برامج الدردشة في الهواتف الذكية تجعل الرسائل النصية من الماضي
٢٥ أكتوبر ٢٠١١بالسرعة نفسها وبالبساطة نفسها، يمكنك أن ترسل رسالة نصية قصيرة من برامج الدردشة الجديدة، لكن الفرق الوحيد عن تلك المرسلة من الهواتف المحمولة هو أنه يمكن إرسالها مجاناً. عن ذلك تروج شركة وتس أب WhatsApp في إعلاناتها قائلة: "نقدم برنامج دردشة للهواتف النقالة يمكنك من خلاله أن تبعث الرسائل النصية القصيرة مجاناً". وبهذا فهي تنكأ جرح شركات خدمة الهاتف النقال، التي تختلف أجور استخدام خدمة الرسائل النصية القصيرة فيها من شركة إلى أخرى. ومنذ وقت طويل يمكن لبرامج الدردشة المخصصة للهواتف الذكية أن تقدم كل ما يمكن أن تقدمه الرسائل النصية القصيرة من خدمات، بل وأكثر من ذلك. إذ أن الرسائل المرسلة بواسطة هذه البرامج لا تتحدد بحجم مثيلاتها من الهواتف النقالة والبالغ 160 حرفاً، وهي بطبيعة الحال مجانية مهما طالت وزاد حجمها.
ويتوقع الخبراء في مجال خدمة الهواتف النقالة، ومنهم رومان فريدريش من القسم الاستشاري لشركة بوز أند كومباني، أن نحو 40 في المائة من مجمل الرسائل المرسلة من الهواتف المحمولة في سائر أنحاء العالم ستستحوذ عليه برامج الدردشة خلال السنوات الأربعة القادمة.
زيادة ملحوظة
أخذ عدد برامج أو تطبيقات الدردشة للهواتف الذكية يزداد بشكل ملحوظ، إذ بات المهتمون يفاجئون بين الحين والآخر ببرامج جديدة، ومنها بلينغر Plinger وتكست مي TextMe وكيك Kik، ولا يكلف تحميل هذه البرامج عادة سوى أقل من يورو واحد أو أنها تكون مجانية في أحيان أخرى.
وقبل فترة وجيزة فقط أعلن موقع التواصل الاجتماعي العملاق فيسبوك عن بدء العمل ببرنامجه الخاص بالدردشة في ألمانيا، ويمكن لهذا البرنامج أن يُنصب على هواتف بلاكبيري وأندرويد وأي فون. لكن شركة آبل الأمريكية تقدم ببرنامجها أي مسيج iMessage منذ الصيف الماضي أيضاً برنامج الدردشة الخاص بها والمدمج بنظام التشغيل آي أو أس. أما بلاكبيري فحازت على إقبال مستخدمي الهواتف الذكية ببرنامجها بلاكبيري مسنجر Blackberry Messenger. ولا يدفع مستخدمو هذه البرامج سوى ثمن الاتصال بشبكة الإنترنت فقط، وهي أجور عادة ما تكون ثابتة باشتراك شهري.
عن ذلك يقول المتحدث باسم شركة تيليكوم: "بالنسبة لبعض الشركات العاملة في مجال الاتصالات تشكل هذه البرامج تحدياً بالتأكيد". وفي اتحاد شركات خدمات الاتصالات يتم تتبع ثورة برامج الدردشة هذه باهتمام كير، كما يؤكد مدير الاتحاد يورغن غروتسنر، الذي يضيف قائلاً: "من المؤكد أننا نشهد هنا نشوء مجموعة، تزداد قابلية على منافسة الرسائل النصية القصيرة التقليدية".
إقبال كبير
لكن على الرغم من ذلك فإنه يبدو أن الوقت لم يحن بعد لكي تنال هذه البرامج من خدمة الرسائل النصية القصيرة للهواتف المحمولة، فبحسب تقديرات اتحاد شركات خدمات الاتصالات لعام 2011 يتم إرسال 116.9 مليون رسالة من الهاتف المحمول في ألمانيا وحدها، وهو رقم يزيد عن كل الأعوام السابقة. عن ذلك يقول فريدريش: "إن الرسالة النصية القصيرة أثبتت كفاءتها، فهي مباشرة والإقبال عليها كبير جداً. لذلك يجب ألا نخشى اختفاءها. من جانبهم يقول المسؤولون في شركة تيليكوم للاتصالات إنهم على قناعة تامة من أنه " لا يمكن الاستغناء تماماً عن الرسالة النصية القصيرة في المستقبل القريب". ويعود هذا الأمر أيضاً إلى أحد عيوب برامج الدردشة الكبيرة، وهو أنه ليس كل البرامج يمكنها أن ترسل وتستقبل بين مختلف مزودي الهواتف الذكية، وقبل ذلك يجب أن يقتني المستخدم هاتفاً ذكياً في البدء. وبحسب تقديرات اتحاد بيتكوم فإن الهواتف الذكية تشكل ثلث الهواتف المباعة في ألمانيا في الوقت الراهن. "لكن هذه النسبة مرشحة للزيادة، الأمر الذي سيزيد من منافسة برامج الدردشة للرسائل النصية القصيرة"، كما يقول فريدريش محذراً من أن على شركات الاتصال أن تلفت لهذا الأمر أيضاً.
أرباح خيالية
ويقول بعض الخبراء في مجال الاتصالات أن الرسائل النصية القصيرة تدر أرباحاً كبيرة على شركات الاتصالات، إذ يدفع مستخدمو الهواتف التقليدية أجوراً تصل إلى عشرين سنتاً للرسالة الواحدة في ألمانيا، كما انتشرت في السنوات الأخيرة إمكانية الاشتراك المفتوح لبعث الرسائل من الهتاف المحمول. مقابل ذلك لا تكلف هذه الخدمة شركات الاتصال كثيراً، فبحسب دراسة حديثة لأستاذ المعلوماتية في جامعة ووترلو الكندية، سرينيفاسان كيتشف، استندت على حجم نقل البيانات لشركات الهتاف المحمول الأمريكية، فإن الرسالة الواحدة لا تكلف الشركة أكثر من 0.3 سنت دولار (أي قرابة 0.2 سنت يورو). وهذا يعني أن الشركة تحقق ربحاً يصل إلى 80 بالمائة للرسالة الواحدة.
وفي ألمانيا تشكل أرباح شركات الاتصالات، المتأتية من خدمة الرسائل النصية القصيرة قرابة 10 بالمائة من مجمل أرباحها السنوية، كما يقول رومان فريدريش.
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: عبده جميل المخلافي