مصر تهدم نصف مدينة رفح
٧ فبراير ٢٠١٥منذ عقود ومدينة رفح الحدودية مقسمة إلى قسمين: نصفها تابع لمصر، والنصف الآخر لقطاع غزة. عائلات كثيرة تفرقت بسبب ذلك. DW زارت المنطقة لتتعرف على أحوال الناس، بعد القرار المصري هدم الجانب المصري لرفح.
عائلة يوسف قشطة التي تقطن مدينة رفح، هي من بين العائلات الموزعة على الجانبين المصري والفلسطيني. فيوسف يعيش في جنوب قطاع غزة، ومن هناك يعصر الحزن قلبه على ما يجري على الجانب الآخر. أثناء زيارة DW لمنزل يوسف تهتز الجدران من دوي الانفجارات. هذا الأمر يحدث منذ عدة أسابيع وقد أصبح عاديا بالنسبة ليوسف.
ومن على سطح المنزل يتحدث يوسف عن أقاربه على الجانب الآخر: "قريبتي تعيش هناك إلى جانب المسجد. وخلف المسجد توجد المدرسة. إنها مدرسة طفولتي. فلقد ولِدْتُ عام 1963 وحين دخلت المدرسة كان كل شيء هنا تحت السيطرة الإسرائيلية. ولم تكن هناك آنذاك حدود في مدينة رفح". المدرسة والمسجد يمكن رؤيتهما جيدا خلف الحدود، لأن الجيش المصري قد فجر جميع المنازل الأخرى. ويوضح يوسف أن السلطات قد أجبرت قريبته على مغادرة البيت والمنطقة، موضحا أنها حصلت على تعويض مالي، وبعض سكان الجانب المصري من مدينة رفح توجهوا إلى العريش والبعض الآخر إلى القاهرة.
مصر تريد خلق منطقة عازلة على حدودها بهدف وقف التهريب والهجمات المسلحة على الجانب المصري. ففي نهاية شهر يناير/ كانون الثاني قام إرهابيون بقتل 30 جنديا ومدنيا مصريا. الفلسطينيون في غزة تابعوا خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي وصف ذلك العمل بالمجزرة، مشددا على أن سيناء تابعة لمصر.
وتحمل مصر من جانبها مسؤولية جزئية لحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، متهمة إياها بلعب دور في التصعيد الدائر حاليا في شبه جزيرة سيناء. يوسف يقول في هذا الصدد: "هم (أي مصر) لديهم مشاكل مع الإسلاميين. ففي أوقات مبارك ومرسي سمحوا لنا بحفر الأنفاق. وحاليا لديهم مشاكل ويغلقون الأنفاق والحدود ويعاقبون الجميع. هذا ليس عدلا. المدنيون يدفعون الثمن ويعانون".
قريبة يوسف التي كانت تعيش في رفح المصرية، توجهت إلى مدينة العريش. وتعاني الآن - وهي أرملة وأم لتسعة أولاد- من مشكلة، لأنها بحاجة إلى نقود لشراء أرض جديدة. فالتعويض المالي الذي قدمته السلطات مخصص فقط لشراء مواد البناء للمنزل الجديد.
هذا الوضع البائس في المنطقة قد يؤدي إلى تقوية شوكة الجماعات المسلحة في سيناء، وهو الأمر الذي تريد الحكومة المصرية إيقافه .
والوضع في الجزء الفلسطيني من القطاع ليس أفضل. فيوسف يحاول إرسال أبنائه إلى أوربا. واحد من أبنائه نجح بالفعل من الخروج ووصل إلى الجانب الأوربي من البحر المتوسط عبر سفينة أبحرت من ليبيا. ويوضح يوسف، الذي كان يعمل في الشرطة: "الأولاد ليس لديهم عمل والوضع الاقتصادي في غزة سيء. وطالما أن حماس مسيطرة على الوضع فلن يتغير شيء".
وبينما يستمر الهدم على الجانب المصري، يشاهد المرء خيمتين كبيرتين على الجانب الفلسطيني. خيمتان عريضتان، يجري تحتهما حفر أنفاق. وهذه المرة يتم التخطيط لتكون الأنفاق ممتدة لمسافة أطول تحت الأراضي المصرية.