الوضع في القوقاز يتجه نحو التعقيد بعد رفض موسكو مشروع قرار أممي
٢٠ أغسطس ٢٠٠٨رفضت روسيا أمس الثلاثاء (19 أغسطس/آب) مشروع قرار جديدا طرحته فرنسا على مجلس الامن الدولي يطلب من موسكو الالتزام بوقف اطلاق النار مع جورجيا وسحب كل قواتها من هذه الاراضي.
ويدعو مشروع القرار الذي عرضته فرنسا باسم اعضاء دول الاتحاد الاوروبي بدعم اميركي الى "سحب القوات الروسية فورا الى الخطوط التي كانت فيها سابقا قبل اندلاع النزاع (في 7 اب/اغسطس) وعودة القوات الجورجية الى قواعدها المعتادة". كما يؤكد مجددا "التزام كل الدول الاعضاء بسيادة واستقلال ووحدة اراضي جورجيا ضمن حدودها المعترف بها دوليا". وذلك حسب ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.
موسكو ترفض الاشارة إلى وحدة الأراضي الجورجية
لكن الجانب الروسي رفض أن يكون هناك اي اشارة الى وحدة اراضي جورجيا في نص القرار. حيث تعتبر موسكو انه بعد النزاع، اصبح من الواضح ان جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين لا تريدان ان تكونا جزءا من جورجيا. وقال السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان مشروع القرار لانه يشمل نقطتين فقط من النقاط الست التي وردت في اتفاق السلام الذي تفاوض بشانه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. واضاف تشوركين الذي تملك بلاده حق النقض ان خطة السلام التي تفاوض بشانها ساركوزي "يجب ان تعكس حرفيا في مشروع القرار".
وبموجب خطة ساركوزي فإن على القوات الجورجية ان تنسحب ايضا الى قواعدها المعتادة فيما تنسحب القوات الروسية الى الخطوط التي كانت متواجدة فيها قبل اندلاع النزاع. وتتولى قوات حفظ السلام الروسية تطبيق اجراءات امنية اضافية في انتظار ايجاد آلية دولية لذلك. واخيرا تنص الخطة على فتح حوار حول ترتيبات امنية من اجل ارساء الاستقرار في اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين.
ابخازيا واوسيتيا ترغبان اعلان استقلالهما
على صعيد آخر، وفي خطوة أخرى قد تزيد من تعقيد الأزمة في القوقاز، أعلن رئيس مجلس الاتحاد الروسي، أحد مجالس البرلمان الروسي، سيرغي ميرونوف اليوم الاربعاء (20 أغسطس/آب) ان المجلس "مستعد للاعتراف" باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين. كما تم الإعلان عن أن المجلس سيعقد يوم الاثنين القادم (25 أغسطس/آب) جلسة استثنائية لبحث مسالة الاعتراف باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين كما افادت وكالة الانباء الروسية ريا-نوفوستي.
وكان نائب رئيس البرلمان الابخازي فياتشيسلاف تسوغبا صرح لوكالة فرانس برس ان جمهورية ابخازيا الانفصالية الجورجية ستوجه دعوة لروسيا تطلب منها الاعتراف رسميا باستقلالها. جدير بالذكر أن اقليمي ابخازيا واوسيتيا يسعيان للانفصال عن جورجيا منذ التسعينات، قد تعززت مطالب الجمهورتين بعد هزيمة الجيش الجيورجي في الحرب القصير التي خاضها ضد القوات الروسية.
رايس تشن هجوما لفظيا على موسكو
ميدانيا قالت الأمم المتحدة إن القوات الروسية لا تزال مرابطة في مدينة جوري الواقعة في وسط جورجيا وكذلك في محيط هذه المدينة الرئيسية ، مشيرة إلى أن موسكو ربما لن تسحب طلائع قواتها من الأراضي الجورجية حتى أوائل الأسبوع المقبل. وصرح مسؤول في الأمم المتحدة قائلا إن "الجيش الروسي يقول في الوقت ذاته إن جورجيا لم تسحب قواتها كافة إلى قواعدها".
في الوقت نفسه وجهت وزيرة الخارجية بعضا من أقوى تعبيراتها لروسيا، حيث قالت في مقابلة مع شبكة تلفزيون سي.بي.اس أمس الثلاثاء إن روسيا أصبحت الطرف الخارج على القانون في الصراح بينها وبين جورجيا. وأضافت رايس قولها "انهم على الأرجح مازالوا عازمين على خنق جورجيا واقتصادها." كما أشارت رايس إلى تقارير عن استخدام روسيا ذخائر "ما كان ينبغي استخدامها"، في اشارة إلى زعم جماعة حقوق انسان روسية بأن موسكو أسقطت قنابل عنقودية على مناطق مأهولة بالسكان، وهو ما نفته موسكو.
جدير بالذكر أن حلف شمال الاطلسي قال بعد اجتماع طارئ لوزراء خارجية أعضاءه بإنه سيجمد كافة اتصلاته بموسكو حتى تنسحب كل القوات الروسية من جوجيا.