرة. وقال في حديث له مع قناة التلفزيون الألمانية تست دي إف: "على الحكم في حالات كثيرة الاكتفاء بتنبيه اللاعب أولا بدلا من إعطاءه مباشرة بطاقة صفراء، فإن ذلك يزعج ويعرقل المباراة. وهذا أمر لا داعي له، لاسيما وإن الأمر هنا يتعلق بلعبة كرة قدم وكرة القدم لا تخلو كما نعلم من الخشونة والنزاع من أجل الحصول على الكرة. أما إذا كنا نرفض هذه الخشونة إطلاقا، فعلينا أن نتوقف عن لعب كرة القدم وأن ننتقل للعب كرة السلة." وقد عبر بيكينباور عن استياءه من أداء الحكام قائلا: "إن الأمر يؤسفني فعلا. لا أدري ما الخطب، فهؤلاء أفضل الحكام لدينا في أوروبا وفي العالم كله."