المنتزهات الجيولوجية: استثمار الطبيعة في قطاع التنمية المحلية
تشكل المنتزهات الجيولوجية عاملا مهما في التنمية المحلية، وتأتي أهميتها من كون مناطق كثيرة من العالم أصبحت عرضة للتلف مما يهددها بالكوارث الطبيعية. لذلك فان الاهتمام بهذه المنتزهات هو حماية للكوكب الأرضي و للإنسان. فالعلاقة الجدلية التي تربط بين متطلبات الاقتصاد والتنمية المستديمة، جعلت الاهتمام بهذه المنتزهات شرطا ضروريا لخلق التوازن الضروري لاستمرار الحياة.
غنى الطبيعة
تعرف منظمة العلوم والثقافة اليونسكو المنتزهات الطبيعية ذات البعد الجيولوجي" Geopark"، كالتالي: " كل منطقة تحتوي على معالم جيولوجية تتميز إما بالندرة أو الجمال. والتي تشكل ثراء للطبيعة ولتاريخ تكونها، وتعم بالفائدة على الثقافة والتنمية المستديمة". وتوافقا مع هذا التعريف حددت اليونسكو حوالي 25 منتزه جيولوجي في أوروبا، تمتد على مساحة 15 ألف إلى 20 ألف هكتار. وتأتي ألمانيا في المرتبة الأولى بست منتزهات متبوعة ببريطانيا بخمس وفرنسا بثلاثة وما تبقى يتوزع على باقي الدول الأوروبية. وتتشكل هذه المنتزهات الجيولوجية من معالم مختلفة ومهمة وحيوية، تظهر مدى التنوع الطبيعي الذي مر به الكوكب الأرضي.
التنمية والإقتصاد مصير مشترك
ترى وزيرة البحث العلمي الألمانية أن زيارة هذه المنتزهات، تساعد الزائرين والزائرات على فهم أحسن لظواهر الكرة الأرضية. وتضيف قائلة: " إن هذا الفهم هو شرط أساسي ومهم للتعامل بمسؤولية مع بيئتنا ". وقد زاد انتشار هذه المنتزهات الطبيعية من أهميتها، وذلك لأن الدور الكبير الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية المحلية، يساهم مباشرة في تقوية دعائم التنمية المحلية. وتحددت أهداف هذه المنتزهات في:
- المحافظة على التنوع الطبيعي
- تطوير السياحة الثقافية
- تطوير البحث والدراسات في المجال البيئي
- ربط متطلبات الاقتصاد بالتنمية المستديمة
حينما تتحول الجيولوجيا الى قطب سياحي
يوجد في ألمانيا ست منتزهات جيولوجية تحولت إلى مناطق سياحية تجلب عددا من الزوار من داخل وخارج ألمانيا. و أقدمها منتزه فولكان أيفل "Volkaneifel" الذي تم تصنيفه من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث الحضاري للبشرية سنة 2004 يمتد على مساحة 1400 كيلومتر مربع. وفي صيف هذه السنة تم إضافة منتزه ريس "Ries" الذي يوجد في جنوب ألمانيا إلى قائمة اليونسكو. ويشكل هذا التتويج عاملا مهما في التعريف بالمنطقة، خصوصا وأن دراسة لاستطلاع الرأي أثبتت أن ثلاث أرباع المستجوبين لا يعرفونه. وهكذا أصبحت هذه المنتزهات تلعب دورا مهما في التنمية المحلية، التي تحولت إلى قطب سياحي يفتن الزائر.
محمد مسعاد