الوضع في مصر محور المحادثات الألمانية الإسرائيلية المرتقبة

يتوقع الخبراء أن تسيطر الأحداث الأخيرة في مصر على المحادثات التي تجريها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خلال زيارتها المرتقبة إلى إسرائيل لقيادة المشاورات الحكومية الألمانية-الإسرائيلية الثالثة، وتداعيات هذه التطورات على الوضع الأمني لإسرائيل في المنطقة. ومن المنتظر أن تلتقي ميركل، التي يتوقع أن تصل القدس اليوم الاثنين (31 يناير/ كانون ثاني)، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لإجراء محادثات تتضمن أيضاً عملية السلام المجمدة منذ شهور بين الجانبين الإسرائيلي الفلسطيني. ويصحب ميركل خلال زيارتها عدد من وزراء حكومتها. ومن المنتظر أن تواصل ميركل محادثاتها غداً الثلاثاء في إسرائيل، حيث ستلتقي في القدس بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، وزعيمة المعارضة تسيبي ليفني، وممثلين عن الأوساط الاقتصادية بين البلدين، لبحث قضايا التعاون الاقتصادي والبحث العلمي.

الأحداث في مصر وعملية السلام على الأجندة

من جهته أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس الأحد، في حديث لراديو ألمانيا، على أن بلاده لا تزال تراقب الوضع في مصر عن كثب، مطالباً الحكومة المصرية باحترام حريات مواطنيها وحقوق الإنسان أثناء التعامل مع المظاهرات. وأضاف فيسترفيله، المتواجد في تل أبيب حالياً: "نحن لا نقف مع أي طرف داخلي. نحن نقف مع قيم حقوق الإنسان، والديمقراطية، وحقوق المواطن، وحرية التظاهر والتعبير والصحافة. هذه قيم أساسية بني عليها النظام الديمقراطي في أوروبا. لهذا لا يجب أن يشكّ أحد في أننا لا نروج لهذه القيم في سياستنا الخارجية وأننا لا نساهم في أن يحترم العالم هذه القيم".

ويعتزم الوزير الألماني بعد عودته من إسرائيل إجراء مباحثات في مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بهدف إيجاد سياسة مشتركة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "إزاء العلاقة مع القيادة المصرية".

مخاوف إسرائيلية من تداعيات الأحداث المصرية على عملية السلام

وتخشى إسرائيل من تداعيات المظاهرات الاحتجاجية المناهضة لمبارك والمستمرة منذ أيام على إستراتيجيتها الأمنية في المنطقة، إذ تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير نشرته على موقعها الالكتروني بتاريخ أمس الأحد عما وصفته ب"التهديد بعيد الأمد (للوضع في مصر) للسلام بين إسرائيل وكل من الأردن ومصر، أهم حليف استراتيجي بعد الولايات المتحدة". وأضافت "من المحتمل أن يؤدي هذا إلى تغييرات في جيش الدفاع الإسرائيلي وإلى تدهور اقتصادي في إسرائيل".

ونقلت وكالة فرنس برس اليوم الاثنين عن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز تصريحاته للإذاعة العامة الإسرائيلية، إذ قال: "كنا نكن على الدوام الاحترام للرئيس مبارك ولا نزال، لكن ذلك لا يعني أن كل ما قام به كان صائبا". وأضاف بيريز "لكنه قام بشيء نحن ممتنون له فيه، وهو الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط".

(ي.أ/ دويتشه فيله/ د.ب.أ)

مراجعة: شمس العياري