بيان أمريكي-أوروبي يحث على تجنب التصعيد في الشرق الأوسط
١٢ أغسطس ٢٠٢٤أعلن البيت الأبيض الاثنين (12 آب/أغسطس 2024) أن إيران قد تشن هجوما "كبيراً" على إسرائيل هذا الأسبوع، في وقت بحث الرئيس الأمريكي جو بايدن الأزمة مع قادة أوروبيين.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحافيين: "علينا أن نكون على استعداد لما يمكن أن تكون مجموعة هجمات كبيرة". وأضاف "نتشارك مع نظرائنا الإسرائيليين ذات المخاوف والتوقعات في ما يتعلّق بالتوقيت - قد يتم (الهجوم) هذا الأسبوع".
جاءت تصريحات كيربي في وقت أمرت الولايات المتحدة بتسريع إيصال حاملة طائرات وغواصة صواريخ موجّهة إلى المنطقة دعماً لإسرائيل.
وتعهّدت إيران وحزب الله الرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران والقائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية في بيروت. ويشار إلى أنّ إسرائيل اعترفت بوقوفها وراء مقتل القيادي العكسري في حزب الله لكنها لم تصدر أي تصريحات رسمية حتى الآن بشأن اغتيال هنية.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بالإضافة إلى عدة دول عربيية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
"الدفاع عن إسرائيل"
واتصل جو بايدن الاثنين بقادة ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا لبحث التوتر، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وأضاف أن هدف الاتصال كان "إلى حد كبير تكرار ما قاله جميع القادة سابقاً في ما يتعلّق بالتأكيد على الدفاع عن إسرائيل" ومن أجل "توجيه رسالة قوية مفادها أننا لا نرغب برؤية أي زيادة في العنف وأي هجمات من قبل إيران ووكلائها".
وقال زعماء الدول الخمس في بيان مشترك أصدره البيت الأبيض اليوم الاثنين إنهم يؤيدون دعوة من الولايات المتحدة وقطر ومصر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة للتوصل لاتفاق في أقرب وقت ممكن.
كما دعا القادة إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس فيما يتوقع أن تجري مفاوضات صعبة الخميس تهدف لوضع حد للنزاع الذي اندلع عندما هاجمت الحركة الفلسطينية إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وجاء الاتصال بعد وقت قصير على عودة بايدن إلى المكتب البيضاوي بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة في منزله المطل على البحر في ديلاوير. وطرح بايدن اقتراحاً لوقف إطلاق النار على ثلاث مراحل خلال خطاب ألقاه في 31 مايو/أيار.
وتحاول واشنطن والوسطاء في المنطقة منذ ذلك الحين التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
بيد أنّ جهود الدول الثلاث، الولايات المتحدة ومصر وقطر تواجه عقبات متكررة.
شولتس يدعو إيران إلى التهدئة
وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد دعا إيران إلى العمل على تجنيب منطقة الشرق الأوسط المزيد من التصعيد العسكري.
ونقل متحدث حكومي ألماني عن شولتس قوله خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه يجب كسر دوامة العنف في المنطقة الآن، لافتا إلى أن أي شيء آخر ينطوي على خطر لا يمكن التنبؤ به بالنسبة لدول المنطقة وشعوبها.
وأضاف المتحدث أن شولتس أعرب خلال الاتصال عن قلقه الكبير حيال إمكانية نشوب صراع واسع النطاق في المنطقة، وأوضح أنه يجب الآن تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، وقال: "هذا سيكون بمثابة إسهام مهم في خفض التصعيد الإقليمي".
الرئيس الإيراني يؤكد على "حق بلاده" في الرد
وفي المقابل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الاثنين بأن لبلاده "حق الرد" على أي هجوم يستهدفها، بعد دعوة المستشار الألماني شولتس إلى تجنّب التصعيد في ظل ارتفاع مستوى التوتر بين إيران وإسرائيل.
وقال بزشكيان وفق بيان نشرته وكالة "إرنا" في نسختها العربية بعد اتصال هاتفي مع شولتس إن "إيران ترحب بتطور التفاعل مع كافة الدول والتأكيد على حل المشاكل عبر التفاوض، لكنها لن تخضع أبداً للضغوط والحظر والبلطجة والعدوان، كما ترى بأن من حقها الرد على المعتدين وفق المعايير الدولية".
خ.س/ أ.ح/ ع.ج (أ ف ب، رويترز)