انتقادات أممية وأوروبية لحظر المآذن في سويسرا ...وبيرن "قلقة"
١ ديسمبر ٢٠٠٩قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة، نافي بيلاي، إن حظر بناء مآذن المساجد في سويسرا ينطوي على "تمييز واضح" وبأنه كان نتيجة لحملة انتخابية قامت على "تأجيج الخوف". وتابعت المسؤولة الدولية قائلة في بيان إن حظر بناء المآذن في سويسرا "قرار تمييزي ويقسم بعمق" المجتمع، كما ينذر بوضع سويسرا في "تناقض مع التزاماتها الدولية" في مجال حقوق الإنسان.
وأضافت قائلة "أنا مترددة في التنديد بتصويت ديمقراطي لكني لا أتردد لحظة في التنديد بحملات تؤجج الخوف من الأجنبي في العديد من البلدان بينها سويسرا، أدت إلى مثل هذه النتائج". وقالت إن "السياسات القائمة على كراهية الأخر وعدم التسامح مثيرة للقلق حيث ما كانت"، منددة بصفة خاصة بـ"التوجه المثير جدا للقلق" الذي أظهرته "ملصقات تنطوي على كراهية للأجانب استخدمت في سويسرا خلال هذا الاستفتاء وحملات أخرى حديثة استهدفت طالبي اللجوء أو المهاجرين عموما. وكان متحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة قد أعلن أمس الاثنين أن الأمم المتحدة تعتزم مراجعة شرعية الحظر.
من جانبه أعتبر الأمين العام لمجلس أوربا، توربيورن ياجلاند، أن قرار حظر المآذن في سويسرا يتعارض مع الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان. ياجلاند قال في تصريحات له في مدينة ستراسبورج الفرنسية اليوم إن حظر بناء المآذن يمس حرية التعبير والعقيدة إضافة ويتعارض مع قوانين حظر التمييز، معربا عن شكوكه حول ما إذا كان ينبغي أن تطرح حقوق أساسية لاستفتاء شعبي. من ناحيتها، طالبت المفوضية الأوربية لمكافحة العنصرية وعدم التسامح سويسرا بضرورة إيجاد حل يتوافق و ينسجم مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
مخاوف سويسرية
في هذه الأثناء قالت وزيرة خارجية سويسرا ميشلين كالمي- ري أمام اجتماع المجلس الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أثينا "إن كل إساءة لتعايش مختلف الثقافات والديانات يعرض أمننا للخطر. لان الاستفزاز قد يستدعي استفزازات أخرى والإهانة تؤجج التطرف". وأضافت "نحن قلقون بسبب هذا التصويت" للناخبين السويسريين. وفسرت الوزيرة تصويت مواطنيها هذا بأنه "رد فعل انطوائي ودفاعي في ظرف يتميز بالعولمة وأزمة اقتصادية وتنامي البطالة". وأعربت عن أسفها لان "حرية ممارسة الديانة الإسلامية تم التضييق عليها في مستوى تعبيراتها العلنية". ولاحظت انه "يعود للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (اذا ما تم اللجوء اليها) تقرير مدى ملاءمة الإجراء الدستوري السويسري الجديد مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان".
إنتقادات ألمانية
وفي ألمانيا أعرب وزير الاندماج في ولاية شمال الراين ويستفاليا، أرمين لاشيت، عن معارضته لإخضاع القضايا الدينية بشكل عام للاستفتاء. وأضاف الوزير في تصريح نشرته صحيفة "نويه أوسنابروكر تسايتونج" اليوم الثلاثاء أن هناك العديد من الأمور اختلطت في ذهن المشاركين في الاستفتاء السويسري من بينها الخوف من التطرف والزواج القسري وفقدان فرص العمل.
أما حزب الخضر الألماني المعارض فقد انتقد نتيجة الاستفتاء، حيث قال المتحدث في شئون السياسة القانونية في الكتلة البرلمانية للحزب، يرتسي مونتاج، في تصريحات لإذاعة "دويتشلاند راديو كولتور" اليوم، إن هذا الاستطلاع يعد "تعديا واضحا على حرية الأديان وفقا للمبادئ الألمانية"، مشيرا إلى أنه من غير الممكن إخضاع مثل هذا الموضوع لاستفتاء في ألمانيا. من جهته، وجه رئيس اللجنة العليا للكاثوليك الألمان، الويس جلوك انتقادا شديدا للاستفتاء وقال في تصريحات لنفس الإذاعة إن هذا الاستفتاء من شأنه أن يضر بالتعايش بين المواطنين. مفوض الاندماج في مدينة برلين جونتر بينينج، حذر من أن يتم تهميش الإسلام في ألمانيا، مشددا على ضرورة الاعتراف بالإسلام كديانة مثلها مثل الديانات الأخرى. وأعتبر في الوقت ذاته أن بناء المآذن ليس هو ما يهدد التعايش في مناخ ديمقراطي وإنما وجود جماعات تسعى إلى الحد من حقوق المواطنين الأساسية في ممارسة حرية العقيدة.
تركيا تعرب عن "خيبة أملها"
وزارة الخارجية التركية أعربت عن "خيبة أملها" إزاء نتائج الاستفتاء السويسري، وقالت في بيان لها "إن القرار يعد تطورا خطيرا مناهضا للقيم الإنسانية الأساسية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان الأساسية التي تحمل أهمية كبيرة للهدوء المجتمعي والسلام. ووصف الرئيس التركي عبد الله جول في حديثه إلى الصحفيين اليوم، في طريقه إلى زيارة رسمية إلى الأردن، حظر بناء المآذن السويسرية بأنه "عار على السويسريين." وأنه "يتعين مراقبة تلك القضية بشكل جاد. إنه عنصر لافت للنظر لما نصفه بكراهية المسلمين.
( ه إ/ د ب أ/ رويترز/ أ.ف.ب)
مراجعة: عبده المخلافي