تراجع قياسي في أسواق الأسهم الألمانية والدولية
٢١ يناير ٢٠٠٨شهد مؤشر داكس لأسهم الشركات الألمانية الكبرى في بورصة فرانكفورت اليوم الاثنين (21 يناير/كانون الثاني) تراجعا كبيرا، حيث انخفض ظهيرة اليوم إلى 6762 نقطة من أصل 7256 بدأت فيها التعاملات في الصباح، وهو انخفاض بنسبة 7.1 بالمائة. وتجدر الإشارة إلى أن البورصة الألمانية لم تشهد تراجعا كبيرا منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.
ورغم أن بعض المراقبين استخدموا عبارة "الاثنين الأسود" لوصف ما حدث اليوم، إلا أن التعافي النسبي الذي شهدته الأسواق بعد الظهر جعل المراقبين يتراجعون عن هذه العبارة، حيث عاد المؤشر ليسجل مستويات أعلى من 6850 نقطة. وكان قطاع البنوك الألمانية أكبر المتضررين من التراجع الكبير في سوق الأسهم الألمانية. كما انخفض مستوى اليورو مقابل الدولار على إثر ذلك ليصل مستوى دون 1،45 دولارا.
وسبق الانخفاض في سوق الأسهم الألمانية انخفاض قوية في البورصات الآسيوية مثل مؤشر "نيكاي" الياباني الذي انخفض بنسبة 3.86 بالمائة ومؤشر "هانغ سينغ" في هونغ كونغ الذي انخفض بنسبة 3.5 بالمائة. كذلك انخفض مؤشر "شانغهاي" الصيني بنسبة 5.1 بالمائة، وامتدت الخسائر لتشمل بورصات كوريا الجنوبية وأستراليا وسينغافور وتايوان والفلبين.
أسباب الانخفاض
وترجع هذه الانخفاضات إلى خوف المستثمرين من حدوث ركود في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنة الجارية. لكن بعض المحللين يرى أن هذه المخاوف غير مبررة، حيث أن ركود الاقتصاد الأمريكي لن يُؤثر بشكل كبير على الاقتصاديات الآسيوية التي أصبحت تركز في صادراتها واستثماراتها على الأسواق الآسيوية نفسها، وهو الأمر الذي يجعل آسيا أقل ارتباطا بالاقتصاد الأمريكي من ذي قبل.
أما السبب الرئيسي الثاني للانخفاضات فيعود إلى الآثار العالمية لأزمة القروض العقارية الأمريكية، والتي بدأت في الأسابيع الأخيرة بضرب ميزانيات بعض المؤسسات المالية في ألمانيا. ومنذ بداية السنة الجديدة تعرضت أسواق الأسهم الألمانية لهزة بسبب انخفاض كبير في أسعار أسهم شركة هيبو ريال ستيت Hypo Real Estate العقارية الألمانية بلغ 38 بالمائة. وكانت هذه الشركة قد تعرضت لخسائر كبيرة في ميزانيتها منتصف الشهر الجاري بسبب استثماراتها في القروض العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية. وتعد هيبو ريال استيت أحد أهم المؤسسات العقارية على مستوى ألمانيا وأوروبا وتتبع لها ثلاث بنوك. وتسبب انخفاض سعر أسهم الشركة في تراجع ثقة المستثمرين في شركات القطاع المالي الألماني وقدرته على تجاوز أزمة القروض العقارية الأمريكية.
"شركات التأمين هي الضحية القادمة"
وكانت أسهم البنوك الألمانية مثل كوميرسبانك Commerzbank (ثاني أكبر بنك ألماني) وشركة أليانس Allianz الألمانية للتأمين من أهم المتضررين اليوم الاثنين. وانتشرت إشاعات في السوق حول احتمال تعرض ميزانية بنك دريسدنربانك Dresdner Bank (المملوك من قبل شركة إليانس) لخسائر كبيرة بسبب أزمة القروض العقارية الأمريكية، كما أشار توقعات بعض المراقبين إلى أن شركات التأمين ستكون الضحية القادمة لهذه الأزمة.