تنديد بالهجوم الصاروخي على مجدل شمس وقلق من نشوب حرب شاملة
٢٨ يوليو ٢٠٢٤دانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك اليوم الأحد (28 يوليو، تموز 2024) الهجوم "المروع" الذي أودى بحياة 12 شخصاً السبت في الجولان السوري المحتل واتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني بشنه، داعية إلى "التصرف بهدوء".
وقالت بيربوك على موقع "اكس" (تويتر سابقاً) إن "الهجمات الغادرة يجب أن تتوقف فوراً. ومن المهم حالياً التصرف بهدوء. قتل عدد كبير جداً من الأشخاص في هذا النزاع"، في إشارة إلى الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر وتهدد بالتوسع إلى المنطقة. وكتبت الوزيرة "من المروع أن يقتل الأطفال والشباب، الذين أرادوا ببساطة لعب كرة القدم. أقدم تعازيي لأسرهم".
بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الأحد إنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع بعد اتهام إسرائيل جماعة حزب الله اللبنانية بقتل 12 طفلا وفتى في هجوم صاروخي على هضبة الجولان المحتلة. وقال بلينكن إن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل حول هجوم الجولان.
وأعلن بلينكن أن "كل المؤشرات" تدل على أن حزب الله اللبناني أطلق الصاروخ على الجولان، موضحاً في معرض رده على سؤال في مؤتمر صحافي في طوكيو: "لا يوجد مبرر للإرهاب". وأضاف "كل المؤشرات تدل على أن الصاروخ كان بالفعل من حزب الله. نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها من الهجمات الإرهابية".
وقال بلينكن "نحن عازمون على وضع حد للنزاع في غزة. لقد استمر لفترة طويلة جدا. أودى بحياة الكثير من الأشخاص. نريد أن نرى الإسرائيليين، نريد أن نرى الفلسطينيين، نريد أن نرى اللبنانيين يعيشون متحررين من تهديد النزاع والعنف".
وأضاف "نجري محادثات مع حكومة إسرائيل. ومرة أخرى أؤكد حقها في الدفاع عن مواطنيها وتصميمنا على التأكد من أنهم قادرون على القيام بذلك". وتابع "لكننا لا نريد أيضًا أن نرى النزاع يتصاعد. لا نريد أن نرى توسعا. لقد كان هذا أحد أهدافنا منذ اليوم الأول، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وسنواصل القيام بذلك". وأضاف "لكن مرة أخرى، أفضل وسيلة للقيام بذلك بطريقة مستدامة هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة الذي نعمل جاهدين على تحقيقه في كل دقيقة تقريبًا".
وكان وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب قد كشف لرويترز الأحد إن الحكومة اللبنانية طلبت من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس. وقال بوحبيب إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى حزب الله تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضا. ونفى حزب الله المسؤولية عن الهجوم. وتعهدت إسرائيل بالرد السريع.
"نشعر بالفزع"
كما أدانت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" الهجوم الصاروخي على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس، في مرتفعات الجولان. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن الوزيرة قولها "إننا نشعر بالفزع بسبب الهجوم الصاروخي على ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس، الذي أسفر عن مقتل أكثر من عشرة أشخاص أبرياء وأصاب كثيرين آخرين، خاصة أطفال".
وأضافت بالقول: "نحن ندين هذا الهجوم بشكل قاطع ونقدم تعازينا لأسر الضحايا وللمجتمع الدرزي". وأكدت الوزيرة مجددا مطالب كندا بأن تمتنع إيران ووكلاؤها عن زعزعة الاستقرار في المنطقة وأعربت عن مخاوفها بشأن تصاعد التوترات نتيجة للهجوم.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي قتل 12 شابا وطفلا، في مرتفعات الجولان، كان مجهزا برأس حربي، يزن أكثر من 50 كيلوغراما. وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الليفتانينت جنرال هرتسي هاليفي أن الجيش يزيد استعداده "للمرحلة التالية" من القتال" في الشمال، في أعقاب الهجوم الصاروخي المميت على بلدة مجدل شمس.
استعداد للمرحلة الثانية من القتال
وأضاف هاليفي، في بيان بالفيديو من الموقع "نعرف تحديدا من أين تم إطلاق الصاروخ. إنه صاروخ من حزب الله. ومن يطلق مثل هذا الصاروخ على منطقة حضرية، يريد قتل مدنيين ويريد قتل أطفال"، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم. وتابع "لقد فحصنا بقايا الصاروخ هنا على جدار ملعب كرة القدم. نعرف أنه صاروخ فلق مزود برأس حربي يزن 53 كيلوغراما".
وتابع "نحن نعطي القوة للمجتمع الدرزي، شريكنا الكامل الشجاع، مع باقي مواطني إسرائيل". وأضاف "إننا نزيد بشكل كبير من استعدادنا للمرحلة التالية من القتال في الشمال، حيث أننا نقاتل في آن واحد في غزة. نحن نعرف كيف نهاجم حتى من مسافة بعيدة جدا من دولة إسرائيل. ستكون هناك المزيد من التحديات، إننا نزيد من استعدادنا".
"سنرد على المذبحة"
من جانب آخر ذكرت وزارة خارجية إسرائيل اليوم الأحد أنها سوف ترد على "المذبحة" التي تعرض لها شباب وأطفال في قرية درزية، وألقت باللوم على طهران في الهجوم. وقال المتحدث باسم الوزارة أورين مارمورشتاين إن "الصاروخ، الذي قتل أبناءنا وبناتنا كان صاروخا إيرانيا وحزب الله هو المنظمة الإرهابية الوحيدة، التي لديها تلك الصواريخ في ترسانتها".
وأضاف المتحدث "ستمارس إسرائيل حقها وواجبها في العمل دفاعا عن الذات وسترد على المذبحة... يتعين على العالم الآن أن يحمل إيران ووكلاءها الإرهابيين، حزب الله وحماس والحوثيين المسؤولية الكاملة". وتابع المتحدث "السبيل الوحيد الذي يمكن من خلاله للعالم أن يمنع حربا شاملة، من شأنها أن تدمر أيضا لبنان هو إجبار حزب الله على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701".
وأوضح المتحدث أن هذا القرار يدعو حزب الله إلى الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني، على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود بين إسرائيل ولبنان، محذراً بالقول: "الآن هي اللحظة الأخيرة للقيام بذلك دبلوماسيا".
استنفار شديد
من لبنان قال مصدران أمنيان لرويترز إن جماعة حزب الله اللبنانية "في حالة استنفار شديد" اليوم الأحد. وذكر المصدران الأمنيان أن الجماعة بادرت بإخلاء بعض المواقع المهمة في جنوب لبنان وفي سهل البقاع شرق البلاد تحسبا لشن إسرائيل هجوما. وقال المصدران إن حزب الله "أخلى بعض المراكز المهمة في الجنوب والبقاع خلال الساعات الماضية".
وخاض حزب الله والجيش الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة قتالا هو الأعنف منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006. تُشار إلى أن تصعيد القتال إلى حرب شاملة قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن التنبؤ بها للمنطقة، حيث من المحتمل أن توسع الميليشيات الموالية لإيران في العراق وسوريا واليمن هجماتها على إسرائيل وحليفها الأهم، الولايات المتحدة.
وتعتبر دول عديدة حزب الله، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول عربية. ويشار إلى أنّ ألمانيا حظرت نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته "منظمة إرهابية".
توديع ضحايا الهجوم
احتشد آلاف الرجال والنساء الأحد لتشييع 12 قتلى الهجوم صاروخي على بلدة مجدل شمس الدرزية في الجولان السوري. وخلال الجنازة التي تقدمها أطفال يحملون أكاليل الزهور، انهمرت دموع الرجال الذين يحملون النعوش. وحمل آخرون صورا كبيرة للضحايا. وردد المشيعون المراثي الحزينة.
وقبل انطلاق الجنازة، تجمع الأهالي ومعظمهم من النسوة الثكالى اللواتي يرتدين الأسود ويغطين رؤسهن بمناديل بيضاء حول النعوش التي تمت تغطيتها بملاءات بيضاء ووزعن فوقها الورود. وفي دار البلدية وتحت أشعة الشمس الحارقة، تجمع الزعماء الدينيون للصلاة على الجثامين.
وشهدت البلدة الدرزية حدادا وتوقفا تام للحياة إذ أغلقت المحال التجارية أبوابها فيما تم وضع نقاط تفتيش عند مداخل قرى الجولان. ووفقا لدائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية، يقطن نحو 20 ألف درزي مرتفعات الجولان بينهم 11500 في مجدل شمس وحدها. وترفض نسبة كبيرة من سكان البلدة الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
ع.غ/ و.ب (د ب أ، آ ف ب، رويترز)