تاريخ الألعاب الأولمبية الصيفية منذ الحرب العالمية الثانية - الجزء الثاني
٤ أغسطس ٢٠٠٨في الجزء الثاني من سلسلة مقالاتنا عن تاريخ دورات الألعاب الأولمبية نتناول بزوغ نجم أسطورة الملاكمة العالمية محمد علي كلاي في أولمبياد روما 1960، والذي ترك بصمات واضحة على تاريخ هذه الرياضة. كما نستعرض أحداث أولمبياد طوكيو 1964، التي شهدت إدراج رياضتين جديدتين للبطولة، هما الجودو والكرة الطائرة. إضافة إلى مجريات أولمبياد مكسيكو سيتي 1968، التي شهدت تحطيم العديد من الأرقام القياسية السابقة.
أولمبياد روما 1960: بزوغ نجم الأسطورة محمد علي كلاي
وعادت الدورات الأولمبية مجدداً إلى القارة الأوروبية الممثلة بالحلقة الزرقاء في الشعار الأولمبي، إذ استضافت دورة إيطاليا 1960 بمشاركة 5348 لاعباً من 83 دولة. وحققت دورة روما نجاحاً هائلاً، فهي الدورة الأولمبية الأولى، التي بدأ نقل وقائعها تلفزيونياً. وتراجعت ألعاب القوى الأمريكية في هذه الدورة، كما شهدت بزوغ نجم أسطورة الملاكمة كاسيوس مارسيليوس كلاي (محمد علي كلاي) الفائز بالميدالية الذهبية لمسابقة وزن خفيف الثقيل. وشهدت الدورة أيضاً آخر مشاركة لجنوب أفريقيا قبل أن تفرض عليها عقوبة الإيقاف عن المشاركة في الدورات الأولمبية حتى عام 1992 بسبب سياسة العزل العنصري بين البيض والسود التي طبقتها الحكومة في جنوب أفريقيا. وحافظ الاتحاد السوفيتي على لقب الدورة برصيد 43 ذهبية مقابل 34 ذهبية للولايات المتحدة، التي احتلت المركز الثاني مجددا.
أولمبياد طوكيو 1964: إدراج رياضتين جديدتين
وفي عام 1964 حظيت اليابان بشرف تنظيم أول دورة ألعاب أولمبية في القارة الصفراء، بمشاركة 5140 لاعبا مثلوا 94 دولة. وفي هذه الدورة تم إدراج رياضتي الجودو والكرة الطائرة لأول مرة ضمن المنافسات الأولمبية. وأنفقت اليابان ثلاثة مليارات دولار لتجديد طوكيو وتجميلها بعد أن دمرتها الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من التنظيم الرائع والمنشآت الحديثة، التي منحت المشاركين سعادة بالغة، تلقت اليابان صدمة كبيرة بفوز الهولندي أنطون جيسينج على الياباني أكيو كاميناجا في نهائي الجودو للوزن المفتوح. واستعادت الولايات المتحدة سيطرتها على الميداليات الأولمبية وحلت في المركز الأول برصيد 36 ذهبية مقابل 30 ذهبية للاتحاد السوفيتي و16 ذهبية لليابان.
أولمبياد مكسيكو سيتي 1968: تحطيم أرقام قياسية سابقة
أما دورة الألعاب الأولمبية الـ19 فأقيمت في مكسيكو سيتي عام 1968. وشهدت الدورة تحطيم العديد من الأرقام القياسية العالمية في منافسات ألعاب القوى، كما فرض العداءون الأفارقة هيمنتهم على سباقات المسافات الطويلة والمتوسطة. وكانت أبرز أحداث الدورة هي استبعاد كلا من الأمريكيين تومي سميث وجون كارلوس الفائزين بذهبية وبرونزية سباق العدو 200 متر من فعاليات الدورة بسبب أدائهما تحية سياسية، إذ رفع الاثنان أيديهما بقفازات سوداء في إشارة إلى قوة حركة السود. كما انتقدت اللاعبة التشيكوسلوفاكية فيرا كاسلافسكا الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا، بالإضافة لفوزها بأربع ذهبيات في تلك الدورة. وتوجت الولايات المتحدة مرة أخرى بلقب الدورة باحتلال المركز الأول في جدول الميداليات برصيد 33 ذهبية مقابل 29 ذهبية للاتحاد السوفيتي السابق.