تدخل الشرطة يشعل فتيل الفوضى في الجامعات المصرية
١٧ ديسمبر ٢٠١٣بالرغم أن مشهد اصطدام الشرطة بالطلاب المتظاهرين داخل الحرم الجامعي أو حوله بات يتكرر يوميا في الجامعات المصرية، وتأكيد الحكومة مرارا على أنها ستتعامل بحزم مع ما سمته بـ"عنف مخطط من قبل جماعة الإخوان"، إلا أن حالة الغضب تصاعدت داخل عدد من الجامعات المصرية في القاهرة والمحافظات بعد انضمام عدد من الحركات الثورية المدنية للمظاهرات، ردا على مقتل طالبين أحدهما في جامعة القاهرة والآخر في جامعة الأزهر على يد الشرطة.
وتصاعدت دعوات الإضراب والاعتصامات داخل الكليات في الجامعات المصرية، فقد أعلنت كلية الهندسة انتهاء الفصل الدراسي الأربعاء الماضي (11 ديسمبر/ كانون الأول 2013) وتقديم عميدها ووكلائها لاستقالتهم إلى رئيس الجامعة في نفس اليوم على خلفية الاشتباكات التي يشهدها محيط الكلية بين الطلبة المتظاهرين وقوات الأمن منذ أيام وسقوط قتيل في الفرقة الأولى من الكلية يدعى، واعتصام عدد من الطلاب في الكلية.
محاولات للحوار؟
وقد دخلت مؤسستا الرئاسة والجيش في حوار مع اتحاد طلاب عدد من الجامعات المصرية للتفاوض حول مطالبهم. وقال إسلام فوزي رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان، أحد الذين حضروا الاجتماع، في تصريحات لDW إن الاجتماع كان بدعوة من الدكتور عبد الجليل مصطفى رئيس لجنة الصياغة بلجنة الـ50 لتعديل الدستور ومستشارين للرئيس المؤقت عدلي منصور، كما حضر الاجتماع كلا من نائب وزير الدفاع ومساعدين لوزير الداخلية، فضلا عن رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى.
وأضاف فوزي طالبونا بترتيب أولوياتنا في مطالبنا فقلنا لهم إنه على الرغم من أن من مطالبنا عزل وزيري الداخلية والتعليم العالي، إلا أن أهم أولوياتنا هي الإفراج عن الطلاب المعتقلين الذين يبلغ عددهم أكثر من 300 طالب في الجامعات المصرية، وسحب قوات الداخلية من أمام الجامعات، وإلغاء قرار رئيس الوزراء بالسماح للشرطة بدخول الجامعة بدون إذن، وتشكيل لجنة تقصي حقائق يشارك فيها الطلاب للتحقيق في انتهاكات الداخلية، وأن أي قرار سياسي يؤخذ بخصوص الطلاب يكون من الضروري مشاركة الطلاب فيه".
جامعة الأزهر تصعِد والحكومة تساوم
وفي جامعة الأزهر، التي اقتحمتها والمدينة الجامعية التابعة لها قوات الشرطة مرارا بالمدرعات لفض التظاهرات بالقوة، بناء على طلب إدارة الجامعة، وهو ما أدى إلى مقتل طالب بالفرقة السادسة بكلية الطب، أغلق بعض الطلاب المتظاهرين أغلبهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين بعض الكليات وأعلنوا الإضراب الدراسة، في نفس الوقت الذي يهددون فيه بالإضراب عن امتحانات الفصل الدراسي الأول. من جانبه قال الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر بحزم "الدراسة مستمرة والامتحانات لن تؤجل وهذا قرار مجلس الجامعة الطارئ"، وذلك في حديثه لDW".
يبدو أن كل طرف لا يزال على موقفه، حيث قال مصدر أمني بوزارة الداخلية وأحد المسؤولين عن ملف الجامعات في الحكومة إن الدولة لن تسمح بأي عنف قد يصدر من طلاب الإخوان، وأي عنف سنقابله بعنف في حالة خروج مظاهرات الطلاب عن الحرم الجامعي، تتعامل معهم قوات الأمن وفق ما نص عليه قانون التظاهر بالتفريق أولاً بالمياه ثم قنابل الغاز ثم طلقات الصوت".
في حين قال د. هاني الحسيني أحد قيادات حركة 9 مارس التي تدافع عن استقلال الجامعات "إن أهم أسباب العنف في الجامعات هو دخول الشرطة إلى الحرم الجامعي ووجودها بشكل استفزازي في محيط الجامعات المصرية واعتداءها المتكرر على الطلاب.. نعم هناك نوع محدود من العنف بين الطلاب وبعضهم بسبب الآراء المختلفة بين طلاب الإخوان المطالبين بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي وبين الطلاب المختلفين معهم، لكن نهايتها يكون من خلال إلقاء الحجارة على بعضهم البعض ويستطيع الأمن الإداري داخل الجامعة التحكم بهذه المشاجرات الطلابية".