"برامج التخويف" وسيلة القراصنة للإيقاع بضحاياهم
١٣ فبراير ٢٠١١عندما شاهدت كريستيان رسالة على شاشة الكمبيوتر تفيد بأن بريدها الإليكتروني مصاب بالفيروسات، أصيبت بالذعر حيث أنها تعمل في مجال الترجمة وتعتمد بالكامل على الكمبيوتر الخاص بها كوسيلة لكسب الرزق. وتقول كريستيان "اعتقدت أن الكمبيوتر سيتوقف عن العمل بين لحظة وأخرى" ، وبادرت على الفور بتحميل برنامج مكافحة الفيروسات الذي كان مرفقا برسالة التحذير التي طالعتها على الشاشة.
ولكن الشيء الذي لم تكن تعرفه كريستيان هو أن هذه الرسالة كانت مزيفة تماما مثل البرنامج الزائف الذي قامت بتحميله وأنها سقطت ضحية لأحد "برامج التخويف"، التي تعتمد كما هو واضح من الاسم ذاته على مبدأ إخافة مستخدم الانترنت ودفعه للبحث عن وسيلة للدفاع.
التحلي بالحذر
ويسعى قراصنة الانترنت إلى إشاعة الخوف من خلال تحذيرات مزيفة عن وجود فيروسات ثم يعرضون برنامج باهظ الثمن وعديم الجدوى كحل لعلاج هذه المشكلة المصطنعة. ولا يوجد سوى حل واحد لعلاج مشكلة "برامج التخويف" ألا وهو تحلي المستخدم بالحذر والتشكك دائما في الرسالة التي يتلقاها عبر البريد الإليكتروني. ويوضح كانديد فوست وهو خبير في فيروسات الكمبيوتر يعمل بشركة "سيمانتيك" إن برامج التخويف عادة ما تكون مجانية ولكنها دائما ما تكون مصحوبة بعروض لتحميل إصدارات إضافية مقابل ثلاثين أو أربعين يورو.
وكشفت دراسة أجراها المكتب الألماني لأمن المعلومات أن ستين بالمائة من المشاركين في الدراسة كانوا يعلمون بوجود خطر "برامج التخويف" وأن تسعة بالمائة منهم سقطوا ضحية لهذه الحيلة. ويستخدم قراصنة الانترنت ثغرات أمنية في بعض المواقع الإليكترونية لنشر برامج التخويف التي يبتكرونها.
القاعدة الذهبية لمواجهة برامج التخويف
ويوضح فوست أسلوب عمل قراصنة الانترنت قائلا إنهم "يستطيعون دس رمز صغير يظهر في أسفل صفحة الموقع الإليكتروني، وإذا ما دخل متصفح ما هذا الموقع، فإنه يتلقى الرسالة التحذيرية بشكل تلقائي. وأصبح باستطاعة هؤلاء القراصنة دس برامج التخويف في مواقع محترمة ولكنها لا تنتهج إجراءات أمنية كافية.
وكانت كريستيان تستعرض أحد القواميس الإليكترونية على شبكة الانترنت عندما تلقت الرسالة التحذيرية الزائفة. وتقول كريستيان "إنني لست خبيرة في مجال الكمبيوتر ، حيث أن الكمبيوتر يمثل بالنسبة لي مجرد جهاز .. وأتصور أن هذه الخدعة يمكن أن تنطلي على الكثيرين". وينصح المكتب الألماني لأمن المعلومات بإتباع القاعدة الأولى لمكافحة برامج التخويف وهي "لا تثق أبدا في أي عروض برامج تصلك من مصدر غير موثوق فيه".
(ع.ج.م/ د ب أ)
مراجعة: منصف السليمي