برلين تطالب روسيا بانسحاب "فوري وكامل" من جورجيا
٢٤ أغسطس ٢٠٠٨نفت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التقارير الصحفية حول اقتراحها عقد مؤتمر إقليمي للدول المجاورة لجورجيا من دون مشاركة روسيا، حيث أكدت عدم إمكانية التوصل إلى حل سياسي في صراع القوقاز من دون موسكو. وقال توماس شتيج نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل أبلغت اقتراحها هذا للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بصفته الرئيس الدوري الاتحاد الأوروبي لإجراء المشاورات بهذا الخصوص خلال الأسابيع المقبلة.
وقال شتيج إن عقد مثل هذا المؤتمر يأتي في إطار سياسة حسن الجوار التي يتبعها الاتحاد الأوروبي بهدف دعم الاستقرار الاقتصادي وإعادة الإعمار وتقديم المساعدات لجورجيا مع السماح للدول المجاورة أيضا بالمشاركة في المؤتمر. ومن المتوقع أن يضم هذا المؤتمر الدول المحاذية لجورجيا وتلك الواقعة في جنوب القوقاز مثل ارمينيا واذربيجان وتركمانستان.
مطالبة بانسحاب فوري
من ناحية أخرى، طالبت الحكومة الألمانية روسيا بسحب قواتها "بشكل كامل" من الأراضي الجورجية ، حيث ذكر شتيج اليوم السبت أن المعلومات المتوفرة تشير فقط إلى بدء القوات الروسية الانسحاب من جورجيا دون إتمامه بشكل كامل. وشدد المتحدث على أن بلاده تنتظر من موسكو التنفيذ العاجل والكامل للاتفاق الذي وقعه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والذي ينص على سحب القوات بالكامل إلى الخطوط السابقة قبل اندلاع المعارك العسكرية بين الجانبين بما في ذلك الانسحاب من الطرق التي تربط بين غرب وشرق جورجيا وضمان إعادة حرية الحركة في هذه الطرق. وتأتي هذه المطالبة العاجلة بالانسحاب بعد اتصال هاتفي بين المستشارة ميركل والرئيس الجورجي، ميخائيل ساكاشفيلي، الذي أكد بطء الانسحاب الروسي.
وفي سياق ذي صلة ناشد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في حديث لصحيفة "فرانكفورتر ألجماينة زونتاجس تسايتونج" التي تصدر غدا الأحد، روسيا الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار "بشكل تام" وطالب في الوقت نفسه التوصل لآلية دولية لوضع مزيد من الإجراءات الأمنية موضع التنفيذ.
انتقادات واعترافات
وأما على الجانب الروسي فقد اتهمت موسكو الحلف الأطلسي اليوم باتخاذ نقل لمساعدات الإنسانية إلى جورجيا ذريعة لزيادة قواته البحرية في البحر الأسود. وفي هذا السياق قال مساعد رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال اناتولي نوغوفيتسين: "تحت غطاء إرسال المساعدات الإنسانية تواصل دول الحلف الأطلسي زيادة قواتها البحرية". وكان الحلف الأطلسي قد أعلن عن بدء "تمارين روتينية" في البحر الأسود، تشارك فيها سفن أميركية وأسبانية وبولندية وألمانية، الأمر الذي أثار استياء قيادة الأركان الروسية.
من جهة أخرى اعترف رئيس جورجيا بأنه فوجئ بحجم الرد الروسي ونقل عنه قوله "لم يكن بوسعي تخيل بأنه سيكون بمثل هذا العدوان الضخم". كما دعا الرئيس ساكاشفيلي إلى نشر قوات حفظ سلام دولية في منطقة الصراع حول إقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليين . وقال الرئيس الجورجي خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي في بلاده "الحفاظ على وحدة أراضي جورجيا أمر مستحيل إذا لم يجر تدويل قوات حفظ السلام". يذكر أن اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليين يعارضان نشر قوة حفظ سلام دولية، وهو الأمر الذي يخضع حاليا للبحث من جانب الاتحاد الأوروبي .