تركيا: برلين ترحب بالإصلاحات وتختلف حول الانتساب لأوروبا
١٣ سبتمبر ٢٠١٠قال الناطق باسم الحكومة الألمانية شتيفان شتيغمانتز إن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ترحب بنجاح الاستفتاء على الإصلاحات الدستورية في تركيا وتعتبره، مثلها مثل وزير خارجيتها غيدو فيسترفيله، خطوة هامة إضافية على طريق الاقتراب أكثر من أوروبا.
ميركل تدعو إلى علاقات وثيقة..
وعما إذا كانت ميركل تعتبر أن الإصلاحات المقرّة ستساعد تركيا على تسريع مفاوضات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي قال شتيغمانتز ردا على سؤال ل "دويتشه فيلّه" إن المستشارة تعتقد كما هو معروف بأن أقامة علاقات "وثيقة الصلة" مع تركيا هو الهدف المشترك لحكومتها، وتعتقد بأن المفاوضات الجارية مع المفوضية الأوروبية حول الانتساب إلى الاتحاد مفاوضات مفتوحة على كل الاحتمالات.
وعن موقف وزير الخارجية فيسترفيلّه الذي يرأس الحزب الليبرالي المشارك في الحكومة من الأمر، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه أن الوزير يلتزم بواقع أن المفاوضات الجارية مع أنقرة حول ملفات عديدة هي مفاوضات مفتوحة وغير محددة النتائج بعد. ومعروف أن الحزب الليبرالي لا يتخذ موقفا سلبيا من مسألة العضوية مثل شريكيه المسيحيين في الحكومة.
فيسترفيلّه لا يستبعد دخول تركيا الاتحاد الأوروبي
وكان فيسترفيلّه رحّب في تصريح وزعته وزارته بنتائج الاستفتاء معربا عن قناعته بأنه "خطوة هامة على طريق الوصول إلى أوروبا" ومشيرا إلى أن عملية الإصلاح في تركيا "ستتابع تحت عنوان زيادة انفتاح المجتمع على العالم". وفي تصريح آخر نقلته وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" لاحقا، أبرز فيسترفيلّه تمايزه عن الحزبين المسيحيين الآخرين في الحكومة قائلا إنه لا يستبعد بعد نجاح الاستفتاء حول إصلاح دستور البلاد احتمال دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وأضاف: "من حق تركيا أن تعامل بصورة منصفة وباحترام ومساواة". وتابع أن لا أحد يريد التسرع بتقديم وعود، "ولكن ليس المطلوب من أحد تجاوز بلد هام مثله يسعى إلى تحديث نفسه والعمل، بالتالي، على استبعاده". وزاد أنه يشجع كل القوى في تركيا على مواصلة عملية الإصلاح لافتا إلى أن نتيجة الاستفتاء "تظهر أن وجهة تركيا هي أوروبا". وتفاوض تركيا منذ سنوات الاتحاد الأوروبي بهدف الانتساب إليه وترفض أي شكل آخر من التعاطي معه.
جزء من التعديلات طالبت به المفوضية الأوروبية
وعن علاقة الإصلاحات الدستورية بالمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال إن الإصلاح الدستوري في تركيا "لم يحدث فجأة، بل كان نتيجة مفاوضات ومشاورات تركية داخلية حول الإصلاح، ونتيجة عملية واكبها الاتحاد الأوروبي بصورة مكثفة". وأضاف بيشكه أن جزءا من التعديلات الدستورية التي تم التصويت عليها طالب به الاتحاد الأوروبي وحضّ عليه. وزاد أيضا أن الإصلاح الدستوري الذي تمّ "خطوة هامة على طريق الإصلاحات التي يتوجب على تركيا انجازها، الأمر الذي نرحّب به".
وأصدر المتحدث باسم المجموعة النيابية للحزب الاجتماعي المسيحي في البرلمان الألماني توماس زيلبرهورن بيانا رحّب فيه بالإصلاح الدستوري الذي حصل في تركيا وشمل مختلف مجالات الحياة، خاصة القضاء والجيش وحقوق الأطفال، لكنه دعا إلى التريث حتى يجري تطبيقها على الأرض وتوقف الجيش عن أن يكون دولة داخل الدولة. وأضاف أن الاستفتاء الدستوري لم يكن تصويتا على دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وأن موقف حزبه الرافض لهذه العضوية لم يتغير.
اسكندر الديك
مراجعة: عبد الرحمن عثمان