1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"النخب المصرية غير قادرة على التوافق، والإخوان يستغلون التحالفات"

٥ نوفمبر ٢٠١١

تبدو خارطة التحالفات الحزبية المصرية قبيل الانتخابات مشتتة وغامضة إلى حد كبير. ولمعرفة طبيعة المشهد السياسي المصري الراهن حاورت دويتشه فيله الخبير المصري جمال عبد الجواد.

https://p.dw.com/p/135Mh
أعضاء مكتب شورى الجماعة أمام مقر الإخوان الذي تم افتتاحه بعد الثورةصورة من: AP

في خضم الحملات الانتخابية التي تشهدها مصر استعداداً للانتخابات البرلمانية المزمع أن تبدأ نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، تشهد الساحة السياسية المصرية تخبطا واسعا تعيشه مختلف التيارات، حتى أن تلك الأحزاب التي أعلنت عن تحالفات انتخابية فيما بينها، تتنافس ضد بعضها البعض في بعض الدوائر، كما تتضاءل فرص فوز الشباب الذين كانوا القوة الأبرز في الثورة بحصة من البرلمان القادم. الدكتور جمال عبد الجواد الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية يوضح في الحوار التالي مع دويتشه فيله، أبعاد المشهد السياسي المصري قبيل الراهن.

Ägypten Frau Straße Kairo
عودة الدعاية الانتخابية في شوارع مصر في أقل من عام. الصورة من انتخابات 2010صورة من: AP

دويتشه فيله: بداية ما تفسيركم للتخبط السائد في المشهد السياسي المصري؟

جمال عبد الجواد: المجتمع المصري والنخب السياسية المصرية تجرب للمرة الأولى في هذه الانتخابات التحالفات السياسية للمرة الأولى، فالخبرة في هذا المجال محدودة. كما أن هناك تخبط لأنه لا يوجد معايير حقيقة لنعرف مثلا ما هي الأحزاب الأكبر وما هي الأحزاب الأصغر. وكل حزب لديه تصورات خاصة حول قوته ومدى تواجده في الشارع. وبالتالي كانت النتيجة كما رأينا تبدل المواقف السريع بين الأحزاب وبعضها البعض وتحركها بين تحالفات مختلفة أو دخولها وخروجها من بعض التحالفات.

الأحزاب الكبيرة مثل الحرية والعدالة؛ حزب الإخوان المسلمين، نجح في اجتذاب عدد كبير من الأحزاب الصغيرة جداً التي تتصور أن ارتباطها بالإخوان سيعزز مواقعها. وبالنسبة للإخوان تمثل هذه الأحزاب غطاءً سياسياً مناسباً. حيث لا يرغب الإخوان في تقديم أنفسهم كحزب إسلامي فقط، بل يفضلون أن يظهروا كحزب في تحالف وطني أوسع بحيث لا تظهر صورته في صورة المتشدد الإسلامي. لكنه في الدعاية والمعركة الانتخابية يدرك قدراته ويعلم أنه ليس باستطاعته الاعتماد على الحلفاء الصغار، ولذلك فهو يدير معركته الانتخابية بنفسه كمن يخوض الانتخابات منفرداً دون التحالف. ويبدو "التحالف الديمقراطي من أجل مصر" أقل التحالفات الانتخابية تنظيماً على الساحة.

على الجانب الآخر يبدو تحالف "الكتلة المصرية" الذي يضم الكثير من الأحزاب المدنية أكثر تماسكاً وتعاونناً، وذلك بسبب أنها أحزاب متكافئة في القوة، ووجودها مع بعضهم البعض، في تحالف وحيد، مفيد لها كلها.

في حالة الإخوان كان السائد قبل ذلك أنهم يمثلون التيار الإسلامي بكل تنوعاته، الآن لدينا أكثر من حزب إسلامي معظمها رفض التحالف مع الإخوان، كيف ستؤثر الأحزاب الإسلامية الأخرى على نصيب الإخوان؟

أنا أعتقد أن الإخوان استفادوا من المسافة التي وجدت بينهم وبين الأحزاب الإسلامية الأخرى. فهذا الفصل يعطى الفرصة للإخوان لتقديم أنفسهم كحزب وطني عام لا كحزب إسلامي فقط، لأن الإخوان لا يريدون أن يحصلوا فقط على أصوات الجمهور الإسلامي بل يسعون لتوسيع قاعدتهم الانتخابية. وابتعاد التيارات الإسلامية، خاصة السلفيين، عن الإخوان يعزز صورتهم (صورة الإخوان ـ المحرر) كتيار وسطى بدلاً.

لكن ألا يفقدهم هذا أصوات بعض الإسلاميين؟

أعتقد أنها خسارة بسيطة ومقبولة، والمكسب الذي يحصلون عليه من التباعد عن التيارات المتشددة الأخرى أكبر من الخسارة. والأصوات الإسلامية في كل الأحوال هي أصوات ملتزمة أيدلوجيا. الملتزم بالجماعة السلفية سيصوت للجماعة السلفية، والملتزم بالإخوان سيصوت للإخوان. والتغيرات في اتجاهات تصويت الكتلة الإسلامية محدودة جداً. لهذا كان الأفضل بالنسبة للإخوان التوجه إلى خطاب أوسع وأشمل.

Flash-Galerie Ägypten Gewalt zwischen Christen und Moslems in Kairo
الكثير من الشباب الناشط سياسياً لديهم طموح وقدرة سياسية ملفتة، لكن خبرتهم في مجال الانتخابات ضعيفةصورة من: dapd

يلاحظ مشاركة عدد من الشباب الذين برزت وجوههم في أحداث الثورة في الانتخابات، بعضهم على قوائم الأحزاب وبعضهم بشكل فردي كيف تنظر لهذه المشاركة وما هي فرص فوزهم؟

أظن أن هذه الانتخابات بالنسبة لهم فرصة للتدريب. الكثير من الشباب الناشط سياسياً والذي لعب دوراً مهماً في مرحلة الإعداد للثورة لديهم طموح وقدرة سياسية ملفتة، لكن خبرتهم في مجال الانتخابات ضعيفة. لذلك ففرص نجاحهم ليست كبيرة، وهذه الانتخابات ستكون بالنسبة لهم فرصة لتكوين خبرة في مجال الانتخابات. لكن في المستقبل بالتأكيد فالكثير منهم سوف يكون لهم في المستقبل أدوار أكبر، لكن هذه المرة التحدي صعب جداً.

أهم تحدى سيواجهه البرلمان المصري القادم هو اختيار اللجنة المسئولة عن صياغة الدستور. ومؤخراً في وثيقة المبادئ الدستورية التي أعلنها السيد على السلمى ورد بند يشير إلي أنه في حالة فشل اللجنة في صياغة الدستور فسوف يقوم المجلس العسكري باختيار اللجنة وكتابة الدستور كما يراه. في ظل هذه الخريطة الانتخابية المشتتة هل تعتقد أن القوى الوطنية يمكنها أن تصل إلى توافق واضح ومحدد بشأن الدستور؟

هذا هو السؤال الأصعب، فالعنوان والحل الوحيد لإخراج مصر من عنق الزجاجة التي تمر منه هو التوافق. والواضح حتى الآن أن النخب السياسية المصرية غير قادرة على صنع هذا التوافق فيما بينها، والوضع يبدو مزعجاً. وأتمنى ألا نصل للحظة تفشل فيها النخب السياسية في الاتفاق ونجد مستقبلنا كله معلق بقرار يتخذه القادة العسكريين.

أجرى الحوار: احمد ناجي

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد