بوادر مواجهات عسكرية في الصومال وبرلين تطالب العرَب بالتحرك
٣١ يوليو ٢٠١١طالب ديرك نيبل وزير التنمية الألماني يوم الأحد (31 يوليو / تموز 2011) الأطراف المتصارعة في الصومال بالحوار على خلفية المأساة الإنسانية في الصومال من أجل إعادة الاستقرار في البلد الذي يعاني من مجاعة تنذر بموت ملايين الأشخاص. وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قال نيبل إن من المهم أن يبحث الاتحاد الأفريقي عن إجراء حوار سياسي مع ميليشا حركة الشباب المتشددة، "لكن هذا لا يعني الاعتراف بها سياسيا، ولكن لابد من الاعتراف بحقيقة أنها تمارس عنفا عسكريا في أجزاء واسعة من الصومال".
بوادر توتر عسكري
وكانت أعلنت القوات الحكومية الصومالية عزمها تنفيذ ضربات عسكرية ضد الميليشات المتشددة في العاصمة الصومالية مقديشو. وقال قائد القوات الحكومية الصومالية لموقع شيبيل الصومالي على الإنترنت إنه" سيتم القيام بضربات حاسمة ضد ميليشا حركة الشباب المتشددة" في البلاد. وبررت القوات الأفريقية، البالغ عددها تسعة آلاف جندي والحامية للحكومة الصومالية الانتقالية، هجماتها المشتركة المعتزم تنفيذها على حركة الشباب: "بحماية اللاجئين الجياع". واتهم المتحدث باسم جيش القوات الأفريقية حركة الشباب بصدّ اللاجئين الجياع الطالبين للمساعدات الإنسانية وبإرجاعهم إلى مناطقهم الجافة.
ويزيد استئناف المعارك العنيفة في مقديشو الوضع تعقيداً، ويهدد بوقف الجسر الجوي لنقل المساعدات الإنسانية. وأكدت حركة الشباب مؤخرا أن أعضاءها يتصدون "بنجاح" لعواقب الجفاف الذي يضرب المناطق الواقعة تحت سيطرتهم في الصومال والذي يستغله "الأجانب" لغايات سياسية. ونزح إلى العاصمة الصومالية مقديشو حوالي مئة ألف إنسان من أصل ما لا يقل عن أربعة ملايين من المهددين بالمجاعة والمتضريين بسبب الجفاف، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ألمانيا تدعم الحوار
وفيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار في الصومال قال ديرك نيبل وزير التنمية الألماني لوكالة الأنباء الألمانية إن من الضروري البحث خلال الحوار بين الأطراف المتصارعة عن الأقاليم التي يمكن العمل فيها. كما يجب مراعاة توفير منفعة للميليشيات المسيطرة على هذه الأقاليم. ما يعني أن الاتحاد الأفريقي بوصفه المنظمة المختصة عليه أن يحاول الدخول في حوار مع القوى المعتدلة من أجل تحسين الموقف المعيشي والبنى التحتية على غرار ما يحدث مع طالبان أفغانستان.
كما طالب نيبل الاتحاد الأفريقي بتوفير قوات لتأمين المجال الجوي فوق العاصمة مقديشيو والمطار من أجل إنشاء جسر جوي لمساعدة السكان، مؤكدا على ضرورة استمرارية عمل الجسر الجوي. الأمر الذي يتطلب تأمين المجال الجوي فوق مقديشو ومطارها وهذه مهمة القوات التابعة للاتحاد الأفريقي.
وأعرب الوزير الألماني عن اعتقاده بأن عملية تقديم مساعدات للصومال لا تسير بالجودة التي يجب أن تسير عليها. وأرجع هذه المشكلة إلى ميليشيا الشباب التي تعيق طرق توصيل المساعدات بالإضافة إلى ضخامة عدد المتضررين من المجاعة في الصومال.
ألمانيا تطالب الدولة العربية الغنية بمساعدة الصومال
وطالب وزير التنمية الألماني ديرك نيبل الدول العربية الغنية بإرسال مساعدات إلى الصوماليين الذين يواجهون خطر المجاعة. وقال: "لم نسمع شيئا حتى الآن من هذه الدول ... إنني متعجب جدا من أن كافة التعهدات بالمساعدة قادمة من أوروبا وشمال أفريقيا" ، مضيفا أنه حتى الدول المتضررة مثل كينيا وأثيوبيا وأوغندا مستعدة للمشاركة في المساعدة". وأضاف الوزير: "لم يتضح حتى قيام الدول العربية الغنية بتقديم مساعدات لأشقائهم في الصومال. أرى ذلك أمرا مثيرا للقلق بشدة وأتساءل أين الإنسانية هنا". وناشد نيبل الدول الخليجية ، خاصة السعودية "القيام بمسئوليتها والمساهمة بإمكانياتها المالية الكبيرة في الحيلولة دون سقوط الفقراء في الصومال والدول المجاورة فريسة للموت جوعا".
وأعلن البابا بنديكتوس السادس عشر الأحد أن العالم "يجب ألا يبقى غير مبال" أمام المجاعة والجفاف اللذين يهددان 12 مليون شخص في القرن الأفريقي. وأضاف:"الكثير من إخواننا وأخواتنا في القرن الأفريقي يعانون من العواقب المأساوية للمجاعة التي تفاقمت بسبب الحرب وغياب مؤسسات مستقرة". وبحسب الأمم المتحدة قضى عشرات آلاف الأشخاص في الأسابيع الماضية في شرق أفريقيا ضحايا أسوأ جفاف تشهده المنطقة منذ 60 عاما ويطال المنطقة برمتها.
(ع.م / د ب أ / أ ف ب)
مراجعة: حسن زنيند